الطاقات المتجددة وموقع العراق في استغلالها
بقلم المدرس المساعد ذر انتصار بكر /التدريسيي في قسم علوم الفيزياء/ كلية العلوم / جامعة ديالى
لم يعد موضوع الطاقة أمرا يقتصر الاهتمام به على الأكاديمي وذوي الاختصاص وصانعي القرارات الاقتصادية والسياسية بل إنه تعدى تلك الأطر ليصبح موضع اهتمام الجميع بغض النظر عن مواقعهم الوظيفية والاجتماعية. ولا غرابة في أن يتوسع الاهتمام بموضوع الطاقة بهذا الشكل ذلك أننا كأفراد أصبحنا كل منا معني بمستقبل موارد الطاقة في مناطق تواجدنا بشكل خاص وفي العالم بشكل عام. فلم تعد الطاقة تؤثر في مستوى رفاهنا اليومي وطريقة تصريف أمورنا الحياتية فقط بل إنها تتخذ أهمية اكثر شمولا تتعلق بالقضايا المصيرية للمجتمعات اﻟﻤﺨتلفة.ولكن قبل البدء بسرد تفاصيل اكثر شمولية عن الطاقة لنعرف ماهي الطاقة بمفهومها العام وإشكالها المختلفة حيث يمكن تعريفها بأنها عبارة عن كمية فيزيائية تظهر على شكل حركة ميكانيكية أو كطاقة صوتية او كيمائية او كهربائية او ضوئية او حرارية اوربط في أنويه الذرة بين البروتون والنيترون.
لقد برز الاهتمام بموضوع الطاقة في العقود القليلة الماضية غير أنه لم يتخذ طابعه الشمولي سوى خلال عقد السبعينات وتحديدا عشية التطورات التي شهدها وضع الطاقة العالمي في أواخر عام ١٩٧٣ م حيث تأكد للجميع عقب تلك التطورات أن المسألة ليست مرتبطة بتغير أسعار النفط والغاز بل إنها أكثر أهمية من ذلك وتتعلق بقدرة اﻟﻤﺨزون الاحتياطي من هذه المصادر الاحفورية وغيرها من المصادر القابلة للنفاذ على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة حيث يؤكد الباحثون الى امكانية نضوب البترول بعد سنوات لا تتجاوز القرن مع هذا الاحتياج الكبير لاستخدام الطاقة بشتى اشكالها لتلبية التطورات التي تشهدها الاحتياجات البشرية وكما في المخطط التالي
الذي يبين تزايد استهلاك الطاقة خلال السنوات الماضية والقادمة هذا من جهة, ومن جهة اخرى زيادة التلوث البيئي الذي ندفع ثمنه في الوقت الحاضر ولا سيما في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البيئة والتي يعانيها العالم بصورة عامة نتيجة للتغيرات المناخية الواضحة فمن منا لم يسمع بمصطلح الاحتباس الحراري Global Warming والاثار البيئية الناجمة عنه, لقد بدأ الأمر آنذاك وكأن العالم قد صحا من حلم جميل ليواجه حقائق لا مهرب منها.وكانت النتيجة المنطقية لتلك الصحوة أن أخذ العالم يبحث عن حلول بديلة على أمل أن يعيش فترة انتقالية يستطيع أثناءها الانتقال من الاعتماد على المصادر الأحفورية للطاقة إلى الاعتماد على مصادر أكثر دوامية وأقل تلويثا للبيئة. ولم يكن في جعبة الإنسان سوى العودة إلى الأيام الماضية السعيدة ليعيد اكتشاف كيف تمكنت الأجيال الماضية من العيش قرونا طويلة دون نفط ولا غاز ولا فحم. وفي بحثه هذا لم يجد الإنسان الا في العودة إلى الطبيعة الأم محاولا تطويع معطياتها الخيرة وتسخيرها لخدمة استمرار تطوره الحضاري وذلك عن طريق استخدام الطاقات المتجددة او البديلة.