قالت القوات العراقية إنها صدت محاولة ثالثة قام بها تنظيم "الدولة الاسلامية" لاختراق خطوطها الدفاعية شرقي مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار ليل الأربعاء 20 مايو/أيار
وتبادلت القوات العراقية قذائف الهاون مع عناصر التنظيم على طول خط المواجهة الجديد في حصيبة الشرقية التي تقع في منتصف الطريق تقريبا بين الرمادي وقاعدة الحبانية، حيث يتم الإعداد لهجوم مضاد لاستعادة المدينة.
وكانت الرمادي سقطت في قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" الأحد الماضي في أكبر انتكاسة لقوات الأمن العراقية منذ عام، ما أثار الشكوك حول استراتيجية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لإضعاف التنظيم المتشدد والقضاء عليه.
ويسعى التنظيم إلى تعزيز مكاسبه في محافظة الأنبار الآن من خلال محاولة التقدم شرقا صوب قاعدة الحبانية حيث تتجمع قوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي الشيعية.
ونقلت وكالة رويترز عن الرائد خالد الفهداوي من الشرطة قوله: "يحاول داعش باستماتة اختراق دفاعاتنا لكن هذا من المستحيل حاليا"، مضيفا "استوعبنا الصدمة ووصلت المزيد من التعزيزات للجبهة، حاولوا خلال الليل اختراق دفاعاتنا لكنهم فشلوا، طائرات المروحيات العسكرية كانت في انتظارهم".
وتعد قاعدة الحبانية من الجيوب القليلة المتبقية تحت سيطرة الحكومة في الأنبار وتقع بين الرمادي والفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ أكثر من عام.
ويقول مسؤولون محليون إن المتشددين يريدون ضم المدينتين واجتياح ما تبقى من المعاقل الحكومية الواقعة على طول نهر الفرات والحدود مع الأردن والسعودية.
موجة نزوح واسعة من الأنبار
من جهة أخرى، عبر أكثر من 2000 نازح من محافظة الأنبار في غرب العراق، جسر بزيبز المؤدي إلى محافظة بغداد، بعد أيام من الانتظار في أجواء من الحر الشديد ونقص المواد الغذائية.
ونقلت وكالة فرانس برس الأربعاء 20 مايو/أيار عن ضابط عراقي برتبة عقيد ركن قوله: "تمكن ألفا شخص يمثلون مئات العائلات من عبور جسر بزيبز منذ أمس حتى منتصف اليوم"، مشيرا الى أن هؤلاء نزحوا من الرمادي ومناطق أخرى شرقيها.
وقالت الوكالة إن أحد صحفييها شاهد مئات العائلات تنتظر عند الجسر بعد نزوحها من مدينة الرمادي، مركز الأنبار، والتي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية الأحد، وانتظرت العائلات عدة أيام في خيام قرب الجسر، بعد رفض السلطات حتى الثلاثاء، السماح لهم بالعبور إلى بغداد.
وسمحت السلطات العراقية بدء من الثلاثاء الماضي، بمرور العائلات على الجسر الذي يعبر نهر الفرات، شرط وجود كفيل يكفل إقامتها، لدواع أمنية، وبحسب منظمة الهجرة الدولية، تخطى عدد النازحين من الرمادي 40 ألف شخص، انتقل العديد منهم إلى مناطق أخرى في الأنبار.
ويقوم فريق طبي تابع لوزارة الصحة العراقية ومفرزة أخرى تابعة للأمم المتحدة بتقديم الخدمات للنازحين الذين تنقلوا بشكل عشوائي وسط غياب للأجهزة الحكومية المسؤولة عن مساعدة المهجرين والنازحين.
Reuters نازحون من محافظة الأنبار إلى بغداد
وانتشر مئات النازحين على جانبي طريق ضيق بانتظار إكمال الوثائق المطلوبة ليتمكنوا بعدها من دخول محافظة بغداد، وتتولى قوات أمنية التدقيق في أسماء النازحين بحثا عن مطلوبين محتملين، قبل إعداد استمارة لكل عائلة تؤمن لها الوصول إلى بغداد أو التوجه إلى منطقة أخرى.
وتعد موجة النزوح الواسعة من الرمادي هذه، الثانية بعد أن نزح نحو 113 ألف شخص منها في النصف الأول من أبريل/نيسان الماضي، إثر هجوم سابق للتنظيم على أحياء في المدينة.
وفرضت السلطات العراقية حينها أيضا شرط الكفيل، معللة ذلك بأسباب أمنية، وتخوف سياسيين من تسلل بعض عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى بغداد تحت ستار النازحين لتنفيذ عمليات هناك.
المصدر: RT