آر إم إس كوين ماري 2 (بالإنجليزية: RMS Queen Mary 2، QM2) هي عابرة محيط منتظمة، مملوكة لشركة كونارد لاين. سميت على اسم الباخرة الأولى التي كانت الأخيرة تملكها، آر إم إس كوين ماري، والتي سميت بدورها على اسم الملكة "ماري التكيّة"، زوجة الملك جورج الخامس.
كانت هذه الباخرة أطول وأضخم وأعلى سفينة ركاب على الإطلاق، عندما بنيت في عام 2003، على يد شانتيي دو لاتلونتيك، حيث وصل وزنها إلى 148,528 طن، ولكنها خسرت ذلك اللقب لصالح سفينة رويال كارييبين انترناسيونال فريدوم اوف ذي سيز (حرية البحار) في أبريل 2006 البالغ وزنها 154,407 طن، لكن مع ذلك، فإن كوين ماري 2 تبقى أكبر عابرة محيط منتظمة (مقارنة بالسفن السياحية) التي صنعت حتى الآن، ذلك أن حجم ووزن كوين ماري 2 يتجاوز حجم ووزن الفئة فريدوملشركة رويال كارييبين انترناسيونال. بالإضافة لذلك، فإن كوين ماري يبلغ حجم حمولتها 76,000 طن؛ بينما يبلغ حجم حمولة سفن الرويال كاريبين 64,000 طن.
تعتبر كوين ماري 2 أكبر عابرة محيط رئيسية تمّ إنشائها منذ كوين إليزابيت 2 عام 1969، وهي تحتوي على 15 مطعماً وحانة، 5 أحواض سباحة، كازينو، قاعة كبرى، مسرح، وقبة عملاقة.
تطلب إنشاء هذه السفينة قطعا معدنية أكثر بكثير من السفن السياحية والعابرات المعتادة، نظر لضخامة هيكلها الخارجي ولوجود العديد من الأماكن الترفيهية بداخلها التي كان يجب أن تكون على مستويات عالية من الجودة. أبحرت كوين ماري 2 لأول مرة بتاريخ 21 مارس 2003، ويمتد تاريخ خدمتها من 12 يناير 2004 حتى الوقت الحالي، التقت خلاله بسابقتها، كوين إليزابيت 2 وكوين فيكتوريا، وحملت على متنها عدد من المشاهير العالميين من رؤساء جمهوريات وممثلين ورجال أعمال وغيرهم. قامت الباخرة بأول رحلة لها حول العالم بتاريخ 10 يناير 2007، وكانت هذه هي المرة الأولى التي التقت فيها بسالفتها، كوين ماري الأصلية، وكان ذلك في مدينة سيدنيبإستراليا.
النظرة الهندسية للعابرة — التي اعتبرت أضخم من أي واحدة صممت سابقاً — تبلورت عند المدير التنفيذي لكارنيفال كوربرايشن ميكي أريسون، الذي أفصح أن سبب شراء شركته لكونارد لاين هو صنع كوين ماري 2 ولا شيء آخر.
تم إيكال المهمة إلى المهندس البحري ستيفان باين الذي كان "مهووسا" بالسفن العملاقة منذ عقد 1930. فقام بوضع الخطوط الكبرى للسفينة الأكبر التي صممها بطول ثلاثمائة وخمسة وأربعين متراً و41 متر عرضاً و72 متر ارتفاعاً، أي ما يعادل 23 طابقاً. اكملت كونارد تصميماً لفئة "كلاس" جديدة من 84000 طن، وتتسع لألفيّ راكب، في 8 يوليو 1998، لكن أعيد النظر في كل التصميم بعد مقارنة خاصياتهم بمثيلاتها للسفن السياحية؛ إذ أن الفئة داستني (بالإنجليزية: Destiny)لكارنيفال كرويز لاين ظهر بأنها تتألف من 100000 طن كما تلك الخاصة بسفينة رويال كارييبين انترناسيونال فواياجر اوف ذي سيز التي تزن 137200 طنا.
بعد ستة أشهر، أي في 10 ديسمبر، أفصحت كونارد عن بعض التفاصيل الخاصة بمشروع كوين ماري، وهو المشروع الذي يطمح لبناء باخرة قادرة على مجاراة كوين اليزاباث 2. وتم استعمال تصاميم العابرات السابقة وترجمتها واقعيّا من خلال التصاميم الهندسية للمشروع. كانت كاسرة الأمواج الأمامية شبيهة بتلك الخاصة بالباخرة إس إس نورماندي، أما المقدمة فهي مستوحاة بشكلها المتدرج من آر إم إس كوين ماري، ولكن تم تعويض الزوايا بأقواس خفيفة. وأما بالنسبة للجسور العلوية فهي مفتوحة، ويمكن إغلاقها لمجابهة الطقس السيئ في الأطلسي الشمالي. حافظت التصاميم على الخطوط العامة للمدخنة والسطح، كتلك الخاصة بآر إم إس كوين إليزابيت 2. وفي مجمله كان التصميم يمزج بين تصاميم العابرات الأطلسية والسفن السياحية.
كان هذان التصميمان متضادان في البداية، فالسفن السياحية منفتحة جدا على الاطراف تمكن الركاب من التمتع بمشاهد للبحر ولكنها خير مجهزة لمقارعة العواصف. اما السفن العابرة فهي معدة لمجابهة الامواج والرياح وطوابقها لا تتجاوز حدود الهيكل. مما جعل التحدي ان تكون الباخرة الجديدة جذابة للرحلات السياحية. ومن أجل ذلك تم تزويد عدد كبير من المقصورات بشرفات ولكن حتى لاتقع في مستوى الماء عند الطقس السيئ، وُضعت في أعلى السفينة، ولذلك فالمرافق العامة بها تقع في طوابق سفلى. وهذا التصميم يوفر أيضا استقرار أكبر للسفينة.
تعتبر الجهة الخلفية لكوين ماري 2 "غريبة" بعض الشيء، فهي مقوسة بشكل يذكر بالسفن الشراعية القديمة، اما قاعها فهو مسطح وهي خاصية السفن الحديثة، وهي تمكن السفينة من استعمال توربيناتها الأربعة معا جنبا لجنب واكتساب حجم اضافي لزيادة عدد المقصورات والمخازن.
تم تجميع الموضوع من اكثر من مصدر
اتمنى ان ينال رضاكم
دمتم في امان الله