2 ـ " حالة كل من النفي " . أ – إذا جاءت كل قبل النفي استغرق النفي كل الأفراد . نحو : كل الطلاب لم يحضروا . ب – وإذا جاءت بعد النفي ثبت النفي لبعض الأفراد فقط . نحو : لم يأت كل الناس ، والتقدير : أتى بعضهم .كلقال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ) . كل : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وكل مضاف . نفس : مضاف إليه مجرور بالكسرة . ذائقة : خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . الموت : مضاف إليه مجرور . والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب . قال تعالى ( ولو شاء ربك لآمن من الأرض كلهم جميعاً ) . ولو : الواو استئنافية ، لو حرف امتناع متضمن معنى الشرط غير جازم . شاء : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط . ربك : فاعل مرفوع ، والكاف ضمير المخاطب في محل جر مضاف إليه . لآمن : اللام واقعة في جواب لو ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب آمن : فعل ماض مبني على الفتح جواب الشرط . من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل . في الأرض : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول ، والتقدير : يوجد في الأرض .نماذج من الإعرابكلهم : كل توكيد معنوي للاسم المجرور مثله ، وكل مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه . " محمد عالم كل العالم " . محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة . عالم : خبر مرفوع بالضمة . كل : صفة لعالم مرفوعة ، وكل مضاف . العالم : مضاف إليه مجرور . قال تعالى ( كلما دخلت أمة لعنت أختها ) . كلما : أداة شرط غير جازمة في محل نصب ، نائبة عن الظرف ، وهو مضاف . دخلت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، ودخل فعل الشرط . أمة : فاعل مرفوع بالضمة . والجملة في محل جر بإضافة كلما إليها . لعنت : فعل ماض جواب الشرط ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي . أختها : مفعول به ، وأخت مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .كلاسمان ملازمان للإضافة ، فإن أضيفا على الضمير كانا توكيداً معنوياً ويشترط فيهما عندئذ الآتي : 1 – أن يكون المؤكد بهما دالاً على المثنى . 2 – أن يصبح حلول الواحد محلهما . 3 – أن يكون ما أسند إليهما متفقاً مع ما قبلها في المعنى ، كقوله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ )(1) . ومنه قول الشاعر * : أم هكذا بينهما تعريضا كلاهما أجد مستعرضا ونحو : جاءت الطالبتان كلتاهما . وهما يتبعان المؤكد في إعرابه ويأخذان إعراب المثنى رفعاً بالألف ، ونصباً وجراً بالياء ، كقول الشاعر ** : ليت وليت في مجال ظنك كلاهما ذوا أشر ومحك ـــــــــــــــ (1) الإسراء [23] . * الأغلب العجلي : هو الأغلب بن جشم بن سعد العجلي ، أحد المعمرين عاش في الجاهلية عمراً طويلاً ، وأدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه ، ثم هاجر إلى الكوفة مع سعد بن أبي وقاص فنزلها واستشهد في موقعة نهاوند ، وقبره هناك مع قبور الشهداء ، ويقال أنه أول من رجز الأراجيز الطوال من العرب . ** وائلة بن الأسقع : هو وائلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل الليثي الكناني ، صحابي جليل من أهل الصفة ، كان قبل إسلامه ينزل ناحية المدينة ، وقدم على الرسول وهو يصلي الصبح بمسجد المدينة ، فصلى معه ، فلما دنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره فسأله من هو فأخبره بنفسه ، وكان الرسول يتجهز لغزوة تبوك فشهدها معه ، وقيل خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزل البصرة ، وشهد فتح دمشق ، ثم تحول إلى بيت المقدس وعاش 105 سنة وقد كف بصره ، وقيل هو آخر من مات من الصحابة ، ووفاته بالقدس أو دمشق .