وطن الجراح
هاجت إليك مشاعري منذ صغري
فيا وطني سنين البعد تؤذيني
فهل للغريب ملاذ كي ألوذ به
فغيرك يا وطني لا حضن يأويني
وهل للصغير عقاب كي أجاز به
قدري ألومك في ديار الغرب ترميني
ذبلت شفتاي منذ البعد فيا ترى
هل ترجع الأيام كي ترويني
كبرت على عطش وزاد بي الظمأ
من نبع دجلة ارتوي فأعطيني
((حييت سفحك عن بعد فحييني
يا دجلة الخير يا أم ألبساتيني
حييت سفحك ظمأنا الو ذبه
لوذ الحمام بين الماء والطيني))
في بغداد الخير عش كان له أبي
وأمي تحيك العش كي تخفيني
امشي واضحك في هجر مكابرة
وبالقلب نبل وطعنات فتدميني
غريب وفي القلب اشتياق لتربة
أزار وددت لو كانت تغطيني
وطن تزاحمت الجراح ببابه
والجار يشهر أرماحا وسكيني
هاجت إليك مشاعري بآهات
ودمع حائر فالعين تبكيني
أشم ترابك كانت ذي أمنيتي
وان مت فترابك تغسيلي وتكفيني .