في قارة أفريقيا وعلي الحدود بين دولتيّ زامبيا وزيمبابوي، يوجد “دخان يطلق رعداً” أو “موزي أوتامبرا” باللغة المحلية، وهو الاسم القديم الذي عرفت به شلالات فيكتوريا التي تقع على نهر الزمبيزي.“الدخان الذي يُطلق الرعد” أو “الدخان الصاعق” اسم يعبر عن رؤية السكان للشلالات التي تتدفق مياها من الأعلى إلى الاسفل بصوت صاعق، ويلف المنطقة بضباب مائي كثيف يطلقون عليه “الضباب الصاعق”، وجاء اسم فيكتوريا بعدما زارها أول أوروبي وهو المستكشف الأسكتلندي “ديفيد ليفينجستون” فى نوفمبر من عام 1855، وأطلق عليها هذا الاسم نسبة لملكة بريطانيا فيكتوريا، ولكنها لا تزال تُعرف بالاسمين. كما تحمل الجزيرة الوحيدة وسط الشلال وتوجد في زامبيا اسم المستكشف ليفنجستون.
رذاذ مياه الشلالات المتدفقة يشبه الدخان الكثيف
تمتد الشلالات بطول 1.7 كيلومتر، ويبلغ ارتفاعها 108 متر، لذلك فهي أكثر ارتفاعاً من شلالات نياجرا التي يبلغ أقصى ارتفاع لها 56 متر، كما تنافس بقوة شلالات اجوازو بين البرازيل والأرجنتين. ويمتد موسم الأمطار في حوض نهر الزمبيزي Zambezi، المغذي للشلالات، من أواخر نوفمبر إلى أبريل، ويسود الجفاف بقية شهور العام، ويشهد شهر أبريل ذروة الفيضان، ويصل رذاذ الماء المتصاعد من الشلالات إلى ارتفاع يزيد على 400 متر، وأحياناً يصل لإلى ضعف هذا الارتفاع ، ويمكن رؤيته من مسافة نحو 50 كيلومتر.يُمكن أن تطلع على مقارنة بين شلالات العالم من حيث الارتفاع، ومعدل تدفق المياه، وأيضاً مشاهدة فيديو قصير عن مساقط مياه فيكتوريا وتاريخ تكوينها من UNESCO Arabic: موزي أوتامبرا/ شلالات فيكتوريا.
مشهد غروب الشمس حول شلالات فيكتوريا بين زامبيا وزيمبابوي
وهناك بركة شهيرة تشكلت بشكل طبيعي تُعرف باسم “بركة الشيطان أو “Devil’s Pool” بالقرب من حافة الشلال، ويتم الوصول إليها عبر “جزيرة ليفينجستون” في زامبيا، ويقصدها السياح للسباحة، ولكن وخصوصاً خلال موسم الفيضان قد تقع بعض الحوادث ويت الإبلاغ عن حالات وفاة بين الحين والآخرعندما ينزلق السباحين ويسقطون في مسقط الشلال من هذا الارتفاع الشاهق.
“حوض الشيطان” حيث يفضل البعض السباحة قريباً من الشلال
ويصل بين البلدين الجارين، زيمبابوي وزامبيا، جسر شهير يعبر نهر الزامبيزي ويوجد فوق الشلالات، بحيث يمكن للزوار رؤيتها بوضوح أسفلهم مباشرة أثناء العبور على ارتفاع كبير من مسقط الماء، لذلك لا يُنصح لضعاف القلوب بالعبور فوق هذا الجسر نظراً للارتفاع الشديد الذي قد لا يحتمله البعض. وتشتهر منطقة شلالات فيكتوريا بكونها “عاصمة المغامرات فى أفريقيا”، وتقدم جميع أنواع الرياضات المفضلة لعشاق المغامرات والباحثين عن الإثارة مثل التحليق فوق شلالات فيكتوريا، والقفز بالمظلات أثناء التحليق في النهر أو الشلالات.
يعبر الجسر نهر زامبيزي واصلاً بين البلدين الجارين زامبيا وزيمبابوي
وبالرغم من أن الشلالات هي أهم معالم المكان إلا أنه توجد أماكن أخرى مثل الحديقة الوطنية Mosi-oa-Tunya / Victoria Falls على طول نهر زامبيزي والتي يوجد في نطاقها الشلالات، وتمتد الحديقة على مساحة 66 كيلومتر مربع ولدى القائمين على الحديقة خطة لتوسعتها، وتضم الحديقة مجموعة متنوعة من الحيوانات مثل الأفيال والزرافات والجاموس والحمار الوحشي ووحيد القرن، بجانب أنواع متعددة من الطيور.
بعض من حيوانات وحيد القرن في حديقة شلالات فيكتوريا الوطنية
بانوراما لشلالات الدخان الصاعق أو فيكتورياوتسمح كلا البلدين زامبيا وزيمبابوي للسياح بزيارة شلالات فيكتوريا في سهولة ودون تعقيدات، ويمكن القيام برحلات يومية من كلا الجانبين، وقبل نهاية عام 1990 وصل معدل الزيارة إلى 300 ألف شخص سنوياً. وتبلغ تكلفة تذكرة الدخول 20 دولار أمريكي على جانب زيمبابوي، وعشرة دولارات على الجانب الزامبي، وهناك تغييرات منتظمة في لوائح التأشيرة لذلك ينبغي على الزوار مراجعة القواعد قبل عبور الحدود.ويمكن الوصول إلى شلالات فيكتوريا عبر السيارات والحافلات، وبالطائرة؛ حيث تنظم الخطوط الجوية البريطانية وطيران جنوب أفريقيا رحلات يومية بين جوهانسبرج ومطار شلالات فيكتوريا، كما تتوافر رحلات جوية بين مطار شلالات فيكتوريا وغيرها من الوجهات داخل زيمبابوي.كما يمكن الوصول عبر السكك الحديدية من زامبيا أو زيمبابوي، وهي طريقة كلاسيكية للوصول إلى الشلالات تتيح الاستمتاع بمناظر مذهلة ومشاهد من الحياة البرية خلال الرحلة. وينطلق القطار من “بولاوايو” فى زيمبابوي إلى “محطة شلالات فيكتوريا”، وتكلف التذكرة في الدرجة الأولى حوالي 12 دولار، ويغادر من بولاوايو الساعة السابعة والنصف مساءً، ويصل في التاسعة من صباح اليوم التالي، مع ملاحظة أنه من المعتاد تأخر القطارات وعدم انتظام مواعيدها.
منقول