وددت أن أقص لكم أعضاء الدرر الأعزاء قصة حقيقية وقعت بالفعل منذ عدد من السنين في الحي الذي كنت أسكن فيه في العاصمة بغداد
كان هناك ولد إسمه أحمد محبوب و لديه العديد من الأصدقاء في الحي الذي يسكن فيه.
كان لديه صديق إسمه سيف، سيف عمره مقارب لعمر أحمد، والده كان مفقود و والدته عربية الأصل من الجارة الشقيقة سوريا.
كان أحمد يذهب يومياً مع سيف و بعض الأصدقاء للعب كرة القدم، كانوا يحبون اللعب بالكرة حتى لو كان الوقت متأخرا كالساعة الواحدة ليلاً.
ففي يوم من الأيام قررت أم سيف الرجوع إلى سوريا للعيش هناك، لظروفها الصعبة بعدم وجود زوجها وأقاربها في العراق
فقرر أحمد و بعض أولاد المنطقة عمل حفلة توديع لسيف في بيت أحد الجيران فجاء أحمد إلى والدته وإستأذن منها بأخذ بعض الطعام معه و ذهب إلى بيت الجيران في نهاية الفرع المقابل لبيته،
فقالت والدته لا تتأخر كثيراً، قال لها إن شاء الله الساعة الثالثة صباحاً سأعود، فوافقت
ذهب أحمد و إجتمع بأصدقائه في بيت أحدهم و كان إسمه ساري فجلب كل واحد معه بعض الطعام و قام ساري بجلب الحلوى و العصائر، فإستمتعوا بوقتهم حتى لم يلاحظ أحمد على تأخر الوقت حيث كانت والدته تنتظر عودته إلى المنزل، فقالت يااااه إنها الساعة الخامسة ما هذا أحمد لم يعد بعد!،
فقررت الذهاب إليه فذهبت تمشي وفي طريقها لاحظت أغراض منزل كامل في الشارع لأحد المنازل، قالت مع نفسها يا ترى ما الذي جاء بهذه الأغراض هنا؟! و في هذه الساعة التي قارب فيها طلوع الفجر؟!، فشكت بوجود لصوص داخل البيت فقرعت باب الجيران عدة مرات حتى إستيقظوا فقصت عليهم الأمر فقرروا الإتصال بالشرطة،في هذه الأثناء جاء أحمد و أصدقائه فعلموا بالقصة فقال أحد أصدقاء أحمد أن هذا البيت كان مهجورا لكن قبل يومين جاءت عائلة فإشتروا هذا المنزل ثم جلبوا له أغراض كلها جديدة من أثاث و أجهزة كهربائية و اليوم سافر أهل البيت كلهم ماعدا إبنتهم في السابعة عشر حيث تركوا أحد أقاربها معها، و لكن في ساعة متأخرة من تلك الليلة تركها وحيدة في المنزل لظرف طارئ في عمله،
فقرروا الأصدقاء جمع أهل المنطقة الراشدين لحماية المنزل والفتاة داخل المنزل حتى تأتي الشرطة
جاءت الشرطة و حققوا بالأمر و لكن لم يستطيعوا القبض على اللصوص.
المهم أن الأغراض لم تسرق والفتاة بخير فالحمد لله قد مرت الحادثة بسلام
لكن أم أحمد ظلت قلقة حيث بعدها في اليوم التالي جلست أم أحمد على صوت أذان الفجر لأداء الصلاة فشاهدت باب بيتها الخارجية مفتوحة، إستغربت! ! حيث بالعادة تغلقها دائما، نظرت الى السيارة فوجدتها والحمد لله داخل الكراج،كل هذا حدث و كان من في البيت كلهم نيام فخرجت أم أحمد و أغلقتها، و هي تتلفت يمينا و يسارا في حالة خوف من هؤلاء اللصوص.
يبدو أن اللصوص كانوا يرومون سرقة أغراض ذلك المنزل، لكن حفلة توديع الصديق سيف وتأخرهم إلى ذلك الوقت و إنتباه أم أحمد وتحليها بالشجاعة أدى هذا إلى إحباط مخططهم
و تعيشون و تسلمون