قاسم محمد الحسانيالجمعة، 22 أيار، 2015
نعيش هذه الايام المباركة ايام فرحة على قلوب الامة الاسلامية جمعاء متمثلة بولادة الائمة الهداة عليهم السلام مع اخيهم الامام العباس عنوان الاخوة على مر التاريخ
وهذه الولادات التي تمر علينا كل عام تعيد بنا التذكر باعلام نذروا انفسهم لخدمة الدين واعلاء كلمة لا اله الا الله الكلمة الحق والتي تعتبر ميزان الكون المعتدل والتي
لولاها لمادت الارض بمن فيها واندرس اسم الانسان وقامت الساعة , ان هذه الذكريات العطرة هي دروس معطاء ثرة وغنية يفترض بنا جميعا الاستفادة منها وان نجعلها
منهاجا حياتيا لتقويم مسيرتنا الانسانية ,واذا اردنا باستذكار بسيط للولادات نرى انها تبتدا بالامام الحسين عليه السلام تتبعها ولادة الامام العباس والامام السجاد عليهما
السلام ثم تليها ولادة الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه ولمعرفة اثرها على التاريخ الاسلامي والانساني عامة علينا ذكر ادوارهم في التاريخ وهم في غنى عن المديح
والاعجاب لانهم الركائز الحقيقية التي ارتكز عليها الاسلام وهم اكرم الناس فهم قدموا اغلى الجود وهو التضحية بالنفس لابقاء المطلوب وعدم المجاملة على حساب الحق
لان الدين عنوانه الحق والصدق فمتى ما ثبت المدافع عن الحق قوي الحق واعتدل توازنه ومتى ماضعف المدافع ضاعت هوية الحق والدين وابتلى الناس بنتائج هذا الضعف .
لقد قدم لنا اهل البيت عليهم السلام انموذجا مثاليا في العبادة وتادية الادوار الموكلة لهم في الحياة واثبتوا لنا انهم الوحيدين الذين طبقوا فرائض الله تعالى وماعداهم ليس
بمثلهم واننا كنا نتمنى بكل ثقة ان تسير الناس بكل طوائفها على مسار اهل بيت النبوة الذين حباهم الله تبارك وتعالى بكل صور المجد والمحبة , ان درس الامام الحسين
وتضحيته العظيمة لاجل انقاذ الدين وتثبيت دعائمه بتصديه لخليفة الفسق والفجور يزيد بن معاوية وعدم مبايعته لانه لايمثل الدين بل يمثل (يزيد) كل نظام الظلم والتعدي
على الدين والفسق والفجور وهذا مالاترتضيه اخلاق اهل البيت فكان الذي حصل صراع بين الحق والباطل انتهى باستشهاد الامام الحسين واهل بيته الكرام وانصاره
الميامين وخسرت الدولة الاموية كل شيء وانحنت امام ارادة الحق وكان الامام العباس عليه السلام رمزا للوفاء والاخوة وسار بكل صدق على نهج النبي (صل الله عليه واله وسلم )
وقدم نفسه قربنا للحق القويم كذلك هو الامام السجاد عليه السلام على نفس منوال والده في التضحية لاستمرار الدين وعدم ضياع ثوابته ,لقد اثرت هذه الولادات الكريمة
على التاريخ بقوة لانه باستذكارها سنويا وعلى مر الازمنة كانت الناس تستعيد قواها الذهنية والفكرية والدينية مما يسبب المشاكل للسلطات الغاشمة التي كانت جاثمة على
صدورهم فكثير من الثورات سارت على نهج ثورة الامام الحسين عليه السلام وسببت الهلع والخوف وخسرت الانظمة الكثير من رصيدها الدنيوي لانها بالاساس خاسرة
حتما رصيدا الاخروي بالكامل ,اذن التاريخ استفاد كثيرا من حياة اهل البيت عليهم السلام ونظمت الكثير من الدول حالها بعد قراءة التاريخ بتمعن ,واليوم مااحوجنا
للاستفادة من هذه الذكريات العطرة بان نتبع خطاها ونتلمس السير مثلها وان لانكتفي بالتنظير والكلام المعسول علينا شد الازر واعتماد العمل الجاد للخلاص من شرور
الحياة والارتباط الحقيقي بالله عز وجل .
نهنىء الاسلام والعالم بهذه المناسبات الكريمة ونساله تعالى ان يمن علينا بالامن والخير والبركة.