عزيزتي. الحياة لا يمكن أن تختصر بيوم واحد ولا يمكن أن تختصر بعمل واحد. لكن في كل يوم هناك لحظات مهمة لها الأثر الأكبر على حياتك الزوجية. الاعتناء بشريك العمر ليس مهمة طويلة محدودة في الزمن وإنما مهمة قصيرة ممتدة حتى آخر يوم في العلاقة الزوجية. هذه المهمة القصيرة أو المهمات القصيرة يمكن تلخيصها بلحظات مهمة في كل يوم تعيشينه مع شريك حياتك.
هذه اللحظات المهمة تأخذ مجموعة كبيرة من الظروف المحيطة قيد الاعتبار. ولكي نسهل الموضوع سوف تعتبر حالة نموذجية لأسرة فيها أب وأم وأطفالهما. ولكي نبدأ الحديث عن هذه اللحظات المهمة لنبدأ بتصحيح الفرضية. سوف نفترض عائلة نموذجيه فيها زوج وزوجة (وليس فقط أب وأم) مع أطفالهما. هذا التصحيح الطفيف له أثر ومدلول كبيران. فغالباً ما تتحول الزوجة إلى أم فقط ويتحول الزوج إلى أب ومعيل فقط. ولكن هذا الواقع مخالف للطبيعة البشرية. فمكان الزوج في الأسرة لا يقل أهمية عن مكان الأب وكذلك الأمر بالنسبة للمقارنة بين الزوجة والأم. والآن ما هي هذه اللحظات؟
* الاستيقاظ في الصباح. من البديهي أن تكون لحظات النهار الأولى لها الأثر الكبير على اليوم بأسره بين الزوج والزوجة. لكن هذه اللحظة لها أشكال متعددة. إذا بدأ النهار بزوج يخرج من البيت باكراً جداً بينما ما تزال زوجته تنام فلا بد من تغيير هذه الواقع من وقت لآخر. التشارك بقهوة الصباح أو حتى كلمة صباح الخير من وقت لآخر مهم حتى ولو كان عمل الزوج لا يسمح بذلك. أما إذا كانت هذه اللحظة تبدأ بصراخ الأطفال فلا بد من التأكيد على مكانة الزوج وترك قبلة على خذ الزوج قبل مغادرة الفراش لتلبية طلبات الأولاد. وفي الحالات الأكثر بساطة التي يخرج فيها الزوج والزوجة للعمل سوياً فتبادل الحديث بودية يمكن أن يكون أسهل ولكن نسيانه يصبح قاتلاً على مر الزمن.
* عودة الزوج إلى المنزل أو عودة الزوجان إلى المنزل. هذه هي اللحظة الثانية المهمة في كل يوم. لكن الاحتمالات عديدة ويصعب سردها جميعاً هنا. مع ذلك فإن الأمر بسيط. إذا عاد الزوج أولاً أو عاد ثانياً. إذا عاد الأطفال في الوقت نفسه من المدرسة أو في وقت متأخر. فاللفتة الأولى يجب أن تكون لشريك الحياة. هذا الكلام ينطبق على الزوجين، لكن المرأة تملك زمام المبادرة أكثر. ضحكة، ابتسامة، لفتة خاصة للزوج ،تؤكد على مكانته الخاصة وليست الثانوية بالنسبة للأطفال، كفيلة بتسيير الأمو بشكل أفضل على الدوام.
* فترة المساء. في المنزل أو في ضيافة الأصدقاء، مع الأطفال أو بدونهم. لا تنسي عزيزتي أن تستثمري لحظات الحديث المسائية لتنفذي إلى عالم زوجك. قد يكون زوجك ثرثاراً بطبعه أو كتوماً. مهما يكن طبعه استغلي هذه الفترة أكثر ما يمكن لتبادل الحديث معه دون أن يتحول الحديث إلى جلسة استفهامية!
* وأخيراً يأتي الليل والخلود للنوم. قد تضطرين للبقاء مع الأطفال حتى يناموا وخاصة إذا كانوا في عمر صغير. قد تحسين بالإرهاق وتريدين أن تخلدي للنوم باكراً. أو قد يذهب زوجك للنوم قبلك. مهما تكن الطريقة التي ينتهي بها النهار لتكن بسمتك آخر شيء يراه الرجل على وجهك.
العمر كله لحظات. وأحلى هذه اللحظات هي ما يبقى في الذاكرة فقط.