الصلاة كما ورد في الحديث النّبوي الشريف "عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها، واِن رُدّت ردّ ما سواها". إِنّها مواعيد لقاءات محدّدة ثابتة بين الخالق ومخلوقه، رسم الله سبحانه وتعالى أوقاتها السعيدة، وطرائقها، وصورها وكيفيّاتها لعباده. تقف خلالها بين يديه، متوجهاً إِليه بعقلك وقلبك وجوارحك، تحادثه وتناجيه، فيسكب عليك خلال تلك المناجاة صفاءً ذهنياً ونفسياً رائعاً، وشفافية روحيّة تسبح خلالها بطيب المشافهة، وتنعم معها بدفء وعذوبة ووله وسعادة ولذّة الوصال والتلاقي. وطبيعي أن تعتريك تلك الرهبة المحبّبة وأنت تقف بين يدي خالقك العظيم.. الرحيم بك، الرؤوف بحالك، السميع البصير.

والصلاة إبراز حسّي ظاهري لحاجة داخلية متأصلة في النفس، هي الانتماء لله عزّ وجل والارتباط بالخالق المكوّن، المسيطر، المالك المهيمن. فحين تقول: (الله اكبر) مبتدئاً صلاتك فاِنّ مثل المادة وأنظمتها ونماذجها وأنماطها وزخارفها ستتضاءل في نفسك وربّما تضمحل لأَنّك واقف بين يدي خالق الكون، المسيطر على مادته المسخر لها وفق مشيئته، فهو أكبر من كل شيء وبيده كل شيء.
‏فحين تقول ـ وأنت تقرأ سورة الحمد: (إِيّاك نعبد وإِيّاك نستعين)، فأنت تغسل نفسك وجسدك من كلِّ أثر للاستعانة بغير الله القادر الحكيم أيّاً كان.


الصلوات واجبة ومستحبة
هناك صلوات واجبة وأخرى مستحبّة.

الصلوات الواجبة هي الصلوات التي نؤدّيها كل يوم وهي: صلاة الصبح وعدد ركعاتها إثنتان، والظهر وعدد ركعاتها أربع، والعصر وعدد ركعاتها أربع، والمغرب وعدد ركعاتها ثلاث، والعشاء وعدد ركعاتها أربع.
وهناك صلوات واجبة أخرى غيرها منها:‏
- صلاة الآيات.

- صلاة الطواف الواجب في العمرة والحج.

مقدمات الصلاة اليومية
للصلوات اليومّية مقدّمات خمساً هي:‏
- وقت الصلاة.
- القبلة.
- مكان الصلاة.
- لباس المصلي.
- الطهارة في الصلاة.
وينبغي إن لا يتوهم إن هذه المقدّمات لا يجب توفّرها في غير الصلاة اليومية -من الصلوات الواجبة والمستحبة- بل يجب توفر ما عدا الشرط الأول فيها على تفصيل.


وقت الصلاة:

لكل من الصلوات اليوميّة وقت محدد لا يجوز تخطيّه، فوقت صلاة الصبح من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. ووقت صلاة الظهرين «الظهر والعصر» من زوال الشمس إلى غروبها، ويختص أوّل الوقت بصلاة الظهر وآخره بصلاة العصر بمقدار أدائهما. والزوال هو منتصف الوقت بين طلوع الشمس وغروبها.
أما وقت صلاة العشاءين «المغرب العشاء» فهو من أول المغرب إلى منتصف الليل، ويختص أول الوقت بصلاة المغرب وآخره بصلاة العشاء بمقدار أدائهما.

‏ هذا ولا تصلى المغرب إِلاّ بعد أن تزول الحمرة المشرقيّة من السماء. والحمرة المشرقية هي حمرة في السماء من جهة المشرق في الجهة المقابلة لغروب الشمس تزول بعد غروبها. ‏ومنتصف الليل هو منتصف الوقت بين غروب الشمس والفجر. اِقرأ الجمع بين الصلاتين

القبلة:

يجب استقبال القبلة عند الصلاة، والقبلة هي المكان الّذي تقع فيه الكعبة الشريفة بمكة المكرمة .

