كنت جالسا في البيت وانا في الصف الرابع الابتدائي ؛ سمعت صرخات اذابت قلبي حين ولادة اخي الصغير
وفي النهاية ؛ جاء المولود الى الدنيا؛
ولكن مرضت اُمي ؛ وبقيت في مرضها سنة كاملة ؛ الى ان توفيت رحمة الله عليها ودفنت في صحن امير المؤمنين عليه السلام بين باب القبلة للصحن الشريف وباب الحرم المبارك ؛بعد ما عانت من آلام المرض والفقر اللهيبين القاسيين.
وبقيت يتيما؛ولي قلب صغير لا أعي من مستقبلي شيئا , ولا ادري كيف ستكون لي الدنيا وهي خالية من اُمي ؛
كنت اشعر بان قلبي عطشان لشربة من حنان الام
وكلما رأيت طفلا يساير امه ؛ لم املك زمام عيني بل صوبت نظراتي البريئة نحوهما وابدء بالدعاء للام فاقول:
يارب انا حرمت من مسايرة أمي فلا تحرم هذا الغافل عن نعمة الام من مسايرة اغصان الحنان التي تحتضنه ؛ واحفظها له .
كم هو عذب ان يمشي الانسان مع امه؟!
وكم جميل حينما يكون في المدرسة يرتع ويلعب لانه يأمل ان يعود للبيت وأحضان امه الدافئة بالحنان والود تنتظره
نعم ؛ وكلما شعر بوخزة من ألم الجوع تذكر ان امه وهي تنتظره على المائدة الشهية ؛ فيزداد فرحا واملا ؛
وانا اليتيم من ينتظرني؟؟
ومن يسلي احشائي المكلومة من جراح الجوع وفقدان منبع الحب والشفقة ؟؟؟
فابدء بالدعاء لكل اُمٍ في الوجود!!
اللهم احفظ كل ام في هذه الدنيا ؛ لان وجودها يسلي حتى اليتيم المحروم منها ؛ حيث يطمئن ان في الوجود أمّا ؛ فوجودها وان لم تكن امي يبعث الامل في قلبي....
ثم اعود فاناجي الطفل مرّة اخرى فاقول له :
حبيبي الصغير
آه — آه --
لو تعلم ما في قلبي من الصرخات والآلآم من فقدان امي ؛ لمتّ خوفا لفقدانها منك!!
اتمنى لو كانت امّي لكنت احملها على عنقي..
لا -- لا -- اخشى ان تسقط امي !
بل احوك لها من رموش عيني سجادة موردة وافرشها على قلبي ؛
آه --
وهذا الطفل غافل عن اُمه !!
يا طفل كيف لا تلتفت ان لك أمّا ؟
كنت هكذا كلما سرت في الطرقات وهذه تاملاتي التي تبكي على قلبي.
وفي كل ليلة حينما
أنام ؛افكر:
ان استيقظت فمن سينتظرني؟؟
ومن يهمه امري بقيت نائما ام استيقضت؟
لا اعلم عزيزي القارئ هل تقبّل يدي امك؟
افكر لوكان لي ام ؛
لكنت في كل ليلة اقبل اقدامها التي مشت بها طول النهار لخدمتي واحتضاني .
ارجوك لاحظ حروفها التي صاغها الرحمن للام ؛ كلمة الأم تجمع لك الشفتين حينما تنطق بها وكأنها تحتضنك باضلاعها.
سبحان الله نحن نغفل عن نعمة وجود الله فكيف لا نغفل عن نعمة وجود الام؟
هي قصة حقيقه نقلها احدهم