أصبحت شركة “آي بي إم” IBM جاهزة لاعتماد الضوء في نقل البيانات لمسافات طويلة بين أجهزة الحاسوب مع رقاقة جديدة يمكن أن تعلن نهاية الأسلاك الكهربائية التي تعاني من كونها أبطأ من حيث سرعة النقل.
وبعد عَقد من البحث، طورت آي بي إم رقاقة من الضوئيات السيليكونية قادرة على نقل البيانات بسرعة إجمالية تبلغ 100 جيجابت في الثانية. وفي الاختبارات، تمكنت الرقاقة من نقل البيانات باستخدام نبضات من الضوء على مسافة كيلومترين.
ويمتاز الضوء بقدرته على نقل البيانات على نحو أسرع من أسلاك النحاس، التي تُستخدم في مراكز البيانات لربط خوادم التخزين والتشبيك.
ويُأمل أن تساعد رقاقة الضوئيات السيليكونية في تقديم ألياف بصرية عالية النطاق في الأجيال المستقبلية من الحواسيب الخارقة والخوادم، خاصة مع الكميات الهائلة من البيانات التي تنتقل بين مصادر الحوسبة.
وقال ويلفريد هانش، مدير مجموعة الضوئيات السيليكونية لدى آي بي إم، إن الشركة تطور هذه التقنية بقصد الدفع بها في مراكز البيانات، ولن تُستخدم في الحواسيب الشخصية أو الأجهزة المحمولة في أي وقت قريب.
ويمكن لتقنية الضوئيات السيليكونية أيضا إحداث تغيير جذري في الطريقة التي يجري بها تنفيذ الخوادم في مراكز البيانات عن طريق فصل وحدات المعالجة، والذاكرة، والتخزين، في صناديق منفصلة. ويمكن أن يساعد التصميم في تشغيل التطبيقات على نحو أسرع وخفض التكاليف عن طريق دمج المراوح وإمدادات الطاقة.
وهناك أيضا طلب لمزيد من القدرة الحاسوبية في الخوادم التي تقوم بتطبيقات معقدة، مثل التحليلات، وتعلم الآلة، والبيانات الكبيرة. ويرى ريتشارد دوهرتي، مدير الأبحاث في “إنفيجينيرينج جروب” Envisioneering Group أن الاتصالات البصرية يمكن أن تساعد العشرات من المعالجات على التواصل ضمن الخادم، مما يُسهل تفريق العمليات على موارد متعددة.
وأضاف دوهرتي أن الاتصالات البصرية يمكن أن تجعل الخوادم مثل الكثير من محركات أقراص التخزين، التي يمكن بسهولة تبديلها اعتمادا على احتياجات المعالجة في مراكز البيانات.
يُذكر أن الضوء قيد الاستخدام بالفعل لنقل البيانات لمسافات طويلة عبر شبكات الاتصالات، لكن هذه التقنية يمكن أن تكون مكلفة. وتتوفر الكابلات البصرية في أسلاك “ثندر بولت” Thunderbolt، التي تُستخدم في أجهزة ماكينتوش وأجهزة الحاسوب الشخصي لنقل البيانات عالية السرعة مع الأجهزة الطرفية الخارجية أيضا.
وقال هانش إن الغرض من تقنية الضوئيات السيليكونية الخاصة بشركة آي بي إم نقل البيانات لمسافات أقصر، وهي أرخص من التقنية البصرية المستخدمة في شبكات الاتصالات.
وليست آي بي إم الأولى في تطوير رقائق من الضوئيات السيليكونية لمراكز البيانات، فقد سبقتها شركة إنتل في ذلك، لكنها لم تتمكن من شحنها في الوقت المحدد، كما أن تقنية الأولى تمتاز بأنها أكثر ديمومة وأقل تعقيدا من تقنية إنتل، وفقا لدوهرتي.
منقول