شارع الرشيد.. حكايات وطرائف..جولة في الشارع في سنواته الاولى
شارع الرشيد من أقدم و أشهر شوارع بغداد كان يعرف خلال الحكم العثماني باسم شارع ( خليل باشا جاده سي ) على أسم خليل باشا حاكم بغداد وقائد الجيش العثماني الذي قام بتوسيع وتعديل الطريق العام الممتد من الباب الشرقي إلى باب المعظم وجعله شارعاً باسمهِ عام 1910م
وكان ذلك لأسباب حربية ولتسهيل حركة الجيش العثماني وعرباته فتم العمل في هذه الجادة بصورة مستعجلة وارتجالية حيث كان يصطدم بمعارضة العلماء ورجال الدين البغداديين عند ظهور عقبة تعلق استقامتهِ ببروز أحد الجوامع على الطريق كما كان يصطدم بأملاك المتنفذين والأجانب ممن هم المشمولين بالحماية وفق الامتيازات الأجنبية, وكذلك لقلة المال المتوفر لديهِ لاستملاكها, لذلك وجب حصول انحناءات في الشارع تبعاً لهذه العراقيل.
وهكذا بدأ بتهديم أملاك الفقراء والغائبين ومن لا وراث لهم، وهكذا أصبح الطريق ممهداً واسعاً تسلك فيه وسائط النقل بسهولة.
ويحوي الشارع جوامع تراثية منها جامع الحيدرخانة الذي شيدهُ داود باشا عام 1819م، وجامع حسين باشا وأسواقاً قديمة كسوق هرج وسوق السراي.
قبل الدخول في الموضوع أحب أن أوضح أن خليل باشا حاكم بغداد وقائد الجيش العثماني حين قام بتوسيع وتعديل الطريق العام ، الممتد من الباب الشرقي إلى باب المعظم وجعله شارعا باسم (خليل باشا جاده سي)، لم يستحضر خارطة بغداد والمهندسين ويأمرهم بفتح شارع على وفق الهندسة والاستقامة، ولكن القناصل الأجانب الذين كانوا ساكنين في الباب الشرقي على نهر دجلة وكبار القوم من محلة باب الشيخ، كانوا يترددون على السرايا بالعربات على هذا الطريق، لذلك فان خليل باشا، انما قام بتوسيع الطريق وتعديل استقامته على قدر المستطاع وذلك لأسباب حربية وتسهيل حركة الجيش العثماني وعرباته فتم العمل في هذه الجادة بصورة مستعجلة ارتجالية، لانه كان يصطدم بمعارضة العلماء ورجال الدين عند ظهور عقبة تعلق ببروز أحد الجوامع على الطريق كما يصطدم باملاك المتنفذين والاجانب المشمولين بالحماية على وفق الامتيازات الأجنبية. ولقلة المال المتوفر للاستملاك لذلك وجب حصول الانحناءات في الشارع تبعا لهذه العراقيل وبدأ بتهديم أملاك الفقراء والغائبين. ومن لا وراث لهم وأصبح الطريق ممهدا واسعا تسلك فيه وسائط النقل بسهولة.
وسمي ( خليل باشا جاده سي) وكانت اللوحة المعدنية المؤشرة على ذلك معلقة على جدار جامع السيد سلطان علي إلى ما بعد الخمسينيات من هذا القرن ، وسمي هذا الطريق عند اهل بغداد باسم (الجادة العمومية) ثم سمي (الشارع العام) وأخيرا عندما اجتمعت لجنة تسمية الشوارع والمحال في بغداد. اطلق عليه اسم (شارع الرشيد) وبقيت الانحناءات والنتوءات في الشارع على حالها. إلا في حالة نقل رفات إمام طه (تمثال الرصافي) ليلا وبصورة سرية إلى سلمان باك، حين كان ارشد العمري اميناً للعاصمة وكذلك حين تهديم الحائط المائل من جامع مرجان بمواجهة البنك المركزي والبارز في داخل الشارع بحجة انه مائل إلى الانهدام وارجع إلى الخلف بضعة امتار وبهذا توسع نوعا ما ...
ولمعرفة ما في شارع الرشيد في العشرينيات نبدأ جولتنا فيه من باب المعظم إلى الباب الشرقي ونبدأ من الطاقة الكبيرة المرتفع إلى أكثر من عشرة أمتار وفيه الباب الحديدي الكبير لمدخل بغداد من هذه الجهة، وعلى جانبيه بابان صغيران تحت الطاق المقوس لمرور السابلة وفي خارج هذا الباب الصغيرة يجلس (دزدبانية) الضرائب ويقع جامع الازبكية في أول الطريق العام ثم جدار القلعة وبابها المفتوح دائما (وزارة الدفاع) وبالمناسبة فانه قد سمي جامع الازبكية بمنارته القصيرة لان أفراد شعب الاوزباكستان يتجمعون فيه مع دواليبهم حيث كانوا يمتهنون حد السكاكين وفي بغداد يسمونهم (الجراخين) وكانوا قد جاءوا مع الجيش العثماني عند فتح بغداد. وكانت ساحة القلعة ملعبا لكرة القدم وعلى جهة النهر السجن القديم والذي يسمى سجن القلعة ومحله الآن هو وزارة الدفاع (المقر) ..
