يعيش الارجنتيني ليونيل ميسي، نجم فريق برشلونة، متصدر الدوري الاسباني لكرة القدم، ايام زاهية بعد تألقه الاخير امام بايرن ميونيخ الالماني في ذهاب نصف نهائي دوري ابطال اوروبا.
لم تكن عودة الارجنتيني عبر بوابة الفريق البافاري، بل منذ بداية العام الجديد وهو يظهر بوجه جديد لعدة اسباب جعتلنا نعود لنرى افضل نسخة للحائز على 4 كرات ذهبية.
ونشرت الصحافية ارجنتينية فيرونيكا بروناتي والمقربة من نجم برشلونة، مقال توضح فيه في صحيفة (لا ناسيون) الارجنتينية الاسباب التي جعلت ميسي يعود من جديد، واعاد نجم البلوجرانا ترتيب اموره الشخصية وهي واحدة من ابرز الاسباب في هذا التحول.
الصحافية الارجنتينية اوضحت ان ميسي قبل 10 اسابيع كان قلقا للغاية بسبب إبنه، إذ قال لمقربيه: "تياغو (ابنه) لا يريد الذهاب من المدرسة، حينما اذهب لآخذه في فترة الظهيرة، يحتج لأنه يريد البقاء".
النجم الارجتنيني كانت لديه مشاعر مختلطة، من ناحية مطمئن لانه يعلم ان ابنه سعيد حتى عندما لا يكون في رعايته هو وامه، ومن جهة اخرى، بدأ يلاحظ انه فقط مع سن ال 3، إبنه اصبح لا يعتمد على والديه، ويقول ميسي: "انه يحب ان يبقى مع اصدقائه، ويستمتع بوقته معهم".
وخلال شهر شباط/ فبراير الماضي، علم ميسي ان رفيقته حامل بطفلها الثاني، لكنه انتظر حتى اواخر نيسان/ ابريل الماضي للاعلان عن ذلك، ومرة اخرى شعر بقلق عن تكرار نفس الشيء مع إبنه بنيامين، وقال لزملائه في الفريق: "هنا في برشلونة ليس مثل الارجنتين، نحن في الارجنتين الاطفال يبدأون بالذهاب إلى المدرسة في سن الرابعة".
وكان رد زملائه: "تياغو لا زال صغير، ليو في بلادك يبدأون الآن بالذهاب للمدرسة في سن مبكر لأن الآباء والأمهات يعملون، نفس الشيء هنا في برشلونة".
واكد نفس المصدر، ان ميسي بدأ يتغير مع مرور الوقت، حيث اصبح يتخذ القرارات بنفسه حول إبنه مع تخوف كبير في ان يخطئ، ولكن هذه المخاوف تساعده للنضج، وأيضا خيبات الآمل في حياته المهنية، مثل الخسارة في نهائي كأس العالم بالبرازيل.
وبدأ ميسي يطرح سؤال لمقربيه: "ماذا يجب علي ان افعل لاعود افضل لاعب في العالم؟"، ولكن شخص واحد كانت له الإجابة الصحيحة وهو جيوليانو بوزير، أخصائي التغذية والذي إستعان بخدماته النجم الارجنتيني حتى انه يسافر إلى فينيزيا بإيطاليا للإلتقاء به، ورد عليه جيوليانو بوزير: "يجب عليك تحسين عاداتك".
وليست المرة الاولى التي يغير فيها ميسي نظامه الغذائي، إذ مع وصول بيب غوارديولا في عام 2008، نصحه الاخير بترك جانبا المشروبات الغازية، والآيس كريم والحلوى.. وبعد مرور سن سنوات عاد مرة اخرى لتغيير نظامه الغذائي واعطى مفعوله إذ انه فقد 5 كيلوغرامات في أقل من 9 أشهر واصبح اكثر قوة، سريع ورشيق.
وكان ميسي قد تدهورت علاقته مع خوانخو براو اخصائي في العلاج الطبيعي والتأهيل البدني، وحاليا اصبح الارجنتيني يستفيد من خدمات رفائيل بول، وهو أخصائي العلاج الطبيعي الخاص للجهاز الفني للويس انريكي مدرب البلوجرانا.
ولم يعد ميسي كما كان من ناحية السرعة مع الكرة، ولكن جسمه اصبحت لديه مرونة عداء، ويعتبر برشلونة الحالي عبارة عن عدائين ويأتي الفضل الكبير لذلك للمدرب لويس إنريكي والذي إستعان باستراتيجية ليكون لاعبوه في افضل حال لمواجهة نهاية الموسم.
وتشير نفس الصحافية، ان ميسي لم يعد يشعر بالخوف من الاصابات، وعاد ليشعر بالثقة مع نفسه، وايضا الارقام القياسية التي يحطمها تساعده ذهنيا، إذ هذا الموسم سجل 53 هدفا: 40 في الدوري الاسباني، و8 في دوري ابطال اوروبا، و5 في كأس ملك إسبانيا.. ونضيف إلى ذلك تمريراته الحاسمة (26): 18 في الدوري الاسباني و4 في دوري ابطال اوروبا و4 في كأس ملك إسبانيا.
ومن بين التغييرات التي تلفت النظر في ميسي هو تغيري دوره في الملعب إذ اصبح يتحرك في كل ارجاء الملعب ومع حرية، وهو بنفسه يختار الوقت الذي يدخل فيه الى منطقة الجزاء أو ليساعد زملائه في خط الوسط، ويقول تشافي هيرنانديز في حوار مع صحيفة (لا ناسيون) الارجنتينية ما اذا كان ميسي قادرا على اللعب في خط الوسط: "ليو بإمكانه اللعب في اي مركز يرغب في اللعب فيه، وسيقدم اداء افضل منا، وذلك جزء من عبقريته، ولديه قدرة خارقة على قراءة المباراة.. من الصعب نتصور ما هو المركز الذي سينهي فيه مسيرته، ولكن اعقتد انه قرب المرمى".
وفي الاخير، فإن علاقته مع زملائه في خط الهجوم الاوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار مثالية، ويعود الفضل في ذلك للارجنتيني خافيير ماسكيرانو، وكان من الصعب على ميسي ان تكون له علاقة مماثلة في الماضي مع الكاميروني صامويل إيتو والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش.
المصدر