معرض أبوظبي الدولي للكتاب يكمل مسيرة ربع قرن
في دورة هذا العام يكمل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، إحدى أعرق الفعاليات الثقافية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، مسيرة ربع قرن من العطاء.
بات المعرض في السنوات الأخيرة منبرا أساسيا في عالم الكتاب بعرضه أكثر من نصف مليون عنوان سنويا، ما حول مدينة أبوظبي إلى مركز رئيسي لتجارة الكتب العربية وموئلا للناشرين والموزعين في العالم العربي ودول المنطقة.
حظي المعرض هذا العام بمشاركة عربية ودولية واسعة مستضيفا نحو ألف ومئتي دار نشر من 63 دولة، وبلغ عدد الناشرين الجدد 130، فيما يشارك أكثر من 600 من رجال الثقافة في برنامج غني يطرح موضوعات متنوعة تتعلق بالمشهد الثقافي العربي والعالمي.
الدكتور سعيد حمدان مدير عام جائزة الشيخ زايد للكتاب وفي لقاء خاص مع قناة RT قال إن الدورة الـ25 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب تميزت بحجم التنوع الكبير لدور النشر العربية العالمية من عدة دول على رأسها ألمانيا وروسيا وبريطانيا وإسبانيا، إضافة إلى آيسلندا التي حلت ضيف شرف على المعرض حيث يلقى الضوء على إنتاجها الأدبي عبر جلسات حوارية بمشاركة كتاب وشعراء وأكاديميين مرموقين من هذا البلد، وتعرض أهم الإصدارات الأدبية والعلمية في جناح خاص يشارك به أهم الناشرين في آيسلندا.
وأضاف حمدان أن تنوع الثقافات من مختلف دول العالم يغني المعرض مشيرا إلى أنه تم في الدورة الماضية لجائزة الشيخ زايد في فرع الثقافة العربية اختيار اللغتين الروسية والإيطالية، حيث شهد المعرض نشاطا ثقافيا روسيا مميزا. كما أكد على أن أبواب المعرض مفتوحة دائما لدور النشر الروسية. حمدان أشار الى أن الأدب الروسي القديم خاصة لا يزال يلقى اهتماما كبيرا من قبل القارئ والمثقف العربي، لافتا في الوقت ذاته الى التقصير النوعي للجيل الجديد من المثقفين العرب والروس داعيا إلى زيادة النشاط الثقافي بغية التعرف على الجيل الجديد من الكتاب والمفكرين والأدباء الروس والتقارب الثقافي من خلال معارض الكتاب والندوات الثقافية المشتركة.
جائزة الشيخ زايد للكتاب
وفيما يتعلق بجائزة الشيخ زايد للكتاب والتي تبلغ قيمتها الإجمالية نحو مليوني دولار أمريكي أكد حمدان بأن "جائزة الشيخ زايد هي الأعلى من حيث القيمة عربيا وتعتبر كذلك عالية في قيمتها ورمزيتها إذ باتت تتمتع بطابع دولي، وهو ما يعكس عدد المشاركات من مختلف دول العالم في هذه الدورة والتي بلغت 1500 مشاركة"، أما رمزيتها فتكتسبها من اسمها فالجائزة تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات والذي يعتبر رمزا له قدر كبير محليا وإقليميا وعالميا بتحقيقه للعديد من الإنجازات من خلال المبادئ التي آمن بها".
يشار إلأى أن الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبوظبي كرم هذا العام كلا من الكاتب والصحفي الفلسطيني أسامة العيسة بجائزة "الآداب" عن روايته "مجانين بيت لحم"، والبرفيسور الياباني هاناوا هاروو بجائزة "الترجمة" عن ترجمة ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، والمؤرخ والكاتب الياباني سوغيتا هايدياكي بجائزة "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" عن كتابه "تأثير الليالي العربية في الثقافة اليابانية"، في حين فازت الدار العربية للعلوم "ناشرون" اللبنانية بجائزة "النشر والتقنيات الثقافية". كما تم تسليم جائزة العام الثقافية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، وذلك عن إنجازاته البارزة في حقول التنمية الثقافية والريادة الفكرية.
ويحتفي المعرض هذا العام بيوبيله الفضي من خلال شخصية المعرض المحورية، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الاتحاد، حيث يخصص له جناح يوثق لحياته وإنجازاته ومواقفه بالصور النادرة والأفلام الوثائقية، ويناقش عدد من الذين عاصروا الشيخ زايد فكره في بناء الدولة والعلاقات الخارجية وتأسيس الإعلام في جلسات حوارية مفتوحة طوال أيام المعرض.
دبي: أيهم القاضي