كما كانت ساحة القلعة الواسعة محل استعراض كشافة المدارس الابتدائية وحدث في هذه الساحة وبحضور الملك فيصل الأول والوزراء ان دخلت جاموسة هائجة من باب القلعة في الميدان وأثارت الفوضى والاضطراب إلى ان تمكنت الشرطة من قتل الجاموسة وحكم على صاحبها بالسجن. لأنه لم يتخذ الاحتياط اللازم وكانت العادة أن تربط في ساق الجاموسة الأمامية المشتبه بها عصا كبيرة تعوقها عن الحركة الزائدة أو الركض ثم تأتي مدرسة المأمون بعد سلسلة من المقاهي الشتوية والصيفية في السطوح وقد سجل الملك فيصل نفسه معلما في المدرسة المأمونية وقد سميت بهذا الاسم لان الاعتقاد كان سائدا إلى البناء العباسي في القلعة كان إيوانا لقصر المأمون..
وقام الملك فيصل أيضا بتسجيل ولي العهد غازي تلميذا في هذه المدرسة، وكانت له من الكشافة فرقة خاصة سميت فرقة الامير غازي وانتخب أفرادها من الطلاب النابهين أولاد العوائل المعروفة وآخر من رأيت من الأحياء الأصدقاء المرحومين ظاهر حبيب وناظم سلمان الحمامي، وخلف المدرسة المأمونية
يربض طوب (أبو خزامة) مع شموعه والخرق البالية فيه ثم ساحة الميدان وقهوة خليفة التي تحتل نصف الشارع مقابل حديقة الميدان الصغيرة وسياجها الحديدي المسمى (القفص) وكلمة القفص تعني الشتيمة لان من يقترب من القفص أو يدور حوله يتهم بالشذوذ الجنسي أو سوء السلوك على اقل تقدير فالشتيمة الموجوعة كانت ان يقال عنه (قفصلي أو ابن القفص) اما الجهة اليسرى من الشارع فكانت تبدأ بالبيت الذي ذكرناه انه احتوى على دائرة عسكرية وبعده ساحة لوقوف الدواب ولبيعها وقد شيد في محلها محطة بنزين باسم محطة بنزين باب المعظم وهي الآن المكتبة المركزية العامة
وبعدها ساحة تضم التكية الطالبانية وكان يديرها المرحوم علي الطالباني الذي حقق وطبع الديوان الشعري لجده الشيخ رضا الطالبانيأشهر شاعر في القرن التاسع عشر باللغة العربية والتركية والكردية واشتهر بقسوة الهجاء
وبعد التكية يأتي خان (علو) المشهور وهو مركز العرباين والعربنجية ثم جامع المرادية وخلف الجامع يقع الزقاق المؤدي إلى دربونة ومحلة رأس الكنيسة التي تعتبر أقدم كنيسة في بغداد ثم مدخل طريق الصابونجية وعلى ناصيته البيت الفخم للوجيه الموصلي إسماعيل الحجي خالد الذي تركه في الثلاثينيات لأنه لم يستطع العيش والسكن في الميدان المحلة التي تحتوي على محال الشرب والدعارة ثم نستمر في جولتنا بعد قهوة خليفة وقهوة البلدية فنصل إلى سوق الميدان الكبير...
فأوتيل الهلال الذي تغني فيه بدرية السواس وجماعتها والذي غنت فيه ام كلثوم أيضا وبعده يأتي سوق الهرج الكبير مجمع اللصوص والمحتالين والمعدمين الراغبين في بيع ما عندهم أو شراء ما يحتاجون اليه من البضائع الحرام أو الحلال وعلى رأس السوق وعلى الطريق العام مباشرة بيت عبد الحليم الحافاتي عدو الملك فيصل (لانه لم ينتفع منه)، ثم الشارع المؤدي إلى حمام الباشا كراج ( كوترل وكريك ) ،ثم قهوة امين التي سميت قهوة الزهاوي ثم شناشيل أحمد القيماقجي أبو الدكتور احسان القيماقجي وغرفة استقباله المطلة على شارع الرشيد وكان مع اصدقائه وجيرانه يتناولون الناس بالغمز واللمز ثم دكان (زبالة) أبو الدندرمة
ثم قهوة حسن عجمي ثم مدرسة شماش اليهودية ثم دكان الحلبي الحجي خيرو (برمبوز) أول من صنع شربت اللوز في بغداد ثم مطعم شمس ثم ديواخانة بيت رؤوف الجادرجي التي استأجرها حزب الإخاء الوطني مقرا له ثم الطريق المؤدي إلى أمانة العاصمة وفي أوله يقع المعهد العلمي الذي كان يهيئ الجرائد للقراء المجانية نهارا وفي المساء ينقلب إلى معهد لتدريس اصول التجارة ومسك الدفاتر وفي الناحية الأخرى ...
