أنيس : اسم يكن مرفوع بالضمة . والجملة من لم يكن واسمها وخبرها في محل رفع خبر كأن . ولم يسمر بمكة سامر : معطوفة على جملة لم يكن . قال تعالى ( فكأنما خر من السماء ) . فكأنما : الفاء واقعة في جواب الشرط ، كأن حرف مشبه بالفعل ، وما زائدة كافة لكأن عن العمل . خر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على المشترك . من السماء : جار ومجرور متعلقان بخر .كأنما كأي كأيناسم مركب من كاف التشبيه و ( أي ) المنونة وهي بمعنى ( كم ) الخبرية ، تفيد الإخبار عن الكثرة ، ولها صدر الكلام ، وتمييزها مجرور بمن ، ولا يخبر عنها إلى بجملة أو شبه جملة مع اختصاصها بالدخول على الفعل الماضي ، وهي إحدى ألفاظ كنايات العدد ، فمثال جر تمييزها بمن : كأي من عالم بذل حياته في سبيل العلم ، ومنه قوله تعالى ( فكأين من قرية أهلكناها )(1) . وكأين ، وكائن لغات في كأي لا اختلاف بينهن . وتعرب كأي إعراب كم الخبرية فهي في جميع أحوالها مبنية على السكون في محل : 1 ـ مبتدأ وخبرها جملة أو شبه جملة . مثال الخبر الجملة : قولنا : كأين من فائز كرمه زملاؤه . ومنه قوله تعالى : ( وكأين من قرية عتت )(2) . ـــــــــــــــ (1) الحج [45] (2) الطلاق [8] .كأي وكأينوقوله تعالى ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك )(1) . ومنه قول الشاعر * : أطأ اطراد الياس فكأين آلماحم يسره بعد عسر ومثال الخبرية وشبه الجملة : كأين من بطل في صفوفنا . 2 ـ في محل نصب مفعول به ، نحو : كأي من دينار أنفقت . 3 ـ في محل نصب مفعول مطلق ، نحو : كأي من مرة نصحتك . تنبيه : وكما يأتي تمييز كأي مجرور بمن وهو الغالب ، قد يأتي أيضاً منصوباً . كقول الشاعر ** : وكأين لنا فضلاً عليكم ومنة قديماً ولا تدرون ما من منعمكأي وكأينقال تعالى ( وكأين من قرية عتت ) . وكأين : كناية عن عدد مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ . من قرية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأين . عتت : فعل ماض والتاء للتأنيث الساكنة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على القرية . والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأين . ـــــــــــــــ (1) محمد [13] . * الشاهد بلا نسبة في العيني . ** الشاهد بلا نسبة في العيني .نماذج من الإعراب" كأي من دينار أنفقت " . كأين : كناية عن عدد مبينة على السكون في محل نصب مفعول به مقدم . من دينار : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة لكأين . أنفقت : فعل وفاعل . " وكأي من مرة نصحتك " . كأي : كناية عن عدد مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق . من مرة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأي . نصحتك : فعل وفاعل ومفعول به .كأي كأين كثيراًاسم يعرب حسب موقعه من الجملة ، فيأتي فاعلاً في مثل قوله تعالى ( ود كثير من أهل الكتاب )(1) ، ومفعول به في قوله تعالى ( يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً )(2) ، واسم إن في مثل قوله تعالى ( وإن كثيراً من الناس لفاسقون )(3) . وتكون صفة للمفعول المطلق المحذوف أو صفة نائبة عنه والوجه الأول أحسن في مثل قوله تعالى ( واذكروا الله كثيراً )(4) ، والتقدير : ذكراً كثيراً ، وقد أعربها بعض المتقدمين حالاً من ضمير مصدر الفعل ، ومثله قوله تعالى ( فكلا منها رغداً )(5) ، والتقدير فكلا الأكل حال كونه رغدا وهي حال جامدة مؤولة بالمشتق أي راغدين هانئين ، وهذا مذهب سيبويه وقال به ابن هشام ولا يخفى ما في ذلك من تكلف فتدبر أمرك . ـــــــــــــــ (1) البقرة [109] (2) البقرة [26] (3) المائدة [49] . (4) الجمعة [10] (5) البقرة [35] .