مثل كل يوم، استيقظ في ساعة مبكرة، ارتدى ملابسه، حمل حقيبته واتجه إلى مدرسته من دون أن يدري أن اليوم سيكون ذهاباً بلا عودة، بعدما قرر مدرّسه كتابة السطر الأخير في حياته عقاباً له على عدم أداء الواجب المدرسي، ليرحل تاركاً الحسرة في قلوب الجميع، خصوصاً والديه اللذين تمنيا لو حُرم ابنهما من التعليم بدلاً من أن يُحرم من الحياة.إسلام شريف جمال، هو اسم أشهر تلميذ في مصر الآن، فالمسكين لم يتجاوز عامه الثاني عشر، حلمه في غد أفضل ضاع على يد مدرس بلا قلب انتُزعت الرحمة منه، وهوى على جسده النحيل بعصا غليظة صنعت المشهد الأخير في حياته، وسط مراوغات لجأت إليها إدارة المدرسة للتستر على المعلم القاتل وإضاعة حق هذا الطفل البريء، الذي لو كان يعلم ما سيحدث له لما ذهب إلى مدرسته في ذلك اليوم.نسوة اتشحن بالسواد إجباراً، ورجال ذرفت أعينهم الدموع قهراً على صغير كان أول فرحتهم في الحياة... مشهد أحال مستشفى قصر العيني الشهير في القاهرة إلى سرادق عزاء، قبل صدور قرار النائب العام بالتصريح بدفن الصغير عقب ورود تقرير الطب الشرعي، مشيراً إلى أن الوفاة وقعت نتيجة ضربة قوية تلقاها المسكين على رأسه مع صفعة قوية على الوجه أحدثت نزيفاً حاداً في المخ أفقده الوعي ليدخل في غيبوبة انتهت بالوفاة.