مكان المصلّي:

- يجب أن يكون مكان الصلاة مباحاً؛ ذلك أن الصلاة، لا تصح في المكان المغصوب.
- يجب أن يكون مكان السجود طاهراً غير نجس.
- ‏لا تصحّ صلاة كل من الرجل والمرأة إِذا كانا متحاذيين متجاورين وعلى مستوي واحد، أو كانت المرأة متقدّمة اِلاّ أن تفصل بين مكانها ومكانه أكثر من عشرة أذرع بذراع اليد أو يكون بينهما حائل كالجدار مثلاً.

- تستحب الصلاة في المساجد، وأفضل المساجد، المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومسجد الكوفة والمسجد الاَقصى. كما تستحب الصلاة في مشاهد الأئمة المعصومين عليهم السلام .
- من الأَفضل للمرأة أن تختار لصلاتها أكثر الأَمكنة ستراً حتى في بيتها.


لباس المصلي، وفيه شروط:‏
- أن يكون طاهراً و[غير مغصوب] على أن شرطية إباحة اللباس إنّما هي للساتر للعورة فقط، وهذا يختلف حاله بين الرجل والمرأة إذ يكفي إباحة خصوص بعض الملابس الداخلية للرجال، بينما لا يكفي ذلك في النساء لسعة دائرة ما تستره في الصلاة وهو جميع البدن عدا ما استثني.
- أن لا يكون من أجزاء الميتة التي تحلّها الحياة، كجلد الحيوان المذبوح بطريقة غير شرعية.
‏‏- أن لا يكون لباس المصلّي مصنوعاً من أجزاء السباع إذا كان بحيث يمكن ستر العورة به.
- أن لا يكون من الحرير الخالص بالنسبة للرجال، أمّا النساء فيجوز لهنّ الصلاة في الحرير الخالص.
- أن لا يكون من الذهب الخالص أو المغشوش إذا صدق عليه الذهب، دون المموه بالنسبة للرجال. ‏ولو كان خاتم يد أو حلقة الزواج، فانّه لا تصح صلاة الرجل به، كما أنّه يحرم لبس الذّهب للرجال دائماً‏‏‏ حتى في غير وقت الصلاة؟
- بقيت في لباس المصليّ ملاحظة ذات أهمّية وهي أنّه يجب على الرجل ستر عورته في الصلاة وهي القضيب والخصيتان والمخرج فقط.
‏ ويجب على المرأة ستر جميع جسدها في الصلاة بما في ذلك الشعر حتى لو كانت وحدها ولا يراها أحد عدا الوجه بالمقدار الذي لا يستره الخمار عادة مع ضربه على الجيب، والكفين إلى الزّند والقدمين إلى أوّل جزء من الساق.

الأَذان والاقامة:
وتتقدم النية وهي مستحبة استحبابا مؤكدا.
الأذان هو أن تقول:
‏الله أكبر، أربع مرات.
‏أشهد أن لا إله إلاّ الله، مرتين.
‏أشهد أنَّ محمّداً رسول الله، مرتين.
‏حيَّ على الصلاة، مرتين.
‏حيَّ على الفلاح، مرتين.
‏حيَّ على خير العمل، مرتين.
‏الله أكبر، مرتين.
‏لا إله إلاّ الله، مرتين.

والإقامة أن تقول:
الله أكبر، مرتين.
أشهد أن لا إله إلاّ الله، مرتين.
أشهد أن محمداً رسول الله، مرتين
حيَّ على الصلاة، مرتين.
حيَّ على الفلاح، مرتين.
حيَّ على خير العمل، مرتين.
قد قامت الصلاة، مرتين.
الله أكبر، مرتين.
لا إله إلاّ الله، مرة واحدة.