من الطريق كانت مدرسة الصوفية التي يرتادها جميل صدقي الزهاويبعد أن يكون خادمه قد ربط حمارته الحساوية البيضاء المسرجة والملجمة جوار المعهد العلمي ويبقى في الجامع مدة ساعتين ثم ينصرف إلى حمارته يركبها بمساعدة خادمه ورجلاه تتدليان وبقدميه الكالة الإيرانية الحريرية البيضاء وبعدها شارع الاكمكخانة
(المتنبي) والاكمك باللغة التركية تعني الخبز وفي آخر هذا الشارع ومقابل قهوة الشابندر كان الفرن الكبير لصنع صمون العسكر في زمن العثمانيين لذلك سمي جادة الاكمكخانة وعلى رأس هذا الشارع مخزن ومحل اسطوانات حوريش وابن عمهم مغني المقام العراقي يوسف حوريش، وعلى الركن الآخر من الشارع خرائب مسقفة بالكواني ( الاكياس) ...
وفيها كان بيت زماوي بائعة الكبة وام جهاد بائعة خبز باب الاغا المشهور والذي يضرب به المثل وقد عميت ام جهاد أخيرا وتسلم جهاد الأمر من بعدها ولكن خبز جهاد لم يكن مثل خبز أمه، فقد تغير الحال ثم عمي جهاد .. كما عميت امه من قبل، ثم يأتي بعدها حمام كجو وبقالو باب الاغا وعبدو السوري الدمشقي أول من جاء بغداد لعمل الدوندرمة السورية ثم رئيس البقالين في باب الأغا (جبارة أبو قنبورة) وذلك قبل أن يتولى أولاد الحجي أحمد كنو عبود وسلمان ورزوقي وعمهم مهدي كنو أبو صالح ومجيد زعامة سوق باب الاغا وقد هدمت هذه الدكاكين واقيم محلها البنك اللبناني المتحد وعلى زاوية الشارع أرض خراب اشتراها عبد الله مبارك الصباح زوج الشاعرة سعاد الصباح كما اشترى البيت عبد الهادي أبو الطابوق في طريق الاعظمية والذي صار دار سكن المرحوم عبد الحميد عريم، والى جهة اليسار من شارع الرشيد وابتداء من بيت إسماعيل حجي خالد توجد سينما العراق وهو مهمل لا يدخله الا رواد محلة الميدان ...
ثم دربونة المبغى العام أو الكلجية أو الكرخانة أو العمومخانة وكلها أسماء لهذا المحل وكانت الحكومة قد أغلقت مدخله في الشارع العام وفتحته من الخلف والى اواسط العشرينيات كان الإعلان المكتوب على الجدار الخارجي باللغة العربية والانكليزية والهندية لم يزل ظاهرا والطريف ان الاعلان بالعربية جاء فيه ( ممنوع الخشوش من هنانا) ثم تأتي قهوة عارف اغا ثم جامع الحيدر خانة ثم دربونة الخشالات ثم سوق باب الاغا أبو الخضراوات ثم بائع الهريسة والسويكة...
ثم مدخل العاقولية ثم امام طه الذي نقل ارشد العمري امين العاصمة رفاته ليلا إلى سلمان باك ثم ساحة الرصافي التي حلت محله ثم قهوة فتاح وبعدها مباشرة دربونة الدشتي التي يسكن فيها ال كنو البقالون منهم وغير البقالين ودربونة الدشت هي الدربونة الوحيدة في هذه المنطقة التي ينظم فيها موكب عزاء عاشوراء (السبايا) برئاسة عبود كنو وادارة علوان مدرع الشاعر الشعبي ...
وكان مركز تجوالها نفس الدربونة مع الذهاب إلى مدخل سوق الصفافير ثم ترجع إلى محلة الامام طه ثم في الازقة التي تسمى الآن (عقد الجام) ثم تعود إلى الدشتي وتتفرق ثم يأتي حمام (بنجة علي) ويكاد يختص بأهالي وعمال سوق الصفافير والشورجة وسوق البزازين ثم خان فتح الله عبود ثم مدخل سوق الشورجة ثم جامع مرجان الذي كان جداره متصلا بالشارع مباشرة وقامت الحكومة بهدمه بحجة انه مائل للانهدام وكان مائلا فعلا وقيل أن البلدية سربت الماء إلى الأساسيات فجعلته تميل ثم هدم وارجع الجدار الجديد عدة امتار إلى الوراء فأصبح الشارع أكثر عرضا وجعلت له رصيفا واسعا اتجاه البنك المركزي العراقي ولقد كانت المناوشات مستمرة بين الكومة وأمانة العاصمة حول جامع مرجان الذي يدخل كالقوس في الشارع وحاولت تهديمه عدة مرات لولا وقوف مديرية الآثار العامة والعلماء والمثقفين في بغداد ضد الفكرة ومن الطريف أن أحد أمناء العاصمة عقد مؤتمرا صحفيا في قاعة الأمانة وقال (إني استغرب هذا الاهتمام الشديد بجامع عتيق خرب وأنا مستعد أن ابني مكانه بعد تهديمه جامعا أكبر وافخر فلم هذا الإلحاح والتمسك به؟) وهكذا فقد طلعت الجرائد في اليوم الثاني تشيد بذكاء هذا الأمين وثقافته وتمسكه بالمحافظة عل التراث أكثر من تمسك (المس بل) التي رفضت تهديم جامع مرجان لأنه اثر ثقافي تاريخي، ومع هذا فقد أنعمت عليه الحكومة بان نقلته إلى وظيفة مهمة كبيرة أخرى في الدولة.
