*********** قراءة في أوراق الواقع ****************
الـواقـع ..أي شيئ هو هذا الـواقع .. يقـولـــون عن الحياة أنها نقطة
البـداية التي ينطلق منها شـريان الـوجـــود لـذات الإنسان .. وهـذه
النقطة التي هي بــداية الحياة لأي إنســان كان .. هي في واقعها
مجمــوعة شبكات متــداخلة يضمها عنصـــران .. هما عنصـر الـواقع
وعنصر الوجود .. وعنصر الوجود هذا يحمل بـيـن جنباته إلهاما لعــدة
أسئلة تحتاج منَّا عشرات المـجلـدات للإجابة عليها .. والــذي يهمنا
هنا .. هـــو الواقع .وعنـدما نتحـــدث عن الـواقع .. لابـد .. وأن نبتعد
عن معني ومكنـون كلمة .. واقـع .. لكي لانسيـر في إتجاه عكسي
تاركيــن العقل والـمـنـطـق يتصادمان بـمــوجة عارمة مـن الـغـضـــب
مـن قِبَّلْ اخـواننا المهتميـن بالـواقعية والـوجـودية .. غـيــــر أن هناك
ثمة علاقة روحية تربطنا بالحديث عن .. الـواقع .. الــذي نعيش فيه
ونتعايــش معه وهي علاقة تعطينا الإحساس بالــوجــود .. بالحياة ..
بالإسـتغــراق في التأمل .. في التفكر .. في النظـــــــر بمنظار مكبر
للــواقع المعاش وهناك كما هو معلوم .. إنفلات وهـــــروب .. وإنهيار
وركــود .. وتفاقم ملحـوظ لمـوجات التحــــــرر والتحضر التي إجتاحت
الأوســـاط الشــبابية دون إدراك ووعيّ .. كاف .. بما تحملة كلمة ..
تحــــرر وتحضــر .. من قيــم ومعان سامية .. مما جعل السـلـوكيات
الغيــر إنسانية والـغـيـر أخلاقيةهي محـــور التعامل لضمان التضامن
والتـــــوافق القائـم بينهم وبين من يتعاملون معهم .. وحـقـيـقة أننا
لانـقــــول مـن باب الـمـحـاكاة .. والـمـغــالاة .. أن معشـــر الشباب
بـعــدت عـنـهـم طـــرق الـخـيـــر ومـسالـكه .. بل ذهـبـت عـنهــــم
مــذاهب الحشمة والحياء في أحوالهم .. وحالهم .. فتجــد الكثيــــر
منهم لايتــردد في قــول الفحشــاء في المجالــس التي تحمعهـــم
ومحارمهم ولا يصدهم عنها وازع الإيمان أو الحياء علي أقل تقــديـــر
وهذا يعـود إلي التكـويـن الفكـري الـذي ارتبط بكلمة تحـرر وتحضــــر
بمفهـوم سطحي زرعته وعمقته في نفــوسهم مــؤسسات الغــــزو
الإسـتـعـماري الحــديث التي تعمل علي تغــريب المجتـمــــع بفكــر
وثقافة الـغــرب لتبعــده عن قيمه وأخلاقياته وتقاليـــده وعاداته التي
تــــــوارثها وورثه إياها .. ديــن الإسلام الحنيف .. والتي اصبحت كما
يقولون .. موضة قديمة .