أما الشهادة بولاية الإِمام عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام فهي مكملة للشهادة بالرسالة ومستحبة، ولكنها ليست جزءاً من الأَذان ولا من الإقامة.
صفة الصلاة وأحكامها

أما الصلاة نفسها فهي عمل مركبّ من عدة أجزاء وواجبات، وهي:
- النيّة (واجبة وركن)
- تكبيرة الإحرام ( واجبة وركن)
- القيام (واجب وركن)
- القراءة (واجبة)
- الذكر (واجب)
- الركوع (واجب وركن)
- السجود (واجب وركن )
- التشهد والتسليم (واجبان)
مراعياً في جميعها الموالاة والترتيب.
والأركان وهي: النية، وتكبيرة الاحرام، والقيام، والركوع، والسجود قد اختصّت عن بقية الأجزاء الواجبة بخاصية بطلان الصلاة بنقيصتها عمداً أو سهواً.

النية:
أن تقصد الصلاة متعبداً بها، أي بإضافتها إلى الله تعالى إضافة تذللية.
والنية من أعمال القلب لا اللسان، ولذلك فليس لها لفظ محدّد ما دام محلّها القلب. غير أنّك إذا لم تقصد الصلاة تقرّباً وتذلّلاً إلى الله بحركاتك تلك التي تؤدّيها بطلت صلاتك.


تكبيرة الإحرام:
‏وهي أن تقول: الله أكبر وأنت واقف على قدميك مستقر في وقوفك، متوجّهاً إلى القبلة. تقولها باللغة العربية. والأَفضل أن تفصل بين تكبيرة الإحرام هذه وبداية سورة الحمد بشيء من الصمت قليل حتى لا تلتصق التكبيرة بأوّل سورة الحمد.


القراءة:
‏وتأتي بعد التكبيرة حيث تقرأ سورة الحمد وسورة كاملة أُخرى بعدها. قراءة صحيحة دون خطأ وتقرأ البسملة في أوّل كل سورة عدا سورة التوبة كما هو في المصحف.
يجب على الرجال قراءة السورتين جهراً لصلاة الصبح والمغرب والعشاء وقراءتهما بصوت خافت لصلاتي الظهر والعصر. أما‏ النساء فلا جهر عليهن.
‏أما الركعتين الثالثة والرابعة فأنت مخير بين أن تقرأ في الركعتين الثالثة والرّابعة سورة الحمد وحدها، أو أن تقرأ التسبيحات وهي أن تقول بصوت خافت :سبحان الله والحمد لله ولا اِله اِلاّ الله والله أكبر. مرّة واحدة أو ثلاث مرّات وهو أفضل.


القيام:

ومعناه واضح، لكن يجب الإشارة إلى أن القيام هو الجزء الوحيد من أجزاءِ الصلاة والّذي يحمل صفة مزدوجة، فهو قد يكون ركناً كالقيام حال تكبيرة الإِحرام والقيام قبل الركوع الذي يعبّر عنه بالقيام المتّصل بالركوع فتترتّب عليه خصائص وأحكام الركن، وقد يكون واجباً غير ركن كالقيام حال القراءة والتسبيح والقيام بعد الركوع فحينئذٍ تجري عليه أحكام الواجبات غير الرّكنية.

الركوع:
‏ ثم بعد قراءة السورتين يجب الركوع.
وهي أن تنحني حتى تصل أطراف أصابعك إلى ركبتيك، وحين يستقّر بك الرّكوع تقول:‏ ‏(سبحان ربّي العظيم وبحمده) مرة واحدة، أو تقول: (سبحان الله) ثلاثاً. أو (الله أكبّر) ثلاثاً أو (الحمد لله) ثلاثاً، أو غيرها مما هو بقدرها من الذّكر كالتهليل ثلاثاً.
‏ثم تقوم من ركوعك وتستقيم، حتى إذا استقرّ بك القيام هويتَ للسجود.


