من الأهل من يختار النمط المتشدّد والحمائي لتربية أطفاله ومنهم من يختار نمط التدليل إلى حدّ إفساد صغاره، ومنهم من يعتمد أسلوباً تربوياً مغايراً، قوامه: التسلّط والتربية الانضباطية. وفي أي حالة من الحالات الثلاث، يحدث الخطأ وتسير الأمور بعكس التوقعات، وعندئذٍ يكون امتعاض ونفور وشكاوى..
ولكن هل من أسباب أخرى تدفع ببعض الأهل إلى النفور من مهمة تربية الأطفال والتذمّر منها حتى درجة الكره؟ نعم يوجد. وفيما يلي لمحة سريعة عنها:
حجم المسؤوليات
تنطوي تربية الأطفال على الكثير من المسؤوليات، منها ما له علاقة بصحة الأطفال ومنها ما يتعلّق بغذائهم وتثقيفهم وتعليمهم السلوكيات الحسنة والانضباط،
إلخ. ومسيرة تربية الأطفال طويلة وشاقة، وقد يكون من الصعب على بعض الأهل تحمّل أثقالها فينتهي بهم الأمر بكره واقعهم كأباء وأمهات.
العمل والعمل ثم العمل
يترتّب على الأهل جراء تربية الأطفال عملٌ كثير. وهذا واقع لا يمكن النقاش حوله ولكنّ البعض قد يتحجّج به ليقول في الأمومة والأبوّة مهمتمين شاقتين
(والأرجح لأنه يقوم بهما كواجب يخلو من المحبة من الحنان).
تورّط الأطفال في المتاعب
من الطّبيعي أن يتورّط الأطفال بالمتاعب، فالله لم يخلقهم صغاراً يتصرفون بحكمة وانضباط الكبار. ومن الطّبيعي أيضاً أن يستغرقوا وقتاً طويلاً قبل أن يتعلّموا
أصول التصرف. وهذا ما يمكن أن يدفع ببعض الأهل إلى كره تربية الأطفال وترك المسألة لطرف ثالث أي المدرسة.
عناد الأطفال
من الشائع جداً أن يتصرّف الأطفال بعناد ويُصرّوا على القيام ببعض الأمور على هواهم. وفي مقابل هذه التصرفات، سيكون على الأهل أن يتحلّوا بالصبر
الكافي للتعامل معهم بدلاً من الصراخ عليهم والشكوى من واقعهم "المذري" كأهل.