داهمني الشيبُ
وأنا أنتظرُ
وما كان انتظاري عبثاً
ما أصابني الضَّجَرُ
ها أنتِ أشرقتِ أخيراً يا سيدتي
غنّى لكِ الفؤادُ
وغنّى لكِ يا سيدتي القمَرُ
*****
كأنَّكِ توأمي
كلماتُكِ كلماتي
كأنَّكِ ذاتي
نُحِبُّ الحياةَ على هوانا
نقبضُ على اللحظةِ البيضاءْ
ونترُكُ السوداءَ لِسوانا
لنا فلسفتُنا
لنا غايتُنا
نُحِبُّ ونعشقُ على طريقتِنا
نكتبُ ما نشاءُ في مُفكِّرتِنا
ونُحوِّلُ كلَّ الشهورِ نيْسانا
أوَلمْ تُلاحِظي؟
بسرعةٍ تعانقَ قلبانا
ونهر الغرامِ بسرعةٍ غطَّانا
*****
كنتُ أظنُّ أنَّ قلبي من حجَرْ ؟
عاتبتُهُ مرّاتٍ ومرّاتْ
ما بكَ يا قلبي ؟
أولَمْ تُصَبْ بالضَّجَرْ ؟
قالَ : بلى
لكنني يا سيدي
أرجو اللقاءَ المُنتظَرْ
لن يدخُلَ الدّارَ إلاّ هيَ
يا سيدي أينَ هيَ ؟
إفتحُ لها شبابيكَ القدَرْ
نفّذْتُ ما طلبَ الفؤادْ
وفتحتُ بابَ مدينتي
ولقد رأيتُ قوافلاً
دخلَتْ ربوعَ قصيدتي
كُلُّهُنَ مُعجباتْ
كلُّهُنَّ عاشِقاتْ
كُلُّهُنَّ جميلاتْ
فسألتُهُ مُجدَّداً
أتُراكَ قد وجدتَها ؟
فأجابني: يا سيدي
لم يأتِ بعدُ المُنتظَرْ
وفجأةً خفق الفؤادْ
لمّا رآكِ آتية
ناداني: يا يا سيدي
أبشِرْ فقد لانَ الحجَرْ
*****
سيدتي
لو كنتِ هيَ ؟
قولي نعَمْ
فأنا من قبلِكِ
قلتُ نعَمْ
أتُراني هوَ ؟
قولي نعَمْ لنودِّعَ زمنَ العدَمْ
ولندخُلَ زمنَ الجنونِ المُحترَمْ
أرجوكِ لا تتردَّدي
بل إرفعي علَمَ النَّعَمْ
فبرفعِهِ يا حلوتي سيزولُ كابوسُ الألَمْ
وسنبلغُ في عِشقِنا أعلى الجبالِ والقِمَمْ
قولي نعمْ
لا تحذري من عاشِقٍ
أنتِ لهُ روحٌ ودَمْ
****************
حسن رمضان