مع طفلك .... بين الحنان والتدليل شعرة
[align=center]ان نحب اطفالنا ونريدهم ان يكونوا سعداء لا يعني ان نحقق لهم جميع رغباتهم فهذا النوع من الحب لا يبني شخصية الطفل بطريقة ايجابية اذ يضعف التدليل احساسه بالامن والطمانينة بعيدا عن والديه ويدفعه الى التفكير في ذاته فقط اي ان يصبح اتكاليا انانيا كما انه قد يتجه الى السرقة عندما لا تحقق رغباته اذا كبر بسبب ارتفاع ثمن ما يرغب فيه من اشياء يكون من الصعب ماديا على الوالدين شرائها
يخلط الكثيرون بين الاهتمام بالطفل والافراط في تدليله وبوجه عام فان الاعتناء بالطفل شيء جيد وضروري لعملية نموه الطبيعية غير انه اذا زاد هذا الاهتمام عن الحد او جاء في وقت غير مناسب كانت له اضرارا بالغة كان يتعارض اهتمامنا به مع تعلمه كيف يفعل الاشياء بنفسه وكيف يتعامل مع ضغوط الحياة وكذلك اذا استسلمنا لطلب الطفل اثناء انشغالنا؛ او في اعقاب تصرفه تصرفا خاطئا يستحق عليه العقاب بالاهمال
يقول دنيس شولمان احد الاختصاصين في مجال سلوك الاطفال ان الاطفال يترجمون ردود فعل الوالدين الى سلوكيات تمكنهم من تحقيق ما يريدون ولذا من الخطا الكبير ان يتعود الطفل على تلبية كل طلباته من المفروض ان يسمع الطفل كلمة لا كثيرا ليكف عندها من استخدام الاساليب الملتوية لتحقيق مطالبه
التدليل يفسد اكثر مما يصلح
ان التدليل المفرط للطفل يفسده اكثر مما يصلحه لعدة اسباب وهي
1 تدليل الاطفال يقضي نهائيا على فرصة تكون الارادة فيهم حيث يتعلق بوالديه لدرجة لا انه يستطيع ان يتخذ ابسط القرارات الخاصة به دون الرجوع اليهما ويفتقر الى الثقة بالنفس وليس معنى ذلك ان تكون الشدة هي الضمان الامثل لنشاة هولاء الاطفال نشاة سليمة فخير الامور اوسطها
2 الطفل المدلل لا يستطيع الاعتماد على نفسه او مواجهة متاعب ومصاعب الحياة لانه يفتقر الى المهارات اللازمة للتغلب على المشكلات اليومية
3 يحذر رجال التربية الاسرة من العاطفة الفياضة التي تجعل الطفل عاجزا عن الارتباط باقرانه حيث يشعر بتشبع شديد من عاطفة الاسرة فلا يميل الى الاخرين وذلك ينمي داخله الوحدة والانطواء•
4 الطفل المدلل هو طفل قلق بطبعه يستعجل الامور ويحكم على المواقف بسرعة دون تفهم وعلى مستوى شخصي وليس المستوى الموضوعي المطلوب•
5 تسيطر على الطفل المدلل الانانية وحب السيطرة على اخوته والعنف في تصرفاته معهم لاحساسه بالتميز عنهم•
6 اهتمام الاسرة بطفل دون اخر من شانه زراعة الغيرة والحقد في نفس الطفل المهمل واهانة كبريائه ومن ثم تتغير طباعه بحيث تتسم بالشذوذ والغرابة والميل الى الانتقام من افراد المجتمع المحيط به •
الازعاج افضل من الانحراف
عندما يدرك الطفل ان ما يريده يتحقق بالازعاج فانه يتحول الى طفل مزعج , لكن كثيرا من الازعاج افضل من قليل من الانحراف السلوكي الذي يتولد تلقائيا في شخصيته اذا استجبنا لمطالبه في كل صغيرة وكبيرة ومع ذلك فان هناك وسائل كثيرة لايقاف هذا الازعاج من اهمها
• تحديد قواعد التهذيب المناسبة لسن الطفل وهذه مسوولية الوالدين اذ عليهما وضع قواعد تهذيب السلوك الخاصة بطفلهم عند بلوغه السن التي يحبو فيها ففي بعض الاحيان قد يكون مفيدا للطفل اذا رفضنا طلبه بكلمة لا فالطفل بحاجة الى موثر خارجي يسيطر عليه حتى يتعلم كيف يسيطر على نفسه ويكون مهذبا في سلوكه
ومن المهم ان يعتاد الطفل الاستجابة بصورة لائقة الى توجيهات والديه قبل دخوله المدرسة بفترة طويلة ومن هذه التوجيهات جلوسه في مقعد السيارة وعدم ضرب الاطفال الاخرين وان يكون مستعدا لمغادرة المنزل في الوقت المحدد صباحا او عند الذهاب الى الفراش. وهكذا وهذه النظم التي يضعها الكبار ليست محل نقاش للطفل اذا كان الامر لا يحتمل ذلك غير ان هناك بعض الامور التي يمكن ان يوخذ فيها راي الطفل منها اي الاطعمة ياكل؛ واي الكتب يقرا؛ وماذا يريد ان يلعب؛ وماذا يرتدي من الملابس.. ولنجعل الطفل يميز بين الاشياء التي يكون مخيرا فيها وبين قواعد السلوك المحددة التي ليس فيها مجال للاختيار
كما ينبغي ان لا نغفل عن التهذيب حتى في وقت المتعة والمرح , فليس معنى الترويح ان يتهاون الوالدان في تطبيق قواعد التهذيب فاذا اساء الطفل السلوك حتى وقت اللعب واللهو فيجب تذكيره بالحدود التي عليه التزامها.
