بداية أريد أن أتحدث عما لم يسبقني أحد من قبلي في الحديث عنه ، سأتحدث عن رأيي في الشعر وما هو الشعر ؟الشعر هو الكلام الذي تشعر وأنت تقرأه أو تستمع إليه بأنك أمام نص غير عادي ، تشعر أن هذا الكلام ليس نثراً أو مقالاً صحفياً ، تشعر أن هذا الكلام يحتوي سحراً من نوع خاص لا تستطيع تفسيره ، هناك من كتب متقيداً بالشعر العمودي التقليدي فأساء للحن والوزن والموسيقى وللمعاني وهناك من كتب في الشعر الحر فأساء حتى للمعنى وللصور التي كان من المفروض أنها فخمة ومترعة في الشعر الحر الحديث الذي جاء للثورة على قيود المعنى الجميل داخل أسوار البحر والقافية ، إن ما سبق هو روح النقد الذي جاء به الناقد المعروف عبدالله الكسواني عبر قنوات التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنت ، وإن إنتقاداته لا تخلو من وجاهة وصدق وعملية و منطقية ، ونراه يستطرد قائلاً : إن أكثر ما يثير غثياني هو ذلك الجمع الغفير من النقاد الذين يتجمعون على قصيدة ما لشاعر ما بالنقد السلبي أو الإيجابي وترى الشاعر وقصيدته براءاً من كل ما قالوه فيه وفيها سواءاً أكان مدحاً أو ذماً ، ويتابع قوله قائلاً : ولكن رغم هذا الكم الهائل من طحالب النقاد تجد نبتاً حنونا صادقاً من النقاد وهم قليلون ، ترى الناقد منهم مبتكر وموهوب ولا يتسم بالبلادة والنمطية والقلب السود وضيق الأفق كمعظم النقاد الآخرين ، هؤلاء القلة يعتد بهم شاعر القصيدة حتى ولو جرحوه وذموه ، لأنه يلمس فيهم الذكاء والصدق والحق والإبتكار ، ويقول متابعاً : رغم ذلك أنا لست من المتحمسين لتحليل النص الشعري ، لأنني أرى النص الشعري بحد ذاته هو المحلل الأول لما أراد الشاعر أن يقوله .
ولكن دعونا نستعرض ما لا مفر عنه في الطرق التقليدية الحالية في تحليل النصوص الشعرية بشكل عام :إن النص الشعري يعتبر جسداً حياً كيفما كان بناؤه ، لذلك ينبغي أن يكون هذا التحليل نصاً حياً ثانياً ، يفترض فيه التماسك ، و الترابط ، و لكي يتم تحقيق ذلك الأمر فلابد من مراعاة الملاحظات والإشارات التالية :أولاً ـــ على المحلل أن يتجاوز الإسقاط : وهو الذي يعني إصدار حكم دون تعليل أو بينة أو دليل أو تبرير .ثانياً ـــ كما على المحلل أيضاً الحفاظ على عناصر الربط في تحليله سواء اللغوية منها أو المنهجيةثالثاً ــ ضرورة وضوح التصوير المنهجي لتحليل النص الشعري وذلك بالإلتزام بالمقدمة السليمة التي توصلنا إلى الإطار العام الذي قيلت فيهرابعا ً– ثم يأت العرض بعد ذلك والذي يتضمن ملاحظة النص والفهم وبعد ذلك يتبعه التحليلخامساً - الخاتمة وهي تعتبر أهم نقطة في كل مراحل التحليل لأنها تعكس مختصرا وتكثيفا موجزا لما أراد المحلل أن يسرده من أفكار ففي هذه المرحلة النهائية يتم تقويم النص بشكل علمي ونافع ودقيق .وعلى هذه الخاتمة يعتمد مصير المحلل ، فإما أنه سيبدأ باللطم والصياح لرؤيته سوء تحليله قائلاً : لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت كما قال نزار ، أو سوف تحدد هذه الخاتمة رضاه عن نفسه ورضا الآخرين عن عمله وإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ، ولم يقل أن يشوهه أو ينقصه أو أن يكون هدف العمل في وادٍ ونتيجة التحليل في وادٍ آخر .