وبعد جامع مرجان تأتي بنايات ودكاكين حتى رأس القرية حيث المكتب التجاري الكبير لشركة عبد علي الهندي المستورد وصاحب معامل الثلج والصودا والنامليت والسيفون وتستمر الدكاكين والخرائب إلى طريق العبخانة وكان على ناصيته الخياط الهندي (جي اس فارما) الخياط الخاص للملك فيصل الأول ويعد طريق العبخانة وهو الشارع العرضاني الوحيد الواسع ثم السينما الوطني ثم شارع الميكانيك والمضخات الزراعية ومواقف السيارات الذاهبة إلى الصويرة وبعدها شركة عدس لبيع سيارات فورد ثم قهوة ابن ملا حمادي ثم شارع باب الشيخ ثم عدة بساتين صارت الآن محلة السنك ونصل إلى حديقة الألعاب الرياضية التي أنشأها المصارع الخطاط المرحوم صبري بالتعاون مع المصارع يعقوب وكان الاشتراك الشهري في هذه الساحة ربية واحدة،
كنا انا وصديقي وابن صفي المرحوم ناظم الطبقجلي من المشتركين فيها ثم شركة دخان ( لوكس ملوكي ) التي كان يملكها جماعة من الأرمن ثم الزقاق المؤدي إلى شركة كتانة وشركة يوسف سعد، ثم مدرسة الصنايع فالكنيسة الإنكليزية وهي آخر بغداد من الجانب الأيسر من شارع الرشيد
أما الجانب الأيمن ونحن قادمون من باب المعظم فبعد شارع الدنكجية تأتي رويال سينما ثم النجارون في باب الاغا ودكاكينهم الواسعة جدا طولا وعرضا ويختصون بعمل الكواريك للاطفال والتوابيت وكراسي حبوب الماء وخزانات الثياب من خشب الصناديق الاعتيادي وتسمى ( المرفع ) ثم الصناديق الخشبية الصغيرة والكراسي الواطئة ثم شركة عزرا مير حكاك وأشهر ما تستورد هو الدراجات والكرافانات ثم كراج نقليات الحجي أحمد الشيخلي لنقل البضائع إلى الكوت والعمارة وقد اقتطع من الساحة الكبرى التي يشغلها باقر الكبابجي ثم سوق الصفافير ثم دكان الحلاق كاظم ومعاونه عبود وهو أشهر الحلاقين في هذه المنطقة وليس فيها من يزاحم الحجي كاظم بكشيدته ولحيته المقرنصة وحياصته الحريرية وهو حلاق جميع الموجودين في سوق الصفافير والبزازين وما جاورهم وهو يفتح في الصباح الباكر ولا يغلق الا بعد الظلام لان الصفارين يبقون يشتغلون حتى المساء ويبقى ينتظرها إلى أن يغلقوا دكاكينهم وبعده يأتي مكتب نقليات حييم نثانيل اليهودي الشهير والذي له فروع في سوريا ولبنان وأوروبا ويكاد يماثل شركة توماس كوك في نقليات البضائع وبعد أن ترك العراق استقر في بيروت على الميناء في آخر شارع اللنبي واشترك معه في العمل بالايام الاخيرة بعض العرب والعراقيين (تحت العباءة) والمشهور عن مكتبه في بغداد انه وقف ذري ولكنه انقلب إلى ملك صرف على طريق (كل من يدعي حق التملك) وبعدها تأتي الساحة الكبيرة الواسعة التي تقابل جامع مرجان وفيها يتجمع الباعة ليبيعوا لليهود العائدين إلى بيوتهم مساء كل ما يخطر على البال وأولها (الششة والخريط)..
