الوُجُوهُ المُحتَرقَةُ
لَمْ تَعدْ تُصَافحُنِي فِي المَسَاء
مَاذَا لَوْ انتَظَرْتُ لَحْظَةً تُوشِي بِالفَرَاغ الصَارِخ
كنْتُ وَحْدي أهَيّىءُ ابْتِسَامَاتِي
لِلمَاريْن حَولِ أراجِيح النَار...
..و أنا لَمْ أركضْ خَلْفَ أصَواتِهم
و لمْ أنْثرْ لَهَم أكَاذيْبي
لَديهمْ كُلّ شَيءٍ ,
فِي أغْوَار الظُلمَةِ ضِيَاءٌ مُنْفَرد
لَمْ تُدْركهُ العُيُون الشَاحبَة
لِلموتِ أنْشُودَة مِنْ مَرْمَر أسْوَد
قَالَ شِاعرٌ
و هَو يَغرِسُ فِي لَحْمِه بُرْتقَالةً فَاسدَة
يَدسُّ بيْنَ فَخْذَيْه جَمْرةَ العِبَارَة
كُلّ شَيءٍ مَا زالَ كَمَا كَان
المَوْتى أحْيَاء فِي صَيْرُورَة النَّصِ
لَمْ يَنْتَبهُوا بَعْد
مِنْ نُّعَاس الأرْضِ الجَافَّة
لَمْ يَتَغيَّر مِنْ طَعْم فَاكِهَة المَلَل
لَونٌ أو مَعْنى...
مَتى سَأخْلعُ منْ ظِلّ البُرودَة
حَرارَةَ المَعنى
لَمْ يَكنْ لِلخَجَلِ غُمُوض الاصْفِرَار
و لا أنَا نَضَدّتُ بِلّورَاتِ العُمْر المَاضي
خَبّأتُ زَهْرَتَينِ تَحتَ عُشْب الحُلم
في عُيُونِ الغَمَامِ يَتَأرجَحُ رَمَادُ الشَجَن
بَيْنَ المُوسيقَى وَ اْنتِحَاب القَمَر..
هَا أنَا الذِي أكرهُنِي
شَاحِبٌ كَمِـرْآة عَذْرَاء
لاَ شَيءَ يَجْعَلُنِي أدْخُل مِنْ جُرْح الفَرَح,
وَردُ النَافِذَةِ أحْمَر كَمَا هُو
يَذَكّرُنِي بِالغِيَابِ المُنْتَظر فِي خَريْفِ العُمْر...
_________
لطفي العبيدي