هناك العديد من المحاولات في التاريخ لاستعمال الحروف الاخرى مثل الاوردية والارمنية في كتابة اللغة الكوردية ، فضلا عما كان مستعملا قبلها (العربية ، التركية ، الفارسية) ، أما دوافعها فمختلفة من اهمها السياسية ، ولكن لماذا لم تلق النجاح ؟ فهذا بحث آخر ، نورده حين توفر المعلومات حول ذلك.
وقد اورد لنا الاستاذ هوگر (1) ان هناك آراء عديدة لهذا المبحث فمنها من طالب بكتابة اللغة الكوردية بالفباء (الاوردو) حيث يذكر : " لقد طرح مولان زاده رفعت الذي كان احد أبرز الاعضاء الكورد في صفوف جمعية الاتحاد والترقي العثمانية ، وبعد الحكم الجمهوري في تركيا هرب الى حلب وانتقد الحكم الكمالي نتيجة إتباعهم سياسة عنصرية في مجلة هتاوي كورد 1913 فكرة الأخذ بالفباء (الاوردو) ، حيث قال ان من الضروري إرجاع الكورد حروفهم القديمة حروف (الاوردو) واستعمالها ، واذا امكننا إحياء وإصلاح حروفنا القديمة ، وإهدائها الى الذين مازالوا في المراحل الابتدائية من قومنا على شكل كتيب قواعد وقراءة قواميس ذات اصول جديدة فان طرق الوصول الى غايتنا سيكون مفتوحا" . ثم يضيف الكاتب "ان لغة الاوردو هي مازالت من اللغات الحية في العالم ، فهي لغة الدولة في باكستان ، كما يستخدمها عدد من سكان الهند الجبليين ، وفي الوقت الحاضر فان الناطقين بهذه اللغة يتجاوز عددهم المئة والثلاثين مليون نسمة ، وهي مقربة بعض الشيء الى اللغة الهندية " .
وهناك رأي آخر طالب بتغيير الحروف العربية التي تكتب بها اللغة الكوردية بالحروف الروسية كما اورد الاستاذ هوگر : " في 1913 طالب عبد الرزاق بدرخان بتغيير الحروف العربية التي تكتب بها اللغة الكوردية بالحروف الروسية ، وذلك بعدما أقام جمعية ثقافية كوردية في مدينة خوي بكوردستان ايران باسم (جيهان داني او جيهان زاني) أي التعليم " . ثم يضيف الاستاذ هوگر : "ان الظروف الدولية قبل وعند إندلاع الحرب العالمية الاولى حال دون تنفيذ ذلك المشروع" .
وايضا يورد الاستاذ هوگر : "في ثلاثينيات واربعينيات القرن المنصرم أنشأت الفباء كوردية على اساس الحروف الروسية بين كورد ييري?ان وتفليس وكورد الاتحاد السوفيتي- السابق- ومازالت تصدر هناك بعض الصحف الكوردية بهذه الحروف" .
ويضيف الاستاذ هوگر عن بعض المحاولات للكتابة باللغة الكوردية بأحرف اخرى (الارمنية) ما يأتي : " في 1921 قام شخص ارمني يدعى هاگوب گازاريان (1869- 1936) ويلقب ب(لازو) مع زوجته بتأسيس مدرسة كوردية في مدينة تفليس- عاصمة جورجيا . وفيها وضع الفباءا للغة الكوردية يقوم على اساس الحروف الارمنية ، واصدر كتابا باللغة الكوردية بها في 1921 تحت اسم (شمس) ، لقد تخرج من هذه المدرسة قناتي كوردو الكاتب الكوردي المشهور" .
وايضا يورد الاستاذ هوگر في 1930: " قام مجموعة من مثقفي الكورد في ييريفان- عاصمة ارمينيا بإصدار جريدة كوردية بالحروف اللاتينية تحت اسم (ريا تازه) من امثال (حاجي جندو ، شاكر محو ، عرب شمو ، شاكر خدر) " .
وفي 1931 : " وضع حاجي جندو الفباء للغة الكوردية مبنية على أساس الحروف اللاتينية والروسية والفرنسية معا ضمن كتاب صغير سماه (كتيبا ئه لفبا" .(