تِلكَ البلادُ لا ترى
وجْهي فِي الشَجَر الأخْضَر
تلك البِلاد تَقْرأنِي
لكنْ لستُ أغنيةً وَجِراح
سَألْتُهَا عَن غُرَبَاءٍ
كَانوا هُنَا
هُنَا كَانُوا
يَشْربُون مِنْ السَاقيَة الضَحْلة ِ مِثْلي..
تِلْكَ البِلادُ تُحَاصِرُها الكَآبَة
منْ ضفَّةٍ إلى ضفَّةٍ أخْرى
منْ نَهَارٍ يُولَدُ
فِي ضَبَابِيَّةٍ خَرْسَاء تَتَرَاءَى
إلَى بُزُوغ رَايَاتِ الغَيْبِ البَيْضَاء
وَوُجوهُ الموتى تَلْفحُها النَار عَلى عَجَلٍ
ينْسَكبُ دَمْعُ البَحْرِ حُرًّا
عَلى رمُوش اليَاسَميْنِ..
تِلكُ البِلادُ امْرأةٌ لاَ تَعرف الحُبّ
تَسهرُ وحيدَةً
تَنتَظرُ حَفِيفَ جَسَدٍ
بلِاَ شُرْفَةٍ يَطلُّ منْهَا اللَيْلُ فِي أيّ وَقْت
وتَكتُبُ الشِعْرَ
لـيَخْضَرّ صَوتُ المَوَاعيد الفَارغَة
عَلى قَوافِ نَثْريَّة
تَلْمَعُ فوقَ قِبَاب الفَوضَى..
………..
لطفي العبيدي