كلا وكلتاوقول الآخر : كلاهما خلف من فقد صاحبه هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي وفي حالة النصب نقول : رأيت اللاعبين كليهما ، وقرأت الصفحتين كلتيهما . وفي حالة الجر نقول : مررت بالرجلين كليهما . وإذا أضيفت كلا أو كلتا إلى الاسم الظاهر أعربتا حسب موقعهما من الكلام ، وعلامة إعرابهما حركات مقدرة على الألف للتعذر ، كما هو إعراب الاسم المقصور . كقوله تعالى ( كلتا الجنتين أتت أكلها )(1) . ومنه قول المتنبي : كلا الرجلين أتلى قتله فأيكما غل حر السلبكلا وكلتاقال تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ) . إما : إن حرف شرط جازم ، وما زائدة لا عمل لها . يبلغن : يبلغ فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وهو في محل جزم فعل الشرط ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . عندك : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وعند مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، والظرف متعلق بيبلغن . ـــــــــــــــ (1) الكهف [33] .نماذج من الإعرابالكبر : مفعول به . أحدهما : أحد فاعل ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه . أوكلاهما : أو حرف عطف ، كلاهما معطوف على أحد مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وكلا مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه . فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولا ناهية . تقل : فعل مضارع مجزوم ، وهو جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت . لهما : جار ومجرور متعلقان بتقل . أف : اسم فعل مضارع بمعنى ( أتضجر ) مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، واسم الفاعل وفاعله في محل نصب مقول القول . قال تعالى ( كلتا الجنتين أتت أكلها ) . كلتا : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وكلتا مضاف . الجنتين : مضاف إليه مجرور بالياء . أتت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على الجنة . أكلها : أكل مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة . والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكلتا .كلا وكلتا1 – حرف ردع وزجر وتنبيه على بطلان كلام المخاطب . كقوله تعالى ( قال كلا إن معي ربي سيهدين )(1) . ومنه قول جرير : كلا ولكن ما أبديه من فرق فكي يغروا فيغريهم بي الطمع 2 – حرف بمعنى ( ألا ) الاستفتاحية وذلك إذا لم يسبقها في الكلام ما يقتضي الزجر أو النفي . كقوله تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى )(2) . وقوله تعالى ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )(3) . 3 – حرف بمعنى ( حقاً ) مرافقاً للقسم . كقوله تعالى ( كلا والقمر )(4) . 4 – حرف جواب لنفي الاستجابة . نحو : قولك : كلا لمن قال لك : أفعلت هكذا ؟ ومنه قول ابن زيدون : كلا ولا المسك النموم أريحه متعطر إلا بوسم ثناك ـــــــــــــــ (1) الشعراء [62] . (2) العلق [6] . (3) المطففين [15] . (4) المدثر [32] .كلاّكلاّقال تعالى ( كلا إن معي ربي سيهدين ) . كلا : حرف ردع وزجر لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب . إن : حرف مشبه بالفعل ، يفيد التوكيد . معي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر إن مقدم في محل رفع . ربي : اسم إن منصوب ، وربي مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه . سيهدين : السين حرف للمستقبل القريب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يهدين : فعل مضارع مبني على الفتح المقدر على الياء لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، ونون التوكيد حرف مبني لا محل له من الإعراب . قال تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى ) . كلا : حرف بمعنى ( ألا ) الاستفتاحية مبني على السكون لا محل له من الإعراب. إن : حرف مشبه بالفعل ، ويفيد التوكيد . الإنسان : اسم إن منصوب بالفتحة . ليطغى : اللام (1) لام الابتداء ، وتسمى باللام المزحلقة لتزحلقها عن اسم إن إلى خبرها ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ليطغى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الإنسان . والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . ـــــــــــــــ (1) أنظر أنواع اللام ص 262 وما بعدها .