من المعروف لدى متابعي تفسير السيد الشهيد الصدر للقران يلاحظون انه اعتمد التفسير الموضوعي بمعنى ادراج عدة ايات حول موضوع معين لان السيد الشهيد (قدس) ينظر الى القران كموضوعات لعدد من النواحي وهذا مانلتمسه في تفسيره لخلافة الانسان اذ يبدأ بترتيب كل الايات التي تدعم وحدة الموضوع وتناسق مكوناته
1( اذ قال الله لملائكته اني جاعل في الارض خليفه ........)
2(اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح)
3(ثم جعلناكم خلائف في الارض)
4(ياداود انا جعلناك خليفة في الارض فأحكم بين الناس بالحق)
5(ان عرضنا الامانةعلى السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحلها الانسان انه كان ظلوما" جهولا)
يرى السيد (قدس) ان الانسان الخلافه لم تعطى لادم ابو البشر فقط والدليل ان الله في المقطع الثاني والثالث خاطب الانسانيه جمعاء لذلك كان ادم هو الممثل الاول لخلافة الله ومن بعده البشريه عامه وكذلك تحدث القران عن عملبة الاستخلاف هذه بوصفها امانه عظيمه ينوء الكون كله بحملها (المقطع الخامس) وبما ان الله هو رب الموجودات كلها من حيوان الى شجر الى كون واستخلف الانسان فان الخليفه مستخلف على كل ما للمستخلف لذلك فان الجماعه البشريه مكلفه برعاية الكون وسائر الموجودات الاخرى التي اعطيت مفاتيح استخلافها للانسان وعلى هذا الاساس اناب الله للجماعه البشريه الحكم وقيادة الكون واعماره اجتماعيا" وطبيعيا" ومن هذه النقطه بالذات تقوم نظرية حكم الناس لانفسهم وشرعية ممارسة البشريه لحكمها بوصفها خليفة لله وبهذا تختلف حكم الجماعه المنتميه لخلافة الله عن الجماعات الاخرى لانها تمثل تطبيق الاستخلاف من وجهة نظر المستخلف فهي جماعه مسووله امام الله عن أي تقصير في حكمها اما الجماعات الاخرى التي تمارس احكاما" من وضعها هي لاتمثل استخلاف الله ولانظرية الحكم التي يريدها المستخلف وعملية الاستخلاف الرباني للجماعه على الارض بهذا الفهوم الواسه تعني
1:-انتماء الجماعت البشريه لمحور واحد وهو المستخلف (الله) بدلا" عن كل الانتماءات الاخرى والايمان بسيد واحد ومالك واحد للكون وهذا هو التوحيد الخالص الذي قام الاسلام على اساسه وحملت لواءه كل ثورات الانبياء
2:- اقامة العلاقات الانسانيه على اساس العبوديه المخلصه لله وتحرير الانسان من عبوديات الاسماء التي تمثل الوان الاستغلال والجهل والطاغوت ( ماتعبدون من دونه الا اسماء سميتموها )
3:- تجسيد روح الاخوه العامه في كل العلاقات الانسانيه بعد محو الوان الاستغلال والتسلط وبذلك تكون البشريه كلها متساويه في الكرامه الانسانيه والحقوق متساوين كاسنان المشط
4:- ان الخلافه تعني الاستئمان وبهذا عبر القران ولهذا فان الامانه تفرض المسوؤليه والاحساس بالواجب اذ بدون ادراك الانسان لمسووليته لايمكن له النهوض باعباء الامانه وممارسة دور الخليفه
والمسوؤليه علاقه ذات بعدين
الاول – تعني الارتباط والتقييد فهي مرتبطه بالله ومقيده بتطبيقها لحكم الله لا ان تحكم هواها واجتهادها الشخصي لان هذا يتنافى مع طبيعة الاستخلاف ولذلك فان حكمها مسوؤل وتكون ملزمه بتطبيق الحق والعدل وبهذا تتميز خلافة الجماعه بمفهومها القراني والاسلامي عن حكم الجماعه في الانظمه الديمقراطيه الغربيه فان الجماعه في هذه الانظمه هي صاحبة السياده ولاتنوب عن الله في ممارساتها ويترتب على ذلك نها ليست مسوؤله امام احد وغير ملزمه بمقياس موضوعي في الحكم
الثاني – المسوؤليه تعني ان الانسان كائن حر اذ بدون الاختيار والحريه لامعنى للمسوؤليه اذ ان الله اعطاءه الحريه في اختياره فهويمكن له افساد الارض ويمكن له اصلاحها بارادت وباختياره وهذه الحقيقه هي التي اثارت المخاوف في نفوس الملائكه من مصير خلافة كائن له طاقه محايده من الخير والشر لذلك قدموا انفسهم كبديل عن الخليفه الجديد ولكن فاتهم ان الخليفه لاتعني حريته اهمال الله سبحانه وتعالى له بل ستكون يد الرحمه والشفقه ممدوة له وهناك حركه انبياء واسعه لانتشاله من ظلمه وحيرته الى قانون تكامله