كثيراًأولاً : إحدى كنايات العدد ، يكنى بها عن الكثرة والقلة المجهولة . نحو : اشتريت كذا كتاباً . ولا يأتي تمييزها إلا منصوباً ، وتأتي مكررة . نحو : اشتريت كذا كذا قلما . وتعرب ( كذا ) الثانية توكيداً لفظياً للأولى . ويأتي تمييزها مفرداً أو جمعاً . نحو : اشتريت كذا كتاباً أو كذا كتباً . و ( كذا ) ليس كغيرها من كنايات العدد تأتي في أول الكلام ، وإنما تتوسطه ولذلك تعرب حسب موقعها من الكلام . 1 ـ فقد تأتي في محل رفع فاعل ، نحو : جاء كذا طالباً . 2 ـ في محل نصب مفعول به ، نحو : رأيت كذا طالباً . 3 ـ في محل جر ، نحو : مررت بكذا طالباً . 4 ـ في محل نصب مفعول فيه ، نحو : سافرت كذا يوماً ، وسرت كذا ميلاً . 5 ـ في محل نصب مفعول مطلق ، نحو : ضربت المهمل كذا ضربة . 6 ـ في محل رفع مبتدأ ، نحو : عندي كذا كتاباً . 7 ـ في محل رفع خبر ، نحو : الكراسات كذا كراسة . ثانياً : لفظة مركبة من ( ك ) التشبيه و ( ذا ) اسم إشارة . نحو : لم تكتب كذا .كذاومنه قول المتنبي : كذا أنا يا دنيا إذا شئت فاذهبي ويا نفس زيدي في كرائها قدما وتدخل عليها ( هاء ) التنبه فنقول : هكذا . نحو : هكذا تفعل الأيام ، وجلست هكذا . وتتصل بها لام البعد وكاف الخطاب فنقول : كذلك . نحو : جئت به كذلك . ثالثاً : تأتي ( كذا ) اسم يكنى به عن غير العدد فيقع مضافاً إليه ولا يحتاج إلى مميز (1) . نحو : جلست في مكان كذا .كذا كذلك كربكلمة مركبة من ( ك ) التشبيه و ( ذا ) اسم الإشارة ، واتصلت بها لام البعد وكاف الخطاف ، نحو : نسقي الأشجار وكذلك الزهور .كذلكفعل ماض ناقص من أفعال المقاربة يعمل عمل كان ، ويشترط في خبره أن يكون جملة فعلية مضارعية (2) . كقول الشاعر * : كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب ومنه قول الراجز : قد برت أو كربت أن تبورا كما رأيت بيتها مثبورا ـــــــــــــــ (1) أنظر المنهاج في القواعد والإعراب لمحمد الأنطاكي ص 282 . (2) أنظر أوشك ص 166 . * الشاهد بلا نسبة في بعض المصادر وفي بعضها كالعيني نسبه إلى كحيلة اليربوعي .كربكذا" اشتريت كذا قلما " . اشتريت : فعل وفاعل . كذا : كناية عن عدد مبني على السكون في محل نصب مفعول به . قلما : تمييز منصوب . " لم تكتب كذا " . لم : اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ( ما ) اسم استفهام مبني على السكون على الألف المحذوفة لدخول حرف الجر عليه وهو في محل جر والجار والمجرور متعلقان بالفعل تكتب . تكتب : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت . كذا : الكاف حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ويجوز أن يكون اسماً مبنياً على الفتح في محل نصب حال أو مفعول مطلق و ( ذا ) اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف أو في محل جر بالإضافة إذا اعتبرنا الكاف اسماً ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ، أو بمحذوف مفعول مطلق ويرجع سبب الاختلاف لاختلاف التقدير ، فإن قدرنا المحذوف لم تكتب كائناً ، فهما متعلقان بحال ، لأن كائناً يعود ضميرها المستتر على فاعل تسير ، وإن كان التقدير ( لم تكتب كائنا كذا ) كان تعلقها بـ ( كائنا ) التي هي صفة محذوفة للمصدر المحذوف فيكون المحذوف مفعولاً مطلقاً (1) . ـــــــــــــــ (1) المرجع السابق ص 282 لمحمد الأنطاكي .نماذج من الإعراب" جلست في مكان كذا " . جلست : فعل وفاعل . في مكان : جار ومجرور متعلقان بالفعل ، ومكان مضاف . كذا : كناية عن مكان ، مبنية على السكون في محل جر مضاف إليه .