نماذج من الإعرابقال تعالى ( كلا والقمر ) . كلا : حرف بمعنى ( حقاً ) ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب . والقمر : الواو حرف قسم ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . القمر : اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف .كلاّ كلماظرفية مركبة من ( كل ) و ( ما ) المصدرية ، تعرب أداة شرط غير جازمة في محل نصب ظرف زمان متعلقة بجوابها (1) . ومن شروطها أن يكون شرطها وجوابها فعلين ماضيين . كقوله تعالى ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها )(2) . وقوله تعالى ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا )(3) . ومنه قول المتنبي : كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصرنا وأنت السبيل وقوله أيضاً : كلما صبحت ديار عدو قال تلك الخبوث هذى السيول ـــــــــــــــ (1) أنظر فقرة ( رابعاً ) من فقرات ( كل ) ص 414 . (2) النساء [56] . (3) آل عمران [ 17] .كلماكلماقال تعالى ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ) . كلما : كل اسم منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بجواب الشرط وكل مضاف ، وما مصدرية توقيتية ( أداة ) شرط غير جازمة . نضجت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة ، وما والفعل بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة لكل . جلودهم : فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه . بدلناهم : فعل ماض ، ونا المتكلمين في محل رفع فاعله ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، والميم لجماعة المتكلمين . جلوداً : مفعول به ثان . غيرها : غير صفة لجلود ، وغير مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة . وكلما وما بعدها من فعل الشرط وجوابه في محل نصب حال من الضمير المنصوب في نصليهم .نماذج من الإعرابإما استفهامية أو خبرية . أولاً : كم الاستفهامية : اسم كناية يستفهم بها عن عدد مجهول الجنس والمقدار أو يراد تعيينه . نحو : كم قلماً اشتريت ، وكم ريالاً معك . ومنه قوله تعالى ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين )(1) . وهي مبهمة تحاج إلى إيضاح ، ولا يوضح إبهامها إلا التمييز الذي يليها ، ويكون مفرداً منصوباً كما مثلنا سابقاً . وكم كغيرها من أدوات الاستفهام لها مكان الصدارة في الكلام فلا يعمل فيها ما قبلها إلا إذا كانت مضافة . نحو : ورقة كم طالب صححت ، وعمل كم يوم أنجزت . أو سبقه حرف الجر ، نحو : بكم ريال اشتريت الكتاب ؟ وفي الحالتين السابقتين يجوز في تمييزها أن يجر بمن مضمرة ولكن الأفصح نصبه . وتعرب كم الاستفهامية بحسب العوامل . 1 – إذا استفهم بها عن المفعول المطلق كانت في محل نصب على المفعولية المطلقة . نحو : كم طوافاً طفت ، وكم ضربة ضربته ؟ كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق . ضربة : تمييز منصوب بالفتحة . ضربته : فعل وفاعل ومفعول به . ـــــــــــــــ (1) المؤمنون [112] .كم2 – إذا استفهم بها عن المفعول به كانت في محل نصب مفعولاً به . نحو : كم صفحة قرأت ؟ كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به . صفحة : تمييز منصوب . قرأت : فعل وفاعل . 3 – إذا استفهم بها عن المفعول فيه كانت في محل نصب على الظرفية الزمانية . نحو : كم ساعة مكثت ؟ أو الظرفية المكانية ، نحو : كم ميلاً مشيت ؟ كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية . ساعة : تمييز منصوب بالفتحة . مكثت : فعل وفاعل . 4 – إذا سبقها حرف جر أو مضاف كانت في محل جر . نحو : بكم ريال اشتريت الكتاب ؟ وعمل كم طالب أنجزت ؟ بكم : الباء حرف جر ، كم اسم استفهام مبني على السكون في محل جر . ريال : تمييز مجرور بمن مضمرة . اشتريت : فعل وفاعل . الكتاب : مفعول به . عمل : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف . كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . طالب : تمييز مجرور بمن مضمرة . أنجزت : فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ .كم5 – وإذا لم تأت كم واحدة مما سبق ، تكون في محل رفع مبتدأ . نحو : كم كتاباً في مكتبتك ؟ وكم قلما عندك ؟ كم : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ . كتاباً : تمييز منصوب بالفتحة . في مكتبتك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كم . وعندك في المثال الثاني ظرف مكان منصوب والكاف في محل جر بالإضافة والظرف متعلق بمحذوف خبر كم . 6 – وتأتي كم في محل رفع خبر مقدم ، وذلك إذا تلاها اسم مضاف لما بعده ، ويكون تمييزها مقدراً ، نحو : كم مالك ؟ كم عدد كتبك ؟ كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم . مالك : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف والكاف في محل جر مضاف إليه . وتمييزها مقدر ، وكأن السؤال : كم ريالاً مالك ؟ ، أو كم كتاباً عدد كتبك ؟ تنبيه : 1 – إذا فصل بين كم الاستفهامية ومميزها بفاصل بقي المميز على نصبه . نحو : كم حضر طالباً ؟ كما يجوز في ذلك الجر بمن . نحو : كم في المكتبة من كتاب ؟ 2 – ويجوز حذف مميزها إذا دل عليه دليل . نحو : كم عندك ؟ ، وكم حضر إلى المدرسة اليوم ؟ ومنه قوله تعالى ( كم لبثت )(1) . ـــــــــــــــ (1) البقرة [259] .كموقوله تعالى ( قال قائل منهم كم لبثتم )(1) . والتقدير : كم كتاباً عندك ؟ وكم طالباً حضر ؟ وكم يوماً لبث أو لبثتم ؟ ثانياً : كم الخبرية : اسم يقصد به الإخبار عن الكثرة المجهولة الكمية . نحو : كم معركة خاضها المسلمون ، وكم من كتب في المكتبة لم تصل لها يد القارئ . ومنه قول ابن زيدون : كم قاعدة يحضى فتعجب حاله من جاهد يصل الدؤوب فيحرم وتمييزها يكون مفرداً أو جمعاً مجروراً بإضافتها إليه أو بحرف الجر ( من ) وأفراد تمييزها أكثر وأبلغ ، نحو : كم شهيد هوى على الأرض . وكقوله تعالى ( وكم من قرية أهلكناها )(2) . وقوله تعالى ( وكم من ملك في السموات )(3) . ومنه قول السموءل بن عدياء : كم من أخ لي صالح بواته بيدي لحدا ومثال الجر بالإضافة . قول الفرزدق : كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت على عشارى وقول الشاعر * : كم ملوك باد ملكهم ونعيم سوقة بادوا ـــــــــــــــ (1) الكهف [19] (2) الأعراف [4] (3) النجم [26] . * الشاهد بلا نسبة في مصادره .كموتعرب كم الخبرية إعراب كم الاستفهامية ، أنظر كم الاستفهامية . تنبيه : 1 – يجوز الفصل بين كم الخبرية وتمييزها ، وعندئذ يجب نصبه ، إذ لا يمكن إضافته إليها وهو مفصول عنها . نحو : كم عندي مالاً . ومنه قول القطامي : كم نالني منهم فضلاً على عدم إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل 2 – يجر تمييزها المفصول عنها ( بمن ) إذا كانت ظاهرة . نحو : كم عندي من كتب . ومنه قول ذي الرمة : كم دون مية من خرق ومن علم كأنه لامع عريان مسلوب 3 – أما إذا كان الفصل بين كم الخبرية ومميزها بفعل متعد متسلط على كم ، وجب عندئذ جر تمييزها بمن ظاهرة . نحو : كم قرأت من فصول ، وكم أهملت من عمل . ومنه قوله تعالى ( وكم أهلكنا من القرون )(1) . وقوله تعالى ( وكم أهلكنا من قرية )(2) . 4 – إذا جر مميزها ( بمن ) فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من كم . ـــــــــــــــ (1) الإسراء [17] (2) القصص [58] .كمكم كماقال تعالى ( وكم أهلكنا من القرون ) . وكم : الواو للاستئناف ، كم خبرية اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به . أهلكنا : فعل وفاعل . من القرون : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من كم .نماذج من الإعرابلفظة مركبة من ( الكاف ) التي للتشبيه ، و ( ما ) المصدرية ، وتقع بين فعلين ، فيكون المصدر المؤول مجروراً بالكاف ، ويعلق الجار والمجرور بالفعل قبلها ، نحو : فعلت كما فعلت ، ومنه قول ابن زيدون : كما تشاء فقل لي ، لست منتقلاً لا تخش مني نسياناً ولا بدلا والتقدير : كن كما تشاء ، ومنه قول جميل بثينة : نولي قبل نأي داري جمانا وصلينا كما زعمت تلانا وإذا وقعت بين فعلين متماثلين علق الجار والمجرور بمفعول مطلق محذوف . كقول امرئ القيس : كميت يزل للبد عن حال متنه كما زلت الصفواء بالتنزل ومنه قول جرير : ينهض في كل مخشى الردي قذف كما تقاذف في اليم المرازيب ومنه قول المتنبي : وانتبهنا كما انتبهت بلا شيء فكان النوال قدر الكلام ويرى بعضهم أن ( كما ) مركبة من ( كاف ) التشبيه و ( ما ) الكافة ، وجعلوا من ذلك قوله تعالى ( كما أرسلنا فيكم رسولاً )(1) . ـــــــــــــــ (1) البقرة [151] .