ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻔـﺄﺭ ﻭﺍﻷﺳـﺪ
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻓﺄﺭ ﺣﻜﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﻪ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﺃﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﺻﺪﻗﺎﺀﻩ ﺩﺭﺳﺎً
ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺛﻘﺔ: ﺃﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﻭﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻻﻣﺎﻥ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺪ:
ﺗﻜﻠﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺄﺭ:
ﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﺍﻗﺘﻠﻚ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺷﻬﺮ
ﺿﺤﻚ ﺍﻷﺳﺪ ﻓﻲ ﺃﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭﻗﺎﻝ:
ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺄﺭ
ﻓﻘﺎﻝﺍﻟﻔﺄﺭ :ﻧﻌﻢ ﻓﻘﻂ ﺃﻣﻬﻠﻨﻲ ﺷﻬﺮ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﺳﺪ:
ﻣﻮﺍﻓﻖ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺳﻮﻑ ﺃﻗﺘﻠﻚ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ
ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﺿﺤﻚ ﺍﻷﺳﺪ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﻓﻌﻼً
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻣﺮ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻳﺘﺨﻠﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭ ﺍﻷﺳﺪ
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻌﻼً ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺍﻷﺳﺪﻭﻳﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ
ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺻﺤﻴﺢ ..
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﺮﻋﻮﺑﺎً ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺐ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺤﻴﻮﻧﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﻬﻢ ﻭﺟﺪﻭﻩ ﻗﺪ ﻓﻘﺪ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ..
ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﺄﺭ ﺃﻥ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻫﻮ ﺍﻗﺼﻰ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ..
ﻓﻜﻢ ﻣﺮﺓ ﻗﺪ ﺃﻧﺘﻈﺮﺕ ﺷﻲﺀ ﻟﻴﺤﺪﺙ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻭﻛﻢ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻧﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﻳﺪ..
ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ
ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﺑﺘﻼﺀ ﻭﺳﻮﻑ ﺗﺤﻞ ﻋﺎﺟﻼً ﺃﻡ ﺃﺟﻞ ﻭﺳﻮﻑ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ
ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻻ ﻧﻌﻤﺔ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻼ ﺗﺸﻐﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﺭﻛﺰ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻚ ﻭﻛﻦ ﺍﻳﺠﺎﺋﻲ ﻭﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﻇﻦ ﻋﺒﺪﻩ !
ﺍﻟﺨـــــﻼﺻﺔ:- ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻜﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﻇﻦ ﻋﺒﺪﻯ ﺑﻰ ﺇﻥ ﻇﻦ ﺧﻴﺮﺍً ﻓﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻇﻦ ﺷﺮﺍً ﻓﻠﻪ "ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