اما الششة فهي مجموعة نقل وحامض حلو وباقلا يابسة وحمص وحب شجر اما الخريط فهو قطع صغيرة من الطين الأصفر الأخضر ويقال انه من قصب البردي وليس له طعم ولا رائحة ولكن اليهود يتزاحمون على شرائه ولابد من سبب لذلك وفي هذه الساحة نصبت أول ماكنة سيفون والجنجر والصودا والنامليت وكان قبل ذلك يباع جاهزا بالقناني المغلقة بالكرات الزجاجية والتي يجب أن تكبس باليد لفتح البطل وكثيرا ما كانت القنينة تنفجر فيصاب الإنسان بالجروح البالغة ومن نهاية هذه الساحة يبدأ شارع البنك بخان (الاورطمة) أي خان مرجان على جهة اليمين وخان علي صائب الخضيري على جهة اليسار ثم صارت بعدئذ مكتب صيرفة ادوار عبودي و (بنكودي روما) في الثلاثينيات وهو الآن البنك المركزي وبنك الرافدين ثم دربونة فيها خانات تجارية تسمى دربونة (النملة) وتتصل بشارع المستنصر (شارع المهر) ثم محل بيت مسيح لبيع العرق وبعده دربونة جامع الخاصكي وبعد الدربونة مباشرة فاح أول محل في العراق لكي الملابس بالبخار وقد جلبه الارمني (توماس ميمريان) وسماه مكوى توماس ميمريان وكان عجبا عند أهل بغداد وأجرة الكي ربية واحدة وهو مبلغ محترم جدا في تلك الايام ثم محل الدكتور سموئيل ادواتو في آخر ساحة الغريري وبعدها تطل على الشارع البناية الضخمة لشركة لنج للنقل النهري واستيراد المضخات المائية المشهورة (رستن والخنزيرة تان جي) والدخول إلى مقر الشركة من الباب الخلفي في شارع النهر مقابل دكاكين الصابئة أما على شارع الرشيد فكانت دكاكينهم مؤجرة وأشهر المستأجرين كان (مكنزي) صاحب المكتبة الإنكليزية المشهورة في بغداد والتي أوصى بعد وفاته أن تسلم هبة إلى مساعده في الدكان المرحوم جواد المعروف بكريم مكنزي وبجواره الخياط البيروتي الشهير علي رضا ثم تكية السيد البدوي وحديقتها ...
وبعدها سنترال سينما الذي جرت فيه حفلة المصارعة المشهورة بين الهركريمر الألماني والمصارع العراقي الحجي عباس الديك بتحكيم المرحوم أكرم فهمي والتي انتصر فيها العراقي حجي عباس وقد احترقت هذه السينما مؤخرا وشيد مكانها سوق عبود وبعدها الزقاق المؤدي إلى بيت الزئبق والباججي والتي اشتملت على المصورين ارشاك وعبوش وكازينو شريف وحداد وهما عبد الله شريف واسماعيل حداد اللذان كانا موظفين في كمرك بغداد وعملا سوية في هذه الكازينو ثم ياتي بعدها على الشارع اوتيل مود (قبل أن ينتقل إلى الكرخ) وكان يديره المرحوم محمود النعماني وطباخه الايطالي كوستا ثم أنشئ بدل هذا الاوتيل وما جاوره من العقارات اسواق ومحال تجارية ومنها المصور (الدرادو) ثم تاتي مباشرة الأرض الواسعة التي اتخذت كراجا ومحلا لتصليح وادامة سيارات شركة نيرن..
وانقلبت مؤخرا إلى بناية شركة اوروزديباك حتى ساحل نهر دجلة وبجوارها مباشرة جامع السيد سلطان علي وهو مركز رواد الطريقة الرفاعية ومقر عميدها الشيخ إبراهيم الراوي ثم الطريق إلى شريعة السيد سلطان علي وهي من أهم شرائع بغداد سعة وزحاما ثم محلة الجنابيين وعلى شارع الرشيد كان دكان الإيراني البهاني الذي يبيع احسن أنواع الفستق والبندق واللوز وبقية المكسرات...