كماوقوله تعالى ( واذكروه كما هداكم )(1) ، وممن جوز ذلك الزمخشري (2) . وقد عد بعضهم ( ما ) الزائدة ملغاة ، كقول عمرو بن براقة الهمذاني : وننصر مولانا ونعلم أنه كما الناس مجروم عليه وجارم ويرى بعضهم أن ( ما ) موصولة وهي التي بمعنى الذي . نحو : ضربت حماراً ضربتما ، أي كالحمار الذي ضربتما (3) .كما كي" فعلت كما قلت " . فعلت : فعل وفاعل . كما : الكاف حرف تشبيه وجر ، وما مصدرية مبنية على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما . قلت : فعل وفاعل .نماذج من الإعرابولها ثلاثة أوجه : أولاً : تأتي حرفاً مصدرياً ناصباً بمعنى ( أن ) ، ويغلب ورودها مع اللام لفظاً أو تقديراً ، نحو : أدرس كي تنجح أو لكي تنجح . ومنه قوله تعالى ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج )(4) . فهي ناصبة للفعل بنفسها ، ولاقترانها بلام التعليل ، وإذا لم تتصل باللام يجوز فيها أن تنصب بنفسها أو بأن المصدرية المقدرة . ـــــــــــــــ (1) البقرة [198] (2) أنظر الكشاف ج1 ص349 . (3) أنظر رصف المباني ص213 . (4) الأحزاب [37] .كيكقوله تعالى ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها )(1) . وقوله تعالى ( وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً )(2) . ومتى سبقت كي بلام الجر كانت حرفاً ناصباً ليس غير ، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يكون في محل جر باللام . كقوله تعالى ( لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم )(3) . ومنها الأمثلة السابقة المقرونة فيها كي باللام . وإذا لم تتصل باللام كانت جارة للمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل . نحو : ادرس كي تنجح . ثانياً : تأتي حرفاً للتعليل ، ولا تجر إلا ( ما ) المصدرية ، والفعل مرفوع بعدها . كقول الشاعر ( عبد الله بن عبد الأعلى ) : إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع كذلك إذا جاء بعدها ( ما ) الاستفهامية تكون مجرورة بها . نحو : كيم فعلت ذلك ؟ أي : لم فعلت ذلك ؟ وقد تجر ( كي ) أن المصدرية المقدرة أو الظاهرة . كما في قول جميل بثينة : أكل الناس أصبحت مانحا لسانك كيما أن تغر وتخدعا فكي في البيت السابق حرف جر ، وجر المصدر المؤول من أن والفعل ، والفاعل في الفعل ( أن ) . ثالثاً : وتأتي بمعنى ( كيف ) ، وهي حينئذ اسم يأتي الفعل بعدها مرفوعاً . كقول الشاعر * : كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت قتلاً كم ولظى الهيجاء تضطرم ـــــــــــــــ (1) القصص [13] (2) طه [33] (3) الحشر [7] . * الشاهد بلا نسبة .كيتنبيه : 1 – إذا اتصلت كي المصدرية الناصبة ( بما ) أو ( لا ) فلا يبطل عملها . كقول الشاعر * : أردت لكيما لا تراني عشيرتي ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل ومنه قوله تعالى ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم )(1) . وقوله تعالى ( لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً )(2) . 2 – يجب أن تفرق بين كي التعليلية الجارة وبين كي المصدرية الناصبة ، فالأولى إذا اتصلت بما كفتها عن العمل ، والفعل بعدها مرفوع كما بينا ، والثانية لا تكفها عن العمل ، والفعل بعدها منصوب فانتبه .كيقال تعالى ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج ) . لكي : اللام حرف جر وتعليل ، كي حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب . لا يكون : لا نافية لا عمل لها ، يكون فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتح الظاهرة ، وهو تام . وكي والفعل في تأويل مصدر في محل جر باللام . على المؤمنين : جار ومجرور متعلقان بيكون . حرج : فاعل مرفوع . قال الشاعر : إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع ـــــــــــــــ (1) الحديد [23] (2) الحج [5] . * الشاهد بلا نسبة في مصادره .