انتهت مباراة الانتكاسة والحسرة والندامة ، مباراة كنا قد أعددنا لها تقريراً عبر شبكتنا علّنا نفرح ببطاقة تأهل فريقنا نحو ميونيخ ، المباراة التي كان ينقصها الحسم ورد الاعتبار من جانب الفريق الكاتلوني كانت باهتة تماماً ، فيها رد تشيلسي الصاع صاعين للفريق الكاتلوني على أكمل وجه ، لسان حاله يقول "من لا يسجل الأهداف فهو يستقبلها" !
تمكن فيها البلوز ورئيسهم الملياردير رومان أبراموفيتش ومدربهم دي ماتيو من إيجاد السبيل نحو قلاع الأراضي الألمانية عن طريق الخطط الدفاعية في قلاع الكتلان ، الوهم وأحلام اليقظة التي اعترتهم قبل المباراة على أمل أن يتأهلوا على ظهر أبناء غوارديولا سخر منها الكثيرون ، لكن يبقى فوزهم يسمى "تكتيكاً" بين هلالين كبيرين جداً سواء أطبّقوه في ستامفورد بريدج أو في النيو كامب ، ليتكرر نفس سيناريو مباراة الذهاب بالتمام والكمال .
بدأت المباراة بتشكيلة 3-4-3 التي اعتمد عليها غوارديولا ، والشيء الوحيد الذي استغرب منه البعض هو إجلاس مدافعه داني ألفيس على الدكة ، فيما أقحم مدافعه الآخر جيرارد بيكيه بعد غياب عن عدة مباريات ، كما لوحظ في التشكيلة إشراك الشاب إيساك كوينكا بجانب ميسي وأليكسيس ، فيما عاد متوسط الميدان فابريغاس ليحل كلاعب رابع في الوسط بجانب الثلاثي المعتاد .
لينطلق شوط المباراة الأول الذي اعتُبر شوطاً كاتلونياً بامتياز ، كانت أحداثه كالتالي بالدقائق اختصاراً للوقت ولأن الكلام خيره ما قل ودل :
- الدقيقة (3) انفراد من ميسي على يسار الحارس المبدع "تشيك" أضاعها خارجاً .
- الدقيقة (5) لازال الاستحواذ كاتلوني و أسلوب دفاعي من تشيلسي لم يظهر فيه حارسنا فالديس سوى مرتين فقط ، تلتها هجمة من ميسي وسانشيز تشتت بيدي تشيك " الذي سيكثر ذكر اسمه في تقريرنا هذا كثيراً " .
- الدقيقة (10) عرضية خطيرة جداً لإنييستا شتتها الدفاع ، واستمر البرسا في اعتماده بشكل كبير على الأطراف من جانبي كوينكا وإنييستا محاولاً إيجاد الحلول لــ10 لاعبين يرتدون الزيّ الأبيض ، لكن تغيير لون الزيّ لم يغيّر من لون تكتيكهم العقيم واللعين كـقلوب دفاع بامتياز تام وبشهادة حسن "دفاع" من أعلى المناصب الكروية .
- الدقيقة (15) تمريرة هوائية لتشيلسي خرج لها حارسنا فالديز في الهواء محاولاً إبعادها عن رأس دروغبا ، إلاّ أنه لم ينتبه لزميله جيرارد بيكيه الذي اختل توازنه وسقط أرضاً بعد اصطدامه في جسد فالديس ، ليعاني بيكيه بعدها من اختلال في الأداء عقب صدمة الارتقاء من حارسنا .
- الدقيقة (19) تيكي تاكا ميسي وسانشيز ، انفرد بها ميسي وسددها لكن ارتطمت بجسد رجل المباراة الأول الحارس تشيك ، تلتها تسديدة فابريغاس جاءت في الشباك الخارجية .
- الدقيقة (21) تسديدة مباغتة من ماسكيرانو خرجت عالياً فوق العارضة قليلاً ، تلتها تسديدة دروغبا في الدقيقة (23) كانت بلا عنوان وأيضاً خرجت عالياً .
- الدقيقة (24) حاول دروغبا مراوغة بيكيه في آخر كرة جمعتهما قبل أن يتم استبدال الأول ، وهي المراوغة التي أشعرت غوارديولا بخطر استمرار تواجد مدافعه في الملعب لأن الاختلال كان ظاهراً عليه ، إلا أن دروغبا توتر ولم يستغل انفراده على يمين فالديز وسدد الكرة بالشباك الخارجية .
- وفي الدقيقة (25) جاء القرار باستبعاد بيكيه وتم استبداله وإقحام السيليساو البرازيلي داني ألفيس .
- ولغاية الآن البرسا لم يسجل الهدف الأول عاجزاً عن إيجاد الحلول لفريق وزراء الدفاع الإنجليز ، مما اضطره لافتعال تسديدات طولية أو مباشرة تجاه مرمى تشيك كلها باءت بالفشل .
