بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
روى القطب الراوندي وغيره عن حماد بن حبيب الكوفي انه قال: خرجنا سنة حجّاجاً فرحلنا من زبالة فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة فتقطعت القافلة، فتهت في تلك البراري فانتهيت إلى واد قفز وجنني الليل فآويت إلى شجرة، فلما اختلط الظلام إذا أنا بشاب عليه أطمار بيض، قلت: هذا ولي من أولياء الله متى أحس بحركتي خشيت نفاره، فأخفيت نفسي فدنا إلى موضع فتهيأ للصلاة وقد نبع له ماء ثم وثب قائماً يقول: «يا من حاز كل شيء ملكوتا، وقهر كل شيء جبروتا، صل على محمد وآل محمد وأولج قلبي فرح الإقبال إليك، وألحقني بميدان المطيعين لك»، ودخل في الصلاة فتهيأت أيضاً للصلاة ثم قمت خلفه وإذا بمحراب مُثّل في ذلك الوقت قدامه، وكلما مر بآية في الوعد والوعيد يرددها بانتحاب وحنين، فلما تقشع الظلام قام، فقال: «يا من قصده الضالون فأصابوه مرشدا، وأمّه الخائفون فوجدوه معقلا، ولجأ إليه العائدون فوجدوه موئلا متى راحة من نصب لغيرك بدنه؟ ومتى فرح من قصد سواك بهمّته؟ الهي قد انقشع الظلام ولم أقض من خدمتك وطراً ولا من حياض مناجاتك صدراً، صلي على محمد وآل محمد وافعل بي ما أولى الأمرين بك»، ونهض فعلّقت به، فقال: لو صدق توكلك ما كنت ضالاً ولكن اتبعني واقف أثري، وأخذ بيدي فخُيل إلي ان الأرض تميد من تحت قدمي، فلما انفجر عمود الصبح قال: هذه مكة، فقلت: من أنت بالذي ترجوه؟ قال: أما إذا أقسمت، فأنا علي بن الحسين.