كذا كفىفعل ماضي تام ، يكثر دخول الباء الزائدة على فاعله ، إذا كان لازماً بمعنى ( اكتف ) ، كقوله تعالى ( وكفى بالله نصيراً )(1) . ومنه قول المتنبي : كفى بصفاء الود رقاً لمثله وبالتهرب منه مفخراً للبيب كما يتصل حرف الجر الزائد بمفعوله أيضاً . كقوله تعالى ( وكفى بنا حاسبين )(2) . ومنه قول المتنبي أيضاً : كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري : فكفى بنا فضلاً على من غيرنا حسب النبي محمد إيانا وإذا كان كفى بمعنى جزي وأغنى فهو متعد لمفعول واحد لا غير ، كما في الأمثلة السابقة . وقد لا يقترن فاعله بحرف الجر الزائد ، وهذا قليل ، ومنه قوله تعالى ( وكفى الله المؤمنين القتال )(3) . وهو حينئذ بمعنى ( وقي ) وينصب مفعولين . ـــــــــــــــ (1) النساء [45] (2) الأنبياء [7] (3) الأحزاب [25] .كفىكفىقال تعالى ( وكفى بالله نصيراً ) . وكفى : الواو للاستئناف ، كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر . بالله : الباء حرف جر زائد ، الله : لفظ الجلالة فاعل كفى مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . نصيراً : تمييز منصوب بالفتحة . وجملة كفى ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب . قال تعالى ( وكفى بنا حاسبين ) . وكفى : الواو للاستئناف ، كفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة . بنا : الباء حرف جر زائد ، ونا ضمير المتكلمين في محل نصب مفعول به ، وهو مجرور لفظاً بالباء . حاسبين : حال منصوب بالياء . وجملة كفى ... إلخ استئنافية لا محل لها من الإعراب . قال الشاعر : كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر . بك : الباء زائدة ، والكاف ضمير متصل مجرور لفظاً منصوب مفعول به لكفى . داء : تمييز منصوب بالفتحة . أن : حرف مصدري ونصب .نماذج من الإعرابترى : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل كفى . الموت : مفعول به أول لترى . شافيا : مفعول به ثان لترى . وحسب : الواو للاستئناف ، حسب : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . المنايا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة . أن : حرف مصدر ونصب . يكن : فعل مضارع ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب ونون النسوة ضمير مبني على الفتح في محل رفع اسم كان . أمانيا : خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق . والمصدر المؤول من أن يكن ... إلخ في محل رفع خبر حسب . قال تعالى ( وكفى الله المؤمنين القتال ) . وكفى : الواو للاستئناف ، كفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . المؤمنين : مفعول به أول منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم . القتال : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة .كفى كلاسم معرب لاستغراق أفراد المتعدد ، ولا تستعمل إلا مضافة لفظاً أو تقديراً ، فإذا لم يذكر المضاف إليه نونت تنوين عوض ، كقوله تعالى ( وكل في فلك يسبحون )(1) ، وقوله تعالى ( قل كل يعمل على شاكلته )(2) . ـــــــــــــــ (1) يس [40] (2) الإسراء [84] .كلومثال الإضافة قوله تعالى ( وكل شيء فصلناه تفصيلاً )(1) . وقوله تعالى ( ويوم نبعث في كل أمة شهيداً )(2) . ومنه قول أمية بن أبي الصلت : كل دين يوم القيامة عند الله إلا دين الحنيفة بور ومنه قول سليك بن سلكة * : كل سعي سوى الذي يورث الفوز فعقباه حسرة وخسار مواقع كل الإعرابية : أولاً : تعرب كل حسب موقعها من الكلام إذا أضيفت إلى الاسم الظاهر . 1 ـ فتأتي مبتدأ ، نحو قوله تعالى ( كل نