بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

كنا في الفسطاط عند الباقر (ع) نحو من خمسين رجلاً ، فجلس بعد سكوتٍ كان منّا طويلاً فقال (ع) : ما لكم لا تنطقون لعلّكم ترون أنّي نبيٌّ ؟.. لا والله ما أنا كذلك ، ولكن لي قرابة من رسول الله (ص) قريبة ، وولادة ، ومَن وصلها وصله الله ، ومَن أحبّها أحبّه الله ، ومَن أكرمها أكرمه الله .
أتدرون أيُّ البقاع أفضل عند الله منزلة ؟.. فلم يتكلم أحد ، فكان هو الرادُّ على نفسه ، فقال : تلك مكة الحرام التي رضيها لنفسه حرما وجعل بيته فيها ، ثم قال : أتدري أي بقعة أفضل من مكة؟..فلم يتكلم أحد وكان هو الرادّ على نفسه ، فقال : ما بين حجر الأسود إلى باب الكعبة ، ذلك حطيم إبراهيم نفسه ، الذي كان يذود ( أي يطرد ) فيه غنمه ويصلي فيه .
فوالله لو أنّ عبداً صفّ قدميه في ذلك المكان ، قام النهار مصلّياً حتّى يجنّه الليل ، وقام الليل مصلياً حتى يجنّه النهار ، ثمّ لم يعرف لنا حقّنا أهل البيت وحُرمتنا لم يقبل الله منه شيئاً أبداً ، إنّ أبانا إبراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربّه أن قال : { فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم } .

أما إنّه لم يقل الناس كلّهم ، أنتم أولئك رحمكم الله ونظراؤكم ، إنّما مثَلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود ، أو الشعرة السوداء في الثور الأبيض ، ينبغي للناس أن يحجّوا هذا البيت وأن يعظّموه لتعظّيم الله إياه ، وأن يلقونا أينما كنّا ، نحن الأدلاّء على
المصدر: تفسير العياشي 2/234

نظر الباقر (ع) إلى الناس يطوفون حول الكعبة ، فقال : هكذا كانوا يطوفون في الجاهليّة .. إنّما أُمروا أن يطوفوا ثمّ ينفروا إلينا ، فيعلمونا ولايتهم ، ويعرضون علينا نصرهم ، ثمّ قرأ هذه الآية :
{فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم } ، فقال : آل محمّد ، آل محمّد ، ثمّ قال: إلينا ، إلينا


المصدر: تفسير العياشي 2/234

قال لنا الصادق (ع) : ما أحد أحبّ إليّ منكم ، إنّ الناس سلكوا سُبلاً شتّى : منهم آخذ بهواه ، ومنهم آخذ برأيه .. وإنّكم أخذتم بأمرٍ له أصل.
المصدر: المحاسن ص156

ذكرت هذه الأهواء عند الصادق (ع) ، قال :
لا والله ما هم على شيء مما جاء به رسول الله (ص) إلاّ استقبال الكعبة فقط.

المصدر: المحاسن ص156

سألت الباقر (ع) عن قول الله : { وهدوا إلى الطيّب من القول وهدوا إلى صراط الحميد } ، فقال : هو والله هذا الأمر الذي أنتم عليه .ص



المصدر: المحاسن ص169

قلت للباقر (ع) قوله : { لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ثمّ لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } ، فقال الباقر (ع) :
يا زرارة !.. إنّما صمد لك ولأصحابك ، فأمّا الآخرين فقد فرغ منهم .

المصدر: المحاسن ص171

بيــان: لأقعدنّ لهم } أي أرصد لهم كما يقعد قاطع الطريق للسائل ، { صراطك المستقيم } أي طريق الإيمان ونصبه على الظرف ، { ثمّ لآتينهم من بين أيديهم } إلى آخره ، قيل : أي من جميع الجهات ، مثّل قصده إيّاهم بالتسويل والإضلال من أيّ وجه يمكنه ، بإتيان العدوّ من الجهات الأربع .

قال الباقر (ع) :إذا قدمت الكوفة إن شاء الله فاروِ عنّي هذا الحديث : " مَن شهد أن لا إله إلاّ الله وجبت له الجنّة " ، فقلت :
جُعلت فداك !.. يجيئني كلّ صنف من الأصناف ، فأروي لهم هذا الحديث ؟.. قال: نعم ، يا أبان بن تغلب !.. إنّه إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأوّلين والآخرين في روضة واحدة ، فيسلب لا إله إلاّ الله ، إلاّ ممّن كان على هذا الأمر .

المصدر: المحاسن ص181

قلت للباقر (ع) : قول الله :{ كل شيءٍ هالكٌ إلاّ وجهه } ، فقال : فيهلك كلّ شيء ويبقى الوجه ، ثمّ قال :
إنّ الله أعظم من أن يُوصف ، ولكن معناها كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ دينه ، والوجه الذي يُؤتى منه
.
المصدر: المحاسن ص218