العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..والعقول المتفتحة
تناقش الأحداث..والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس
معجزة بدينارين و350 فلس. كانت البنت صغيرة ما تجاوز عمرها الست سنوات تلعب بلعبتها بالغرفة المشتركة اللي ينامون فيها أمها وأبوها وأخوها الصغير اللي كله نايم وقليل ما يقعد أو يلعب.. هالغرفة اللي بابها يوصل للصالة اللي قاعد فيها الأب يتكلم مع الأم بصوت خفيف ولكنه يوصل لمسمع البنت..البيت اللي يسكنونه حاليا صغير.. عكس بيتهم قبل الكبير اللي كانت البنت تنام فيه بغرفة لحالها ولها ألعابها وخصوصياتها وما كانت تسمع سوالف أمها وأبوها إلا بالصدفة وكان صراخ وبجي أخوها يرن بالبيت ولكن مثل ما يقولون دوام الحال من المحال.. المهم لأول مرة البنت تركز على الكلام اللي تسمعه من أبوها وأمها فكان الأب يقول للأم بصوت فيه حرحشة وبجي فقال لها: والله يا مرة مدري شسوي بعنا كل شي، البيت، السيارة وتسلفت من معارفي وكل واحد رضا يسلفني، ولكن تكاليف العلاج وايد لازم يسوون العملية له ولا ماله أمل يعيش طبيعي. إذا ربنا ما اخذ أمانته وبحالتنا هذه ما أعتقد له أمل.. فترد عليه الأم وهي تبجي.. ليش صارت حالتنا جذيه يا ربي أنت الوحيد القادر على شفاء ولدي.. الزوج: الله كريم فتقول الأم: حنا نحتاج لمعجزة عشان يطيب ولدي ويعيش ولكن من وين لنا هالمعجزة.. والبنت تسمع.. وفجأة قامت البنت وراحت لكرتون فيه شوي من أغراضها وطلعت الأغراض من الكرتون وبينهم علبة صغيرة فتحتها وطلعت منها خردة وجم ربع دينار مصفط وعدتهم وإلا هم دينارين و350 فلس فخلتهم بالعلبة وشالتها وفتحت الباب شوي شوي وشافت أبوها يحضن أمها وهم غير منتبهين لها فمشت للباب وطلعت للسكة وراحت للصيدلية اللي بالعمارة الثانية القريبة منهم ودخلت ولكن الصيدلي ما انتبه لها لأنه كان واقف يرحب بشخص ويسولف معاه قربت البنت يمهم ولكن هم مندمجين فحاولت تناديه لتلفت انتباهه ولكنه مو معبرها إلا لما طقت بالعلبة اللي بيدها على الزجاج فخانقها وقال لها أش تبين ما تشوفيني أتكلم مع صديقي؟فطلعت الفلوس من العلبة وحطتها جدامه.. وقالت أبي تعطيني معجزة.. فالتفت لها الصيدلي وقال لها ومن قال لج أنا أبيع معجزات يالله روحي.. فخافت، ولكن الثاني حط أيده على جتفها وقال لها بعد ما انحنى لها: يا حلوة أنتي ليش تبين معجزة؟.. فقالت: اخوي عنده مشكلة برأسه وأمي تقول هو محتاج معجزة قول لي بجم تبيعون المعجزة أبيها لأخوي.. فقال لها بنيتي ممكن توديني لمكان اخوج.. وراح الرجل معاها وطلع طبيب جراح بالمخ وعرض على أهلها يسوي العملية للولد مجانا ونجحت العملية وبعد أشهر كانت البنت الصغيرة تلعب مع أخوها بعد ما الله كتب له الشفاء بالصالة في بيتهم الجديد.. فطالعتها الأم وقالت جم كلفتنا هالمعجزة يا حبيبتي.. فقالت البنت فلوس حصالتي دينارين و350 فلس.وأزيدهم بإيمان هالطفلة وبراءة الطفولة..اللي اختفت هالأيام لان اطفال هالأيام ثلاث سنوات يعرفون المكياج ويروحون الصالونات مع امهاتهم وو.. ومو باقي الا يزوجونهم.. والله يستر على الجميع؟
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناجاة الصابرين