ثم دكاكين الأرمن الذين يبيعون البسطرمة والكيك واللبن الرائب ثم البيت الكبير العائد للوجيه الارمني البغدادي القديم سركيسيان والذي اتخذ محلا للمشروبات وللرقص كملهى وفيه اتهمت الفنانة المشهورة التي كانت تستأجر البيت هي (صبيحة كسرى) بقتل أحدى الفنانات حين رمتها من السطح العالي إلى الأرض وقد برأتها المحكمة من هذه التهمة وكان المعروف عن صبيحة كسرى (ام اكرم) شقاوتها ومراجلها وجمالها، ثم قصر النقيب الكبير على دجلة مباشرة ثم دار المقيم البريطاني الذي اتخذ محلا لكمرك بغداد بعد انتقاله من دربونة الدخانية في سوق الصفافير وكان مديره الإنكليزي المستر (مونك) وهو المشهور بعملية تهريب موظفي الكمرك بواسطة الزوارق النهرية ذلك أن أكثر موظفي الكمرك كانوا يستدينون من المرابين النقود على أساس دفعها عند قبض الراتب وتجمع المرابون الدائنون في باب الدائرة بانتظار نهاية الدوام وملاقاة الموظفين المدينين لقبض بعض الديون وصادف ان كان حلول عيد الفطر وحين علم المستر مونك بهذا التجمع واسبابه ورآه رؤية العين اتصل بالسلطات المسؤولة وأرسلوا زورقين بخاريين من شريعة السيد سلطان علي واركب فيها الموظفين وبعثهم إلى بيوتهم قبل انتهاء الدوام وحرم الدائنين من قبض ديونهم لذلك الشهر وبعده بستان الوقف الكبيرة التي بني فيها فندق السندباد وفندق سميراميس ...ثم عدة بساتين اتخذت مقهى كبير استأجرها (هوبي) وكان يغني فيها رشيد القندرجي وفي ركن منها مخزن لبيع الخشب وبني في نهاية البساتين البيت الكبير لمناحيم دانيال الذي سكنه الملك فيصل الأول على اثر غرق البلاط سنة 1936 ثم القصر الذي كان يقيم فيه القنصل البريطاني ثم قائد القوات البريطانية وقد بقي المدفعان وسارية العلم البريطاني المرفوع حتى الثلاثينيات من هذا القرن ثم اتخذ مقرا لوزارة الاقتصاد مدة طويلة ثم القصور العائدة لعبد القادر الخضري والحجي ياسين الخضري ثم قصر الباجه جي وهو نهاية شارع الرشيد حيث الكنيسة الانكليكانيه (الإنكليزية) والان وقد انتهينا من جغرافية وتاريخ شارع الرشيد، فنقول، انه لم يكن يسمى شارع الرشيد بل سمي أولا خليل باشا جاده سي ثم سمي الجادة العمومية ثم الشارع العام وأخيرا اجتمعت اللجنة التاريخية الأدبية لوضع أسماء الجادات فأطلقت عليه اسم (شارع الرشيد) كما أبلدت كل كلمات (الجادة) باسم شارع مثل: (جادة الصالحية) و (جادة الشيخ) و (جادة علاوي الحلة) و (جادة الاكمكخانة) و (جادة السراي) وكلها صارت تسمى (شوارع) وكان شارع الرشيد متربا غير مستو إلا بضعة امتار في منطقة الميدان فكان فيها بعض الطابوق المرصوف وكان الشارع منخفضا في ساحة الميدان وأمام سوق الصفافير وجامع مرجان وراس القرية لذلك كانت أشغال الحمالين أيام المطر رائجة في هذه المناطق لحمل الناس على الأكتاف لكي يعبر الشارع من جهة إلى أخرى، أما ازدحام العربات بأنواعها والحيوانات والسيارات فقد كان بالغا ومزعجا حيث كان هو المتنفس الوحيد لجانب الرصافة في بغداد وقد خصص للشارع بضعة أفراد من الشرطة تدربوا لتسهيل المرور في دورة خاصة فتحها ( بريسكوت ) مفتش الشرطة الأقدم لتهيئة شرطة مرور يساعدون الانضباط العسكري البريطاني ( ام بي ) والبسوا الشرطة المذكورين في اذرعهم اكياساً بيضاً مخططة بالاسود علامة على انهم مسؤولون عن النظام في الشارع ...
وفي اوائل العشرينيات حصلت فوضى كبيرة في الشارع على اثر اعلان عن تبديل نظام السير من اليمين إلى اليسار فقد كان السير سابقا وفقا للنظام البريطاني الذي يكون فيه مقود السيارة إلى الجهة اليمين كما هو متعامل الآن في أكثر انحاء انكلترا والبعض القليل من دول الكمنولث وقامت شركة (كوترل وكريك) و (بيت يوسف سعد) و (الاسطى سلمان الميكانيك) (صار بعدئذ المسؤول عن ميكانيك سيارات الشفروليت) عند بيت لاوي والاسطى أحمد في الميدان بعملية نقل مقود السيارة من اليمين إلى اليسار بنجاح غير كامل، اما الاضطراب فكان في العربات لان الخيل المعتاد في جهة اليمين من العربة لا تعرف كيف تتحرك