::::::::وأخيراً انتصرنا ::::::::
أصيبت ابنة ملك السعودية بمرض مفاجئ زلزل كيان الأسرة الحاكمة. حتى أن أطباء العالم أجمعوا في الحال على أنّ الشابة التي تلبس الذهب والمجوهرات ينبغي أن تأخذ قنينة دمٍ فوراً وإلا ماتت وتحوّلت إلى جثة بلا حراك.
والمذهل في الأمر ، أنّ الكادر الطبي العالمي المشرف على الاعتناء بها، اكتشف أن فصيلة دمها هي (oh) النادرة.
وبعد البحث والتقصّي وجدوا أن شخصين فقط في العالم يحملان هذه الفصيلة السحرية. أحدهما هندي عجوز، مات قبل أسبوعين ، والثاني هو أنا كاتب هذه السطور.
وبعد اتصالات وأخذ وعطاء وشدّ وجذب وافق الكونگرس السعودي السلفي على أخذ قنينة الدم من الشيعي الرافضي .
وبدأت المفاوضات معي، وانفتح أمامي سقف الطلبات والطموحات والآمال العريضة المتوقعة وغير المتوقعة.
وأول شيء طلبته وكان على رأس القائمة، هو أن يوافق ملك السعودية على بناء أضرحة البقيع.
والشيء الثاني، هو أن يحجب الملك كلابه وذئابه ومفخخاته عن العراق والعراقيين.
والمطلب الثالث، أن تكفّ المؤسسة الوهابية عن إصدار فتاوى القتل والتكفير ضدّ الشيعة.
وأما المطلب الرابع ، فهو أن أكون أنا العريس الذهبي لتلك الشابة الملكية، التي سأجعلها تزور النجف وكربلاء في كلّ ليلة جمعة، والتي سأجعل موكب زفافها ينطلق من باب المراد في الكاظمية رغم أنف عرعور والقرضاوي والدمشقية.
ووافق الملك سلمان في الحال وهو يبكي غير مصدق أن ابنته الجميلة ستنجو من موت محقق. ووافقت أمّها على مضض وكذلك أخوانها وأخواتها وبقية أفراد الأسرة الحاكمة.
ولم يتمكن مفتي المملكة السعودية من الاعتراض مادامت أسرة الوالي قد وافقت وانتهى كلّ شيء.
وقبل الزفاف بلحظات.. وبينما كنت أحمل قنينة الدم لأدفعها للوفد الذي سيطير إلى الرياض من النجف، صرت اسمع صوتاً غليظا يكاد يمزق أذني ....
اگعد احمد .. اگعد شبيك تحچي وحدك .. خلص الغاز گوم بدّل القنينة.
وفتحت عيني بصعوبة ودهشة، لأجد امي متشنّجة وبيدها الچفچير وهي تصرخ بأن الطعام سيخرب إن لم اجلب قنينة الغاز من رأس الشارع..
فنهضت مسرعا ، تاركاً الذهب والمجوهرات والملكة العروس مسجّاة على الأرض وهي تصيح خذني معك إلى حيث تذهب.
وعُدت حزينا إلى البيت حاملا قنينة الغاز (وليس الدم)، والحمد لله أنّ أم الچفچير لم تكتشف سرّي، ولم تعلم مكنونات حُلمي
وبيني وبينكم ، فإنني ألقيت قنينة الغاز غاضبا في الحديقة، وركضت مسرعاً لغرفتي، ووضعت رأسي من جديد على الوسادة، عسى أن ألتقي الوفد من جديد، قبل أن يغادر النجف إلى حيث تكون الأميرة.
ولكن بلا فائدة..
فقد تبخّر كلّ شيء..
وذهبت آمالي أدراج الرياح.
التعيس المثال الطيب