النتائج المشرقة للتوبة :
تعتبر التوبة وقبولها احدى النعم الالهية التي لا نظير لها ولها آثار ونتائج مضيئة ، منها التوبة الحقيقية التي تغير الانسان الى كمن لا ذنب عليه كما قال الامام الصادق ( عليه السلام ) : « التائب من لا ذنب له » (1) .
ومنها التوبة الحقيقية تؤدي الى محو آثار الذنوب وتستر العبد كما قال الامام الصادق ( عليه السلام ) . ان الانسان اذا تاب توبة نصوحاً يكون محبوباً عندالله ويستر ذنوبه في الدنيا والآخرة . وكل ذنب اذنبه يومي الى ملكيه بالنسيان فلا يبقى اثر للذنب عليه حتى جوارحة . « فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب » (2) .

قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْجَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْوَبِأَيْمَانِه ِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٨﴾
نستنتج من الآية الثامنة من سورة التحريم ان للتوبة النصوح ثماراً خمساً وهي :


1 ـ غفران الذنوب .


2ـ الدخول في الجنة .


3 ـ الستر في يوم القيامة .


4 ـ نور الايمان والعمل يضيء له الطريق الى الجنة .


5 ـ يشتد عند التائب التوجه الى الله والاستغفار الكامل لذنوبه (3) .


قال الامام الكاظم ( عليه السلام ) :


« وأحبّ العباد الى الله تعالى المفتنون التوابون » (4) .

وفي روايات اخرى عنالائمة المعصومين ( عليهم السلام) ان الله يهب للتوابين ثلاث مواهب لو اعطى واحدة منها لاهل السماوات والارض لنجوا بها وهي قوله عزّ وجلّ :
( إنّ الله يحبّ التّوّابين ويحب المتطهرين ) .
فمن أحبه الله لم يعذبه ، وقوله :
( الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربنّا وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلماً فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدنٍ الّتي وعدتّهم ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم إنك انت العزيز الحكيم * وقهم السّيئات ومن تق السّيئات يومئذٍ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم ) (5) .
وقوله عزّ وجلّ :
( والّذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم الله الاّ بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * الاّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسناتٍ وكان الله غفوراً رحيماً ) (6) .
وفي الختام نقرأ مع الامام السجاد ( عليه السلام ) في مناجاته حول هذه الموهبة والمنة الالهية العظيمة :
« الهي أنت فتحت لعبادك باباً الى عفوك ، سميته التوبة فقلت : توبوا الى الله توبةً نصوحاً ، فما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه » (7) .
____________


(1) اصول الكافي ج 2 ص 435 .


(2) اصول الكافي ج 2 ص 431 .


(3) تفسير نمونة ج 24 ص 292 .


(4) اصول الكافي ج 2 ص 432 .


(5) سورة غافر آية 7 ـ 9 .


(6) سورة الفرقان آية 68 ـ 70 .


(7) بحار الانوار ج 94 ص 142 .


المصدر