Monday 23 april 2012
نبذة عن نيكولا ساركوزي


شعبية ساركوزي شهدت تراجعا كبيرا

يرى المعجبون بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه يتمتع بالحيوية والحسم، لكنه اليوم يواجه احتمالا حقيقيا بأن يصبح أول زعيم فرنسي لا يتولى منصب الرئاسة لفترة ثانية، وذلك منذ عهد الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان عام 1981.
ولم يكن ساركوزي، وهو السياسي المخضرم الذي يقود حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم، يشعر بالقلق على ما يبدو من اثارة غضب نشطاء حقوق الإنسان من خلال سياسات الهجرة القاسية التي يتبعها، أو اثارة غضب المجتمع التقليدي داخل فرنسا من خلال حياته الخاصة المليئة بمظاهر الترف.
ويصف ساركوزي نفسه بأنه "قبطان سفينة في قلب العاصفة" لكن يبدو أن ذلك لم يمنع ارتفاع معدلات البطالة إلى أعلى مستوياتها خلال 12 عاما في فترة حكمه، وذلك بالرغم من أنه كان في طليعة من قدموا حلولا أوروبية للأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، وساهم في تأسيس قمة مجموعة العشرين التي تضم أكبر الدول الاقتصادية في العالم.
غير أن الإصلاحات التي شهدتها فترة حكمه لم تقدم شيئا يذكر لإقناع الناخبين على ما يبدو، والتي كان منها رفع سن التقاعد من 60 إلى 62 عاما، وإصلاح شؤون الجامعات، وتعديل النظام الضريبي لتشجيع العمل الإضافي وتشجيع تملك المنازل.

سياسي مقاتل
وكان لمنصب وزير الداخلية الذي شغله ساركوزي والذي كان يتمتع فيه بقدرات حسم عالية بالإضافة لقيادته للحزب الحاكم دورا بارزا في صناعة اسمه في عالم السياسة الداخلية في فرنسا.
وساهم ساركوزي في انقسام الرأي العام الفرنسي بشكل كبير، ليس فقط من خلال تبنيه لمواقف متشددة بشأن السياسات المتعلقة بالهجرة، ولكن أيضا عندما تحدث عن أزمة السكن ووصف الشباب الذين يقطنون الضواحي الشعبية في باريس بـ "الرعاع".
وكان هذا التعبير الحاد الذي أطلقه ساركوزي قبل أعمال الشغب التي وقعت عام 2005 له دور في اثارة غضب النقاد الذين وضعوه داخل نفس الإطار الذي وضعوا فيه زعيم اليمين المتطرف آنذاك جان ماري لوبان.
وقام ساركوزي كرئيس للبلاد بالدفع نحو اتخاذ تدابير للحد من الهجرة غير الشرعية، بما في ذلك الترحيل الجماعي للمهاجرين الوافدين من رومانيا، والذي أثار جدلا واسعا في البلاد.
وعلى الساحة الدولية، يوصف ساركوزي غالبا على أنه أطلنطي، نسبة إلى حلف شمال الأطلنطي، وذلك رغم أنه كان معارضا للحرب في العراق.
لكن في مارس/آذار عام 2011، كانت فرنسا أول من أرسل طائرات حربية لتنفيذ أعمال ضد قوات الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في ليبيا، والتي قادت التدخل الأجنبي في ليبيا الذي أدى في نهاية المطاف إلى تمكين المقاتلين الليبين من تحقيق النجاح.
واستطاع ساركوزي أيضا أن يحقق وساطة ناجحة عام 2008 لإنهاء الصراع بين روسيا وجورجيا.
وكان أدائه عندما كان يرأس دورة الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر يوصف بأنه آداء حاسم.
وفي تعامله مع الأزمة المالية العالمية عام 2008، تعهد ساركوزي بمعاقبة المضاربين المخالفين، ودافع عن دور الدولة القوي في دعم الاقتصاد.
وساهم كذلك من خلال قيادته لرد الفعل الأوروبي في إنشاء قمة مجموعة العشرين لجمع أكبر الاقتصاديات في العالم، كما أسس لعلاقات عمل وثيقة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وقال نيكولاس دومينيك، أحد كتاب السير الذي كتبوا سيرة ساركوزي، إن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كان له تأثير كبير على ساركوزي.
وأضاف دومينيك في وصفه لساركوزي: "كان ساركوزي ينطر بدقة إلى الطريقة التي تمكن بها بلير من عرض مبادئه السياسية."

جذور المهاجر

ساكوزي وزوجته كارلا

ومثل صديقه البريطاني توني بلير، كان ساركوزي يعمل في مجال المحاماة، وخلافا لغالبية الطبقة الفرنسية الحاكمة، لم يذهب ساركوزي إلى المدرسة الوطنية للإدارة، ولكن تدرب على العمل في المحاماة.
وكان ساركوزي ابن لمهاجر مجري وأم فرنسية من أصل يوناني يهودي، وعمد كاثوليكيا رومانيا ونشأ في باريس.
وبدأ ساركوزي حياته السياسية كعمدة لضاحية نيولي الراقية في باريس من عام 1983 وحتى عام 2002.
ولفت ساركوزي انتباه الجماهير في فرنسا عام 1993 عندما تدخل بنفسه لتحرير أطفال كانوا رهائن لدى شخص مختل عقليا في روضة للأطفال، والذي قتل لاحقا على يد قوات الشرطة.
ورغم أنه كان في البداية مدعوما من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، إلا أن أصبح اليد اليمني فيما بعد لرئيس الوزراء إدوارد بالادور بين عامي 1983 و1995 عندما كان وزيرا للموازنة.
وعندما أعلن ساركوزي عن دعمه لبالادور مرشحا للرئاسة عام 1995، تسبب ذلك في خلاف طويل مع شيراك الذي تمكن ساعتها من الفوز.
ووجه شيراك انتقاده لساركوزي بشكل مباشر في مذكراته ووصفه بأنه "سهل الاستثارة، ومتهور، ولديه ثقة مفرطة، ولا يسمح بالشك، وأقل من كل ما يظنه بنفسه."

الحياة مع كارلا
مر ساركوزي بتجربة الطلاق مرتين قبل زواجه الحالي من عارضة الأزياء الشهيرة كارلا بروني، ولديه ابن من زوجته الثانية سيسليا ألبينز، وابنان من زوجته الأولى ماري دومنيك.
وكانت غرامياته مع زوجته الحالية محل اهتمام إعلامي عندما أصبح رئيسا للبلاد عام 2007، وذلك خلافا للتقاليد الرئاسية في فرنسا والتي لا تتدخل في الأمور الشخصية للرؤساء.
وأنجبت كارلا طفلة، وهي جوليا، العام الماضي، ولكن ظلت فترة حملها بعيدة عن الأضواء الإعلامية ووسائل الإعلام، وكان ذلك بمثابة عودة واضحة إلى الشكل التقليدي للرئاسة الفرنسية.
وعلى الرغم من الإنجازات التي حققها وهو في منصبه، عانى ساركوزي انخفاضا كبيرا في شعبيته، حيث كشفت إحدى استطلاعات الرأي الحديثة الصادرة عن مؤسسة "أيفوب" الفرنسية أن 64 في المئة من المشاركين في الاستطلاع عبروا عن عدم رضاهم بساركوزي كرئيس، بينما عير 36 في المئة عن رضاهم تجاهه.
BBC