- إلى أن أتى الفرج الأول وعند الدقيقة (34) كرة وتمريرة من ألفيس نحو كوينكا ثم عرضية من اللاعب الشاب تجاه سيرخيو بوسكيتش لتستقر في شباك تشيك دون عناء .
- الدقيقة (36) شهدت تدخلاً واعتداءً آثماً من قائد البلوز تيري على مهاجم برشلونة سانشيز من الخلف استحق بها ورقة حمراء وطرداً صريحاً من حكم اللقاء الأول .
- الشوط ولغاية تلك اللحظات ارتسمت نسبة السيطرة فيه كالعادة للفريق الكاتلوني بما نسبته 75% مقابل 25% للخصم ، وهذا طبيعي جداً كون أن المباراة من طرف واحد .
- وفي الدقيقة (43) انطلق ميسي وسانشيز في هجمة مرتدة ليلمح الأرجنتيني بعينيه انييستا وهو منفرد على يساره ويمررها له مودعاً إياها على يسار الحارس تشيك معلناً هدف التقدم المؤقت والمؤهل للبرسا بصورة مؤقتة .
- لكن السيناريو العجيب الغريب ارتسم مجدداً بلوحة حظ ساخرة ، ففي الدقيقة (45) استغل راميريز هجمة مضادة من البلوز ليودع كرة فوقية فوق فالديز الشباك معلنا هدف البلوز الأول .
أما الشوط الثاني فحدث ولا حرج ، الجدر الإسمنتية الإنجليزية أثبتت نجاعتها في عمليات البناء وكانت أقوى تسليحاً بـ"تكتيكها" بين قوسين كبيرين من مَدافع كاتلونيا وكان الشوط الثاني كالتالي :
- في افتتاحية الشوط كان هناك ركلة جزاء لبرشلونة عند الدقيقة (47) بعد عرقلة دروغبا لسيسك فابريغاس ، إلاّ أن ليونيل ميسي غامر بها ووضعها في الأعلى قليلاً لترتطم بالعارضة المشؤومة التي لم تكل ولم تتعب من قول كلمة لا للبرسا أمام البلوز ذهاباً وإياباً .
- عند الدقيقة (51) حدث توتر بين لامبارد وفابريغاس تدخل على إثرها ميسي بطريقة قلّمها نجده عليها ودفع بكلتا يديه لامبارد بعدما فقد أعصابه الأرجنتيني ، ويبدو أن السب وراء ذلك هي ضربة الجزاء التي أهدرها .
بعدها توالت الهجمات تلو الهجمات ، الضياع مصيرها واللمسة الأخيرة فقيدتها ، أصبح العشب الأخضر الذي يتقدم تشيك بأمتار ملوّنا باللون الأبيض الذي بدّله تشيلسي بديلاً عن الأزرق ، فتغيّرت ألوان اللقاء كلها والدقائق كانت كفيلة بإعلان البرسا طريح أرض الكامب نو باكياً دموعه .
وشوط آخر يضاف لرصيد الحارس تشيك رجل المباراة الأول والأخير ، التي لم يستغل برشلونة فرصاً عديدة للانقضاض عليه وأصبح يجاري الزمن مع تشيلسي راغباً في إدراك هدف التأهل ، لكن ما لوحظ فيه هو تعمد لاعبي تشيلسي وعلى رأسهم الحارس ودروغبا في إضاعة الوقت .
ليقوم غوارديولا بطرح كل أوراقه المتبقية في وجه دي ماتيو فقام باستبدال كوينكا بتييو ، وفابريغاس بكيتا ، لينهي بذلك بيب أوراقه الثلاثة لكن دون جدوى ، ورغم استحواذ الكتلان فيه بنسبة مماثلة للشوط الأول 72% مقابل 28% للبلوز إلاً أن الحال كان من المحال .
إلى أن جاءت فرحة تشيلسي التي عاقب بها البرسا بالدقائق الأخيرة وتحديداً عند الدقيقة (90) من هجمة قادها فيرناندو توريس معذب برشلونة في عرينه ليضيف هدف التأكيد والتأهل المضمون لتشيلسي ليصبح مجموع مباراتي الذهاب والإياب 3-2 .
ليطير بعدها لاعبوهم ومدربهم فرحاً وأخذوا يهنؤون أنفسهم والمباراة في ثوانيها الأخيرة دون أن يصدقوا أن الخائف بـ"تكتيكه" يستطيع هزيمة البرسا ، قابلتها على النقيض دموع امتزجت بألم الحسرة على ضياع لقبين 2 من أفضل فريق في العالم في غضون 4 أيام فقط ، لكن هذا هو حال كرة القدم .
http://www.clasicooo.com/