ــــــــــــــــــــــ
هنا تُشرقْ ..
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
هنا تَغرِب ..
ــــــــــــــــــــــ
هكذا بدأتُ التفكير , وهكذا أخذني شغفُ التعبير ما بين الأمس والغد , وما بين الشروق والغروب , قصة تتساقط أحرفها قبل يومها المحدد , وقصة آخرى تبقى متماسكةٌ واثقة لتُقرأ أحرفُها بالتعدد , فكانت هي الدليل القاطع لهذا التفكير بأن لكل كائنً بشري يومٌ يختلفُ عن الآخر مهما كان الروتين المعتاد بين الأمس واليوم وما سيفعلهُ غداً , وأن هناك فروقات متعددة تحملنا بين ساعاتها ودقائقها المختلفة , ما بين حزناً وفرح , وسعادة وتعاسة...
لم أُكن أعلم كيف أصل إلى تلك الفروق ما بين أمسي وحاضري , كنتُ في الأمس أشعر بتحولاً غريباً بعض الشيء عن اليوم , وهذا دليلٌ آخر على أنني مهما قاومت وإستطعت من إرغام الظروف التي تواجهُنني في كلا اليومين إلآ إنني ملزمٌ على الإنجراف خلفها بأي شكلاً من الأشكال ...
تختلف طرق التأثير وهذا ما يتضح لنا جميعاً من خلال حياتنا اليومية التي تختلف بأوضاعها وظروفها ومتقلباتها التي تعزلُ سُبل المقارنة كما تعزلُ النقاط بين الكلمات والحروف , وهنا يبدأ الإختلاف مابين الشروق والغروب , واليوم والأمس , وهكذا تستمر القصة دون توقف يُذكر على هذه الأرضِ الحية مع مجمع الحالات العابرة لنا شخصياً , إجتماعياً , كونياً ...
بدأتُ في مقارعة هذا التفكير في هدوء تام ولكنهُ في الحقيقة كان يتطايرُ من عقلي أو بالأصح كان يشردُ من ذهني كما تنسابُ الماء من بين الأصابع , حاولتُ الإمساكِ بهِ ولكنهُ كان سريعاً وسريعاً جداً مقارنة بشخصاً بسيط يحاول أن يجعل من الأمس كاليوم.
قد لا يصدقني الكثير بأنني واصلتُ هذا السعي حتى حصلتُ على بعضاً من بذوره لزراعتها وبعد ذلك أخذ الآمان بأنهُ لن يهرب من داخل عقليتي كـ كل مرة , ولكنني حقاً تفاجأت بما هو أعظم وهو أن هذه البذور تنتج عروقاً تختلف عن ما كنتُ أتوقعها وأعرف تركيبتها السهلة البسيطة , بل أنها كانت معقدة وسيعة لها ألف جذع وجذع , وكانت سريعة في النمو بمعدل الثواني وليس الشهور كما رأيتها وشعرت بها , فستئصلتها قبل أن تكبر وتقضي علي , وعادت من جديد بالتطاير وكأنها عُصفوراً بريء يشهدُ
حريتهُ فرحاً ...
في يوماً جديد إستجمعتُ قواي كالحديد , ولكي أعود بإنجاز مجيد , جندتُ أفكاري , وعزمتُ على كتمانِ أسراري , وكان المراد شيئاً لا يراد , تذكرتُ بينما أنا أعزمُ للبدء بأنني بالأمس كنتُ في فاجعة مهولة قد تجعلني أعيدُ من صياغتها اليوم !
ومن المؤكد بأنني لن أعود من جديد لعملاً مجنون قد يحملني حرباً لا أستطيع تحمل خسائرها , لذلك قررت بأن أعمل لليوم وأترك الغد كاليوم , أفضلُ من أن أعمل لأمس الخوف وليومِ خوفاً جديد...
إستمتعتُ بيومي وكأن الأمس قد رحل وهو بالفعل رحل في تقويم الإيام ولن يعود , ولكنهُ في الحقيقة يتجول في مخيلتي عابثاً بأجمل ساعات اليوم الذي أخشى أن يتغير في الغد القريب إلى إفتراضات عقلية قد تسبب التلاعب الفكري بين الأمس واليوم ...
الرؤية الجانبية من زاوية هذا الفكر أثبتت مؤخراً بأن نسبة المحصلة هنا مستحيلة , بل وأنها غير قابلة للحدوث مثلها مثل الأرقام الغير قابلة للإنتهاء , وصلتُ حينها إلى طريقاً لا خروج مِنهُ ولا منفذ , وإقتنعتُ بإمكانية العودة علّني أكسبُ يومي بأعمالاً تعود علي بالمنفعة .. إنتهى ...
راق لي فنقلته لكم
دمتم بود