نماذج من الإعرابإذا : ظرف لما يستقبل من الزمان شرطية غير جازمة مبنية على السكون في محل نصب مفعول فيه متعلق بالجواب وهي مضافة . أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده . لم تنفع : لم حرف نفي وجزم وقلب ، تنفع فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت . وجملة الفعل المضارع المجزوم بلم مفسرة لا محل لها من الإعراب . وجملة أنت والفعل المحذوف في محل جر بالإضافة لإذا . وجملة إذا أنت لم تنفع لا محل لها من الإعراب ابتدائية . فضر : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ضر فعل أمر مبني على السكون ، وحرك بالفتح للتخفيف ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت . وجملة فضر مع الفاعل المحذوف لا محل لها من الإعراب جواب الشرط . فإنما : الفاء استئنافية ، إنما كافة ومكفوفة حرف دال على الحصر . يرجى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر . الفتى : نائب فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر . وجملة فإنما ... إلخ استئنافية . كيما : كي حرف تعليل وجر ، ما مصدرية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب . يضر : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو . وينفع : الواو حرف عطف ، ينفع معطوف على يضر . وجملة ما والفعل بتأويل مصدر في محل جر بكي ، والجار والمجرور متعلقان بيرجى ، والتقدير : يرجى الفتى للضر والنفع .كيقال الشاعر : كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم كي : اسم استفهام بمعنى كيف مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . تجنحون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة فاعله . إلى سلم : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبله . والجملة الفعلية في محل رفع خبر كي . وما ثئرت : الواو للحال ، ما نافية لا عمل لها ، ثئرت فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث . قتلاكم : قتلى نائب فاعل مرفوع بالضمة المقدرة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، والميم علامة الجمع . والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل تجنحون . ولظى : الواو للحال ، لظى مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة ، وهو مضاف . الهيجاء : مضاف إليه مجرور بالكسرة . تضطرم : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من قتلاكم أو من فاعل تجنحون (1) . ـــــــــــــــ (1) أنظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج3 ص279 .كيكيت وكيت كيفاسم كناية مبهم ، وهي كناية عن القصة قولاً أو فعلاً . مثال القول : قال الرجل كيت وكيت . ومثال الفعل : فعل الرجل كيت وكيت . ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " بئس ما لأحدكم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت " . وترد مفردة ، نحو : قال فلان كيت . أو مكررة بالعطف ، كما في الأمثلة السابقة ، وتعرب حسب موقعها من الجملة ، وغالباً ما تكون مفعولاً به كما مر معنا ، ونعربها كالآتي : كيت : اسم مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . وكيت : الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، كيت اسم معطوف مبني على الفتح في محل نصب . وقد تستعمل مكررة بدون حرف العطف ، نحو : قال الراوي كيت كيت ، وتعرب في هذه الحالة : اسماً مركباً مبنياً على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به ، والمشهور فتح تاء كيت ، ويجوز فيها الضم والكسر أيضاً .كيت وكيتتأتي على وجهين : أولاً : اسم استفهام لتعيين الحال . كقوله تعالى ( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله )(1) . وقوله تعالى ( كيف كان عاقبة المجرمين )(2) . ـــــــــــــــ (1) آل عمران [101] (2) الأعراف [83] .كيفومنه قول أبي العلاء : كيف أصبحت في مكانك بعدي يا جديراً مني بكل افتقار وتعرب كيف حسب موقعها من الكلام فتأتي : 1 – في محل رفع خبر إذا تلاها اسم مفرد ، نحو : كيف أنت ؟ وكيف حالك ؟ ومنه قول المتنبي : هبيني أخذت الثأر فيك من العدى فكيف بأخذ الثأر فيك من الحمى ومنه قول جرير : وكيف نجاء للفرزدق بعدما طغا وهو في أشداق أغلب حائر كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم ، أنت مبتدأ مؤخر . وكذلك الحال في بيت المتنبي وفي بيت جرير ، فكيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم . بأخذ : الباء حرف جر زائد ، أخذ مبتدأ مؤخر . وتأتي كيف خبراً للفعل الناقص ( كان وأخواتها ) إذا تلى كيف . نحو : كيف أصبحت ؟ ، ومنه قول شوقي : كيف كنا ولا تسل كيف كنا نتساقى من الهوى ما نشاء كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم . كنا : كان فعل ناقص ، ونا المتكلمين في محل رفع اسمها . 2 – تأتي حالاً إذا تلاها فعل تام ، نحو : كيف جئت ؟ ومنه قول المتنبي : كيف لا تأمن الفراق ومصر وسراياك دونها والخيول كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال . لا تأمن : لا نافية لا عمل لها ، وتأمن فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت . الفراق : مفعول به منصوب بالفتحة .كيف3- وتأتي مفعولاً مطلقاً . كقوله تعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )(1) . ثانياً : أما الوجه الثاني لكيف : فهي اسم شرط لفعلين متفقين في المعنى غير مجزومين وهذا مختلف فيه ، كقوله تعالى ( يصوركم في الأرحام كيف يشاء )(2) . وجوابها في هذه الآية محذوف ، لدلالة ما قبله عليه ، ولكن إذا اقترنت ( بما ) الزائدة كما هو الحال في حيثما وإذما ، كانت شرطية جازمة بلا خلاف . نحو : كيفما تكن الأمة تكن الولاة .كيف كيفمااسم شرط يدل على الحال ، وهي مركبة من ( كيف ) و ( ما ) الزائدة ، وهذا شرط من شروط عملها كذلك يشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفظ والمعنى ، نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك . وتعرب حالاً من فاعل فعل الشرط كما في المثال السابق . ومنه : كيفما تجلس أجلس . أو في محل نصب خبر لفعل الشرط إذا كان ناقصا . نحو : كيفما يكن المرء يكن قرينه . كيفما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب خبر يكن مقدم . يكن المرء : يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بكيفما ، وهو فعل الشرط ، المرء اسم يكن . يكن قرينه : فعل مضارع ناقص مجزوم ، وهو جواب الشرط ، وقرين اسمها ، والهاء ضمير في محل جر مضاف إليه . ـــــــــــــــ (1) الفيل [1] (2) آل عمران [6] .كيفماكيم كيمالفظ مركب من ( كي ) الجارة التعليلية و ( ما ) الاستفهامية التي حذفت ألفها لدخول حرف الجر عليها ، وهي بمعنى ( لم ) . نحو : كيم تبكي ؟ ، وتعرب كالآتي : كي : حرف جر وتعليل مبني على السكون لا محل له من الإعراب . ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بكي ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل تبكي . تبكي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .كيمكلمة مركبة من ( كي ) الجارة التعليلية ، و ( ما ) المصدرية (1) . كقول عبد الله بن عبد الأعلى ، ويقال للنابغة الذبياني : إذا أنت لم تنفع فصر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع ومنه قول الآخر : وقد مدحتكم عمداً لأرشدكم كيما يكون لكم متحى وإمراسي والفعل بعدها مرفوع لأن كي جارة للمصدر المؤول من ( ما ) والفعل ، وتسمى كافة ومكفوفة . وقد : الواو استئنافية ، قد حرف تحقيق ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب . ـــــــــــــــ (1) أنظر الفقرة الثانية من كي ص 432 .كيمامدحتكم : مدح فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع لا محل لها من الإعراب . عمداً : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة . لأرشدكم : اللام للتعليل ، أرشد فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والكاف في محل نصب مفعول به . كيما : كافة ومكفوفة لا عمل لها . أو كي حرف جر يفيد التعليل ، وما مصدرية ، والمصدر المؤول من ( ما ) والفعل بتأويل مصدر في محل جر بكي .كيما