• ابنك هو انسان وانت تبتغي سعادته وسعادته لن تاتي بحصاره في نمط معين من الحياة تفرضه عليه وعلى العكس فان سعادة الابن لن تاتي باطلاق العنان له ليفعل كل ما يريده وبالتالي فلا مانع ان تودب ابنك التاديب اللازم عندما تراه قد خرج عن الحدود ولا داعي بعدها ان تعاقب نفسك بالاحساس بالذنب لانك فعلت ذلك
• ليس جائزا لنا ان نكبت غضبنا بدعوى اننا نخشى على الابناء من الكبت فنعيش في حالة غيظ ويعيش الابناء في حالة استهتار كما انه ليس جائزا لنا ان نحول غضبنا الى قسوة مبالغ فيها باهدار انسانية الابناء فمثل هذا الاهدار يجعل الابناء في حالة من الرعب المستمر من الحياة ويزرع في نفوسهم التشاوم ويلقيهم في احضان الاحساس يفقدان القيمة والاعتبار ومن هذا المنطلق كان الحرمان هو افضل طرق التقويم كالحرمان من المصروف او الخروج للنزهة ولا نلجا للضرب الغير مبرح الا في اضيق الحدود ولكن علينا ان نعرف ان العقاب البسيط يحتاج الى هدوء وثبات ولا يحتاج ان تجعل الطفل سببا لكل منغصات حياتك فتنفجر فيه وكانك تنهال ضربا على كل ظروفك الصعبة
• كن حازما في الخارج ومتساهلا في البيت اي ان نترك للطفل حرية النزهة في الملاعب والحدائق وان يتبع في البيت نوعا من النظام وليس من الضروري ان يكون هذا النظام صارما ولكن المهم ان يراعى
• لنتعود ان نقول لاطفالنا لا برفق بل ونحن نبتسم ونتمسك بصرامة وحنان معا فهذا شيء مهم جدا لان من الملاحظ ان كثرة التوبيخ وكثرة الاهانة للطفل وكثرة الصراخ في وجهه تجعله يسيء الظن بنفسه وبقدراته ولذلك فان الطفل يكرر الخطا
• اخبار الطفل مسبقا فالاطفال يجب ان يعرفوا دائما ما الذي يتوقعونه وما الذي نتوقعه نحن منهم فمثلا قبل اصطحاب الطفل للتسوق يجب على الام ان تقول لطفلها نحن ذاهبان الان الى محل تجاري وتوجد هناك حلوى كثيرة ولكننا لن نشترى ايا منها لاننا لم نتناول غداءنا بعد حينها سيتوقع ما سيحدث ويعرف ايضا انه يجب عليه ان ينتظر الى ما بعد الغذاء.
• تدريب الطفل على تحمل المسئولية ومساعدته على تحقيق ذلك امر مهم للغاية لان اي نجاح يحققه في هذا المجال يدفعه الى مزيد من المحاولات ويزيد من ثقته في نفسه..فلا بد ان يتدرج في تحمل المسئولية فيبدا في التدريب على خلع ملابسه او ارتدائها بنفسه ثم يتعلم الالتزام ببعض قواعد الاداب في مجالس الكبار والتحكم في العواطف والانفعالات وهكذا. ويلعب الوالدان دورا مهما في تدريب الطفل على ان يثق بنفسه وبقدراته وتحمل الاعباء وتشجيعه اذا نجح في حل بعض المشكلات الصغيرة.
حنان الامومة في ثوب عملي
• عند استيقاظه من النوم خذي صغيرك في حضنك واحكي له ما ستقومان بعمله في هذا اليوم الجديد
• عند تناوله الطعام لا تنسي مداعبته عن طريق التمثيل البسيط
• بعد ان ياخذ طفلك حمامه الدافئ جففي جسمه بلطف وقولي له كم انت جميل
• عندما يستعد للخروج معك وعند ارتداء ملابسه حدثيه عن المكان المتوجه اليه وعما سيتم فعله هناك.
• قبل خروجك اعطيه ما يكفيه من الحنان فترة غيابك عنه وذلك باعطائه حضنا دافئا.
• عند عودتك عبري له عن مدى اشتياقك له وعن سعادتك لرويته من جديد.
• عندما يلزم طفلك الادب ويلعب معتمدا على نفسه دون ازعاج اظهري له اعجابك وفخرك بسلوكه ولا تنسي تاثير القبلة والكلمة الرقيقة على نفسية صغيرك الحبيب.
• عند النوم تحدثا سويا عما حدث في ذلك اليوم وعن الاحداث المنتظرة في اليوم التالي باذن الله.
كتبها د/ خالد سعد النجار