نجح فريق دولي من الباحثين بالعثور على مجموعة من "الجينات" التي تؤثر على مستوى الذكاء. ففي بحث تم إجراؤه في مئة مركز بحثي في عدة دول غربية، تبين أنه تم العثور على الجينات المسؤولة عن تحديد حجم الدماغ البشري. يعتبر هذا البحث، الذي انطلق من جامعة UCLA في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، أكبر بحث في العالم حاول أن يختبر الدماغ البشري، وقد شارك فيه نحو 200 باحث.
وقد أعلن يوم أمس وفي إطار المشروع، تم تحديد مواقع الجينات البشرية التي تتيح للدماغ إمكانية الصمود في وجه عدد من الأمراض العصبية التي تمس بأدائه، بما في 1لك بعض الأمراض النفسية ومرض الألتزهايمر. وقد تم هذا الاكتشاف من خلال تشخيص بعض الطفرات الجينية التي تؤثر على حجم الدماغ وأدائه.
خلال البحث، الذي تم إجراؤه على مدار ثلاث سنوات، وأطلق عليه اسم "إنيجما" (ENIGMA)، تم إجراء عدد من القياسات الدماغية لدى 21151 شخصا سليما ومعافى من خلال تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي (MRI). بالمقابل، تم جمع عينات دم من المشاركين من أجل إجراء المسوح الجينية، كما تم إجراء عدد من اختبارات الذكاء.
في إطار البحث، نجح الباحثون بالتعرف على طفرة جينية معينة على الجين المسمى HMGA2، يعتقد أنها تؤثر على حجم الدماغ وعلى قدرات الشخص الذهنية ومستوى ذكائه. ففي حين تكون المادة الوراثية في هذا الجين مؤلفة من أربعة أحرف ممكن A, C, T و G تبين أن من كانت لديهم هذه الطفرة المسماة rs10784502 كانت مادتهم الوراثية تحتوي على الحرف C مكان الحرف T، وتبين كذلك أنهم يتمتعون بحجم دماغ أكبر، كما حصلوا على علامات أعلى باختبارات الـ I.Q التي تقيس مستوى الذكاء.
كذلك، تم في هذا البحث تحديد جين آخر يطلق عليه اسم TESC، وهو شريك في تحديد حجم منطقة "الحصين" (Hippocampus) في الدماغ، المسؤولة عن الأداء التعليمي والذاكرة.
يعتبر هذا البحث ذا أهمية كبرى، إذ أنه بالإضافة إلى أبحاث أخرى انشغلت بالوراثة ودورها الدماغي، يساعد على تحديد الطفرات الجينية التي من الممكن أن تزيد احتمالات ومخاطر الإصابة بالأمراض التي من الممكن أن تؤدي للمس بأداء الدماغ، بما فيها الأمراض النفسية، الألتزهايمر، وغيرها، بشكل قد يتيح مستقبلا إنتاج علاجات دوائية تستطيع الحد من تطور المرض