وتسير إذا ربطت على جهة اليسار وكذلك العكس وحصلت المصادمات وسقطت الخيول في الشارع وبعد شهر أو أكثر استقام الحال واعتادت الخيول مرة ثانية على سحب العربة بسهولة ويسر ولم يكن في شارع الرشيد شوارع فرعية إلا بعض الشوارع المؤدية إلى نهر دجلة بل كانت هناك طرق مثل طريق الصابونجية في الميدان وطريق العباخانة في سيد سلطان على طريق باب الشيخ وكانت المشكلة الكبرى تقع يوميا في الشارع أثناء عبور العربات على الجسور في أيام الفيضان حيث يكون الجسر أعلى من مستوى الشارع ولا يستطيع سائق العربة ايقاف الخيل على مثل هذا المنحدر حتى إذا استطاع وجذب اللجام بقوة فان الخيل تتزحلق بسبب نعومة النعلجات تحت حوافرها لذلك كان يحصل الاصطدام بالسيارات وبالناس وذهبت ضحايا كثيرة آخرها قرب باب جامع الامام الاعظم حيث اصطدم ( اوخ ) العربة وهي الخشبة الطويلة التي تربط الحصانين بالعربة بمؤخرة إحدى سيارات الباص الصغيرة وتهشم الزجاج الموجود بالجهة الخلفية من السيارة حيث قتل صبيان ذبحا بالزجاج وجرح آخرون بالاوخ وكانت المنطقة المحصورة بين باب الاغا وراس القرية أكثر المناطق ازدحاما بالناس والكدش والعربات والحمير المحملة بالبضائع والرقي والبطيخ من شريعة المحكمة أو شريعة الجسر، لأنها هي قلب المنطقة التجارية في بغداد وقد حاولت الحكومة مؤخرا إصلاح الحال ومنع العربات من المرور في الشارع ولكنها لم تفلح وآخرها الأمر الذي أصدره ارشد العمري أمين العاصمة بان على سواق الحمير والكدش بان يقودوا أكثر من ثلاثة دواب في آن واحد فازدادت المشكلة تعقيدا بكثرة السواق ومعاركهم. ثم بدأ بعد منتصف العشرينيات مشروع تبليط شارع الرشيد ايام كان (نشأت السنوي) أمينا للعاصمة وبدأ التبليط بالتعديل أولا، ثم فرش الرمل والحصو الناعم ثم المشبك الحديدي (بي ار سي) ثم التبليط باليد وبالشيبك الخشبي المدهون بالنفط الأسود كي لا يلتصق بالجير واستمر التبليط شهورا طويلة وكان من ضحايا التبليط امين العاصمة نفسه حيث نقل من منصبه إلى محل اخر وما ان انتهى التبليط حت أصبح شارع الرشيد المتنزه الأمثل لأهالي بغداد وخصوصا سكان الكرخ والسعيد منهم من يحصل وقت العصر على محل خال في تخت أحد المقاهي المشرفة على الشارع ليتفرج على الرائحين والغادين من الناس الذين لاهم لهم سوى التفرج بعضهم على بعض أو انتظار مرور عربات الغانيات من الميدان إلى الباب الشرقي في عربات مكشوفة وهن سافرات ومن الطبيعي ألا تخرج غانية منهن إلا إذا كانت ذات جمال واشتهرت منهن (زهرة عجم) التي قد تكون إيرانية من نسل بقايا عجم محمد الذي سيطر على بغداد في أيام العثمانيين هو وامه واخوته الراقصات المغنيات..
واشتهرت كذلك سليمة باشا وصبيحة كسرى وخديجة بيدي وكانت الحكومة قد أصدرت امرا يقضي بان تلبس الغانيات ثيابا وعباءات وجواريب لونها ازرق غامق تميزا لهن عن باقي النساء كما أمرت ان يجلس خادمها بجانب العربنجي وان يلبس عرقجيناً اصفر اللون واستمر الحال أكثر من سنة وهن بهذا الزي حتى زال تدريجيا وبدا الناس يعمرون أملاكهم الواقعة على الشارع، اما بشكل مقاه أو دكاكين أو مخازن (مغازات) أما في الاعياد أو في المراسيم الملكية أو في قدوم زائر اجنبي، فليس من السهل ان يجد الإنسان موضع قدم اذ تكون بغداد بأجمعها وسكان الالوية قد تجمعت في الشارع اما التاكسيات فلم تبدأ العمل الا في منتصف العشرينيات واول من بدأها سيارات الفيات الصغيرة ثم كثرت بعدئذ وادت الشكوى من ضيق الشارع وعدم استيعابه لوسائط النقل ففتحت الحكومة مؤخرا شارع (غازي) الكفاح وشارع الامين العرضاني للعبور من والى الكرخ وشارع العباخانة بعد ان هدت البناية المقابلة لجسر مود تماما والتي كان يشغلها بائع العرق الشهير يعقوب طيارة وبجانبه محل حافظ القاضي وقد اصطدت مرارا العربات القادمة من الكرخ على جسر مود بدكاكينهم وبالزبائن ثم بلطت الحكومة شارع الميكانيك مقابل جامع السيد سلطان علي وشارع باب الشيخ والشارع المؤدي إلى محطة قطار بعقوبة فخف الضغط على شارع الرشيد