بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
سوال يطرحه الكثيرون منّا .
والجواب عليه : أنّ الله سبحانه أراد إظهار عظمة العباس (عليه السلام ) عند الناس جزاءاً لبعض مواقفه الخالده في كربلاء أو غيرها .
فالعباس (عليه السلام ) قاتَلَ وهو في رَيعان شبابه تحت لواء أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام ) وذلك في صفين كما تدلّ على ذلك الروايات .
ثمّ مواساته لأخيه ، وموقفه من شمر بن ذي الجوشن عندما جاء طالباً منه ترك الإمام الحسين .
لاشكّ أنّ الإمام الحسين (عليه السلام ) هو أفضل من العباس لكنّ هذه الميزة أُعطيت للعباس (عليه السلام ) .
وهذا لاينافي موضوع أفضلية الإمام الحسين على أخيه العابس ، لأنّ الأفضلية راجعة الى المور النفسية (1) و ما أشبه .
وقد ورد أنّ الإمام الحجّة بن الحسن ( عجل الله فرجه الشريف ) هو أفضل من الأئمّة الذين سبقوه ابتداء من الإمام زين العابدين (عليه السلام )، لأن دوره وشأنه في تحمّل المسؤولية هو أكبر من أولئك الأئمّة (عليهم السلام ) أو لغير ذلك من الأسباب .
و لا يخفى أنّه مثلما أعطى الله للرجال - من أمثال أبي طالب وعبد الله والد النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) وعبد العظيم الحسني والعباس وعلي الأصغر - قضاء حوائج الناس أعطى لبعض النساء أيضاً هذه الكرامة ، فمن الموصوفات بهذه الصفة نذكر : الصدّيقة الزهراء وخديجة الكبرى وفاطمة بنت أسد وزينب الكبرى وفاطمة المعصمومة أخت الإمام الرضا (عليه السلام ) والسيّدة نرجس أم الإمام الحجّة ، وغيرهن من النساء المؤمنات .
فكيف استطاع هؤلاء العظام إعطاء الحوائج ؟
لا نعلم كنه ذلك ، لكنّنا نلمسه بالتجربة الحسّية .
ومن باب الاستزادة نذكر بأنّ قضاءهم للحوائج ليس حصراً على المسلمين أو المؤمنين ، بل حتّى الكفّار مشمولون لرحمة الله ( سبحانه وتعالى ) ، وعطف هؤلاء العظام ، لأنّهم ( عليهم أفضل الصلاة والسلام ) أوعيه مشيئة الله سبحانه ، يعطون المسلم والكافر .
وقد ورد في الدعاء : « يا مَن يُعطِِي مَن سأَلهُ ، يا مَن يُعِطي مَن لم يَسألهُ ومَن لم يَعرِفهُ تَحننّاً مِنه ُورَحمةَ » (2) . بل حتّى من يحارب الله سبحانه قد يحصل على حاجاته - في هذه الدنيا - إذا ما طالب بها وألّح عليها .
وهكذا كانت سيرة الأنبياء وسيرة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) فلم يوقف عطاءه على المسلمين وحسب بل حتّى الكفّار والمشركين كانوا مشمولين بعطائه .
فقد قدَّم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) الماء للكفّار في بدر ، وقدَّم الإمام الحسين (عليه السلام ) الماء لمن جاؤوا لمحاربته .______________________________
(1) كما نشاهد في الإمام الحسن والحسين (عليهما السلام ) حيث إنّ دور الإمام الحسين أكبر وإن كان الإمام الحسن أفضل ، فإن فضيلتهم راجعة الى أمور نفسية ، فلا منافاة بين الأفضل مع كون الظاهر منهم أقل .
(2) من الأدعية الواردة في شهر رجب صباحاً ومساءاً وفي أعقاب كل صلاة ، انظر مفاتيح الجنان : ص 137 للشيخ عباس القمي ، وكتاب الدعاء والزيارة : ص 283 للإمام المؤلف