بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الإنسان مفطور على حبِّ الذّات، وبسبب هذا الحبّ يرى الإنسان أعماله الصغيرة كبيرة، ويرى نفسه من الصالحين ومن خاصّة الله، ومستحقّاً للمدح والثناء على تلك الأعمال الزهيدة والتافهة، وفي بعض الأحيان تلوح لنظره قبائح أعماله حسنة، فيما لا يعير أعمال غيره ممّن هم أفضل منه أيّ أهمّية، بل يصف أعمال الصالحين بالقبح.
وبسبب حبّه لنفسه هذا يرى أنّ الله مدين له وأنّه يستوجب منه الرحمة - بسبب تلك الأعمال الزهيدة المصحوبة بآلاف الشوائب المبعدة عن الله تعالى-، فجميع الأخطاء والمعاصي الإنسانية والرذائل الأخلاقية أساسها حبُّ النفس.
عن الإمام الصادق عليه السلام:
"إنّ الله علم أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلى مؤمناً بذنب أبداً".
إنّ العجب من الموبقات والمهلكات وقد ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليه السلام:
"من دخله العجب هلك".
عندما يعلن رسول الله محمّد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً:
"ما عرفناك حقّ معرفتك وما عبدناك حقّ عبادتك".فماذا سيكون حال سائر الناس؟ نعم إنّهم عليهم السلام العارفون بفقرهم وبغناه تعالى، فلو قضوا جميع أعمارهم بالعبادة والطاعة والتحميد والتسبيح، لما أدّوا شكر نعم الله، أيّ كمال يملكه الفقير بنفسه؟ وأيّ جمال لم يأخذه من ربّه؟ وأيّ قدرة يمتلكها لكي يتاجر بها؟ ï´؟مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن وأنذر الصدّيقين. قال: كيف أبشّر المذنبين وأنذر الصدّيقين؟ قال: يا داود بشّر المذنبين أنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب وأنذر الصدّيقين أن لا يعجبوا بأعمالهم فإنّه ليس عبد أُنصبه للحساب إلّا هلك"
لأنّه مستحقّ للعذاب وفق العدالة. فإنّ ثواب عبادات العبد لا تعادل شكر واحدة من نعمائه.فإذا كان هذا حال الصدّيقين وهم المطهّرون من الذنب والمعصية! فماذا نقول نحن؟هذا كلّه إذا كان عملنا خالصاً من الرياء الدنيوي والمعاصي والموبقات، وقلّما تخلو الأعمال وتخلص من الرياء والنفاق!