الجانب المظلم من سد هوفر
كثيرًا ما يوصف بأنه أعظم الإنجازات للإبداع الأمريكي، إنه سد هوفر، يقع في الوادي الأسود لنهر كولورادو، على الحدود بين أريزونا ونيفادا، بالولايات المتحدة. سد هوفر سد كبير، بُني في الثلاثينيات. لا يزال هذا البناء الضخم يزود 8 ملايين شخص بالمياه والكهرباء للمدن في ثلاث ولايات مختلفة. كما أنه يجذب سنويًا حوالي مليون سائح.لكن كل هذا المجد والفخر كان بثمن باهظ. فقد فَقَدَ 112 شخصًا روحه أثناء عمليات البناء. وعلى الرغم من أنه اليوم يعتبر واحدًا من أعظم إنجازات بل انتصارات الولايات المتحدة لا بد وأن نتوقف على بداياته التي كانت كتجربة. وأصعب ما في الأمر أن هذا السد الخرساني لم يسبق بناء مثيل له، كما أن التقنيات المقترحة لبنائه كانت مجرد مقترحات نظرية في أحسن الأحوال.
ووقع عدد كبير من القتلى بين صفوف العمال، ذلك لأنه لم يكن مطلوبًا منهم ارتداء الخوذات. وما كان مؤسفًا سقوط الحطام والقطع المتناثرة لمئات الأمتار عليهم يوميًا. وكان على العمال اختيار أمرين: إما تعلم تفادي الحطام، أو الموت! فكان البعض منهم يضع القار على القبعات لحماية رؤوسهم.ويقال أن أعداد القتلى من العمال أعلى بكثير من إحصاءات الحكومة الأمريكية، إذا أُحصيت الوفيات الناجمة عن التسمم بأول أكسيد الكربون. والأمر المؤسف، أنه كان يتم إخبار الناس أن العمال توفوا نتيجة الالتهاب الرئوي، على الرغم من عدم وجود أي أعراض في المنطقة. وقد كانت هناك شائعات متداولة أن جثث العمال ربما تكون قد دُفنت داخل خرسانة السد.
ويعد سد هوفر من أكثر الأماكن شعبية للانتحار، فقد يعتقد المقبل على الانتحار أن السقوط عبر السد أسهل من السقوط على الأرض، لكن الحقيقة هو أنه سيصطدم بالجدار الخرساني قبل أن يصل إلى القاع! وعلى الرغم من كل ما سبق فإن ذلك لا يقلل من أهمية سد هوفر وضخامة بنائه، لكن من الجيد أن تعرف الجانب المظلم له حين تمر بجانبه!
الحائط التي يصطدم بها المنتحرون
منقول