بصورة نسبية وحدثت المشكلة الكبيرة حين فتح شارع غازي ذلك أن أمين العاصمة ارشد العمري (وذلك في الثلاثينيات من هذا القرن) قرر ان يكون شارع غازي واسعا من ساحة قنبر علي حتى ساحة الصدرية أما الجانبان الآخران فقد بقيا ضيقين بينما أصر المهندسون الذين استخدموا لهذا الغرض ان يكون الشارع عريضا ذا ممرين من بدايته حتى نهايته تحسبا للمستقبل واصر امين العاصمة على رأيه وقال في مؤتمر صحفي ان اهالي بغداد صاروا طماعين يريدون ان يقبضوا عن عقاراتهم المستهلكة مبالغ قد تصل إلى مئة الف دينار لكل طرف من الشارع وهو مبلغ باهظ لست مستعدا لأدائه، وكان عنيدا بطبيعته واستقال المهندس احتجاجا على هذا العناد الذي لا لزوم له وبرهنوا له انه سوف ماتقبضه الامانة من بيع املاكها على الرصيف يسدد مبالغ الاستملاك واكثر وترك المهندسون العراق كما تركوا عنق الزجاجة في نهاية الشارع حتى اليوم اما الباصات فلم تبدأ عملها الا في نهاية العشرينيات وقد بدات بالباصات الكبيرة التي عملت في بغداد وكانت اجرة الراكب من باب المعظم إلى الباب الشرقي عانة واحدة وصارت اربعة فلوس بالعملية العراقية الجديدة وكانت تعمل بين الباب الشرقي وباب المعظم فقط وفي الثلاثينيات ظهرت الباصات الصغيرة واشتغلت بين بغداد والكرادة والاعظمية وبالرغم من فتح شارع غازي فقد بقي شارع الرشيد هو المتنفس الوحيد لبغداد ومركز نشاطها وتظاهراتها وهوساتها ومواكب العزاء والمسرات فيها وكثرت السيارات في اواخر العشرينيات وبقي نظام المرور غير مرتب وكانت السيارات تسير على وفق هواها والمنبهات والابواق و (الطواطات) المربوكة على جهة السائق تزعج الناس والعطل الدائم للسيارات والخيل الجانحة للعربات لذلك فقد صدرت أنظمة وتعليمات إلى شرطة المرور في الشارع وكانت مؤلفة من مفوض شرطة وبضعة أفراد وفي الثلاثينيات صدر نظام المرور وزاد افراد الشرطة وعين معاون مدير شرطة مرور لادارتها ونيطت بها أيضا مهمة التصديق على متانة وسلامة اللوريات التي تنقل البضائع والركاب إلى خارج العراق وبدأ امتحان سواق السيارات لإعطائهم الإجازة القانونية وكان الاختبار يجري في الزقاق الواقع خلف جامع السراي, أما السرعة داخل المدينة فممنوع أن تتجاوز 15 كيلومتر اما خارج المدينة فتكون 25 كيلومتر وكان معدل هذه السرعة في ذلك الوقت عاليا ثم انتشرت شركات استيراد السيارات فكانت شركة شفيق عدس تستورد الفورد وشركة كتانة تستورد الدودج والبلايموث ويوسف سعد للبكارد والمهدسن والناس وبيت لاوي للشفرولية واخواتها وبيت داود ساسون للسيارات الإنكليزية موريس واوستن وفنكارد وغيرها اما السيارات الألمانية فكان يستوردها جورج عبديني وبالمناسبة:
فان رقم واحد بغداد كان للسيد حاج سليم مدير الشرطة العام الاسبق ورقم 2 لجورج عبدين ورقم 3 لعلي جودت ورقم 4 لنشأة السنوي و5 لفخري الطبقجلي و 6 لجميل المدفعي و 7 لشهاب الدين الكيلاني و 8 لجلال بابان و 9 لرشيد عالي الكيلاني و 10 لحسام الدين جمعة و 12 ناجي السويدي و 14 انطوان شماس و 15 عبد المنعم الخضيري و 17 لرؤوف الجيبه جي و 18 ناجي شوكت
و 20 نوري سعيد و 22 رؤوف البحراني و 23 لعبد المحسن شلاش ومن الصعب تعدادهم كلهم ولكن لغرض الاطلاع فكان رقم 30 بغداد لجلال خالد و 33 الدكتور مظفر الزهراوي و 35 لتحسين علي و 40 لاسكندر اصطيفان و 44 لناجي الخضيري و 47 لصالح جبر و 49 لعبد الرزاق فتاح و 58 لمحمود صبحي الدفتري و 59 توفيق اللسويدي و 66 لعلوان حسين و70 السيد محمد الصدر و 79 لجميل عبد الوهاب و 90 لإبراهيم كمال و 100 لعبد الحليم السنوي و 120 لعارف السويدي و 300 عبد الهادي الدامرجي، أما في خارج لواء بغداد فلم يكن للمرور سوى رجل شرطة واحد في البصرة وآخر في خانقين وآخر في النجف ثم في كركوك ثم في الموصل وكان رسم تسجيل السيارات ورسم اجازة السوق عشر ربيات أما رسوم العربات فهي نصف رسوم السيارات أما الدراجات الهوائية والبخارية فلم تكن تدفع الرسوم.
عن كتاب (شارع الرشيد)
المصدر: المدى والكاردينيا