‏السجود:
‏ ويجب في كل ركعة سجدتان.
وكيفيتها أن تضع جبهتك وكفّيك وركبتيك وإبهامي قدميك على الأرض.
‏ ويشترط فيما تسجد عليه وتضع عليه جبهتك أن يكون من الأرض، أو من نباتها غير المأكول، ولا الملبوس.
فالبقول والفواكه لا يجوز السجود عليها لأنها مأكولة، والقطن والكتّان لا يجوز السجود عليهما لأنّهما ملبوسان.
‏وتسجد على التراب أو الرّمل أو الحصى أو الصخر أو الخشب أو ما لا يؤكل من أوراق الشجر.
ولا تسجد على الحنطة والشعير والقطن والصوف والقير والزجاج والبلّور. وأفضل ما تسجد عليه التراب وأفضله (التربة الحسينيّة) على مشرّفها الصلاة والسلام.
‏ولا تنس أن يكون موضع سجودك بمستوى موضع ركبتيك وإبهاميك فلا يزيد ارتفاع أحدهما عن الآخر أربع أصابع مضمومة.
وبعد أن يستقر بك السجود تقول: (سبحان ربّي الأعلى وبحمده) مرّةً واحدة، أو قل: (سبحان الله) ثلاثاً، أو (الله أكبر) ثلاثاً، أو (الحمد لله) ثلاثاً أو غيرها من الأذكار التي هي بقدرها.
ثمّ ارفع رأسك حتى تجلس مطمئناً، فاِن جلست مطمئنّاً مستقرّاً أعد الكرة، فاسجد السجدة الثانية وأقرأ بها ما تختاره مما عرفت من ذكر السجود.


‏التشهّد:
‏ويجب بعد السجدة الثانية من الرّكعة الثانية في كل صلاة، وفي الركعة الأخيرة من صلاة المغرب والظهر والعصر والعشاء.
فتقول: (اشهد أنْ لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله اللهم صلِّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ) تؤديه بصورة صحيحة وأنت جالس مطمئن في جلوسك موالياً بين أفعالك.


التسليم:
‏وهو واجب في الرّكعة الأخيرة من كلِّ صلاة، تقوله بعد التشهدّ وأنت جالس مستقر في جلوسك (السلام عليكم) والأفضل أن تضيف إليه: (ورحمة الله وبركاته) وأفضل منه ان تقول قبله: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين).
هذه هي أجزاء الصّلاة، تؤدّى متسلسلة، متوالية يلي بعضها بعضاً، ويمسك بعضها بزمام بعض، دونما فواصل بين أجزائها تخل بهيئتها ووحدتها.
أما القنوت فهو مستحب مرة واحدة في الصلوات اليومية وغيرها عدا صلاة الشفع فبعد قراءتك للسورتين من ركعتك الثانية وقبل ركوعك أرفع يديك للقنوت اذ ما أردت أن تفعل المستحب.
ويمكنك أن تتلو فيه آية قرآنية تدعو فيها الله سبحانه وتعالى بما أردت وتناجي ربّك وتدعوه بأيِّ دعاء شئت.

صلاة الجماعة:
إِذا اجتمع شخصان أو أكثر وكان أحدهما جامعاً لشرائط إمام الجماعة جاز لهم أن يقدموه ليصلّي بهم جماعة، فينالوا بذلك أجراً إضافياً .‏
وصلاة الجماعة لها ثواب عظيم خاصة خلف الرّجل العالم وكلما زاد عدد أفراد الجماعة زاد فضلها.‏
ويشترط في إمام الجماعة أن يكون بالغا، عاقلاً غير مجنون، مؤمناً، عادلاً لا يعصي ربه، صحيح القراءة، ولادته شرعيّة ، ذكراً إذا كان المأموم ذكراً.‏


كيفية صلاة الجماعة:
تختار شخصاً معيّناً جامعاً لشرائط إمام الجماعة مارّة الذكر فتقف إلى يمينه إن كنت وحدك متأخراً عنه قليلاً أو تقف خلفه إذا كنتما اثنين أو أكثر من دون أن يفصل بينك وبينه حائل كالجدار مثلاً، ومن دون أن يرتفع موضع وقوفه على موضع وقوفك أرتفاعاً غير يسير ويشترط أن لا يكون الفاصل بينك وبين إمام الجماعة أو بينك وبين المصلي الذي إلى جنبك أو قدّامك المرتبط بإمام الجماعة كثيراً.‏
ويكفي أن يرتبط المصلّي بصاحبه ولو من جهة واحدة، يكفيه أن يرتبط بمصلٍّ إمامه أو بمصلٍّ عن يمينه أو بمصلٍّ عن شماله، يكفيه أحدهم.‏
فإذا كبَّر إمام الجماعة مبتدءاً صلاته كبَّر المصلون خلفه، فإذا قرأ سورة الحمد والسورة اللاحقة لها لم يقرأ المأمومون ذلك ان تلاوته تجزي عن تلاوتهم فهو يتحملّ عنهم قراءتهم، فإذا ركع ركعوا خلفه، وإذا سجد سجدوا خلفه وإذا جلس جلسوا، والأفضل لهم أن يتشهدّوا بعد تشهدّه، وان يسلِّموا بعد تسليمه.‏
أما عن ذكر الركوع والسجود والتسبيحات في الركعتين الثالثة والرابعة فتقرأ كما تقرأ وأنت تصلّى منفرداً. أِقرأ الّذكر في الركوع والسجود والتشهّد، وردّد التسبيحات في الركعتين الثالثة والرابعة كما اعتدت وهي :
سبحان الله والحمد لله ولا اِله اِلاّ الله والله أكبر. مرّة واحدة أو ثلاث مرّات وهو أفضل كما تقدم.

ويجوز للمرأة أن تصلّي صلاتها جماعةً خلف رجل تتوّفر فيه شروط اِمام الجماعة مارة الذكر، كما يجوز لها أن تأتم بالمرأة، ولكن اِذا أمَّت المرأة النساء وجب أن تقف في صفهن من دون أن تتقدّم عليهنّ كما يفعل اِمام جماعة الرجال.‏ أما اِذا صلَّت النساء مع الرجال وجب أن يصلين خلف الرجال، أو بصفهّم مع حائل ولو كان جداراً.‏

صلاة الجمعة:
‏‏وهي ركعتان كصلاة الصبح، غير أنها تمتاز عنها بوجود خطبتين قبلها حيث يقف الإمام ويتكلم فيهما بما يرضي الله وينفع الناس.‏
وأقل ما يجب عليه في الخطبة الاَولى أن يحمد الله باللغة العربية ويثني عليه. ويوصي بتقوى الله ويقرأ سورة قصيرة من القرآن الكريم. ثم يجلس قليلاً ليقوم مرة أخرى للخطبة الثانية فيحمد الله ويثني عليه ويصلّي على محمد وآل محمد وعلى أئمة المسلمين عليهم السلام والأفضل أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات.‏
ويشترط في وجوبها أن يدخل وقت صلاة الظهر، وأن يجتمع خمسة أشخاص بضمنهم إمام الجمعة. وأن يوجد إمام لها جامع للشرائط تلك التي مر ذكرها في إمام الجماعة.‏
وإذا أقيمت صلاة الجمعة في بلد ما جامعة للشرائط فاِن كان من أقامها هو الإمام المعصوم أو من يمثِّله وجب على الرجال جميعاً المقيمين في ذلك البلد غير المحرجين لمطر أو بردٍ شديد أو نحوهما السالمين من المرض والعمى عدا الشيخ الكبير والمسافر حضورها من مسافة 11 كيلومتر تقريباً. وإن كان الّذي أقامها غير الإمام وغير من يمثله لم يجب حضورها ويجوز الإتيان بصلاة الظهر.‏
ولو صلّى المصلي صلاة الجمعة الجامعة للشروط اكتفى بها عن صلاة الظهر فهي تجزي عنها.‏
ويجب الإشارة لأمرين:‏
أولهما: أن صلاة الجمعة في غيبة الإمام عليه السلام واجبة تخييراً، فالمكلّف مخيَّر بين الإتيان بها إذا توفّرت شروطها وبين الإتيان بصلاة الظهر، والجمعة أفضل.‏
ثانيهما: يعتبر أن لا تكون المسافة بين صلاة الجمعة وبين صلاة جمعة أخرى أقل من خمسة ونصف كليومتر تقريباً.‏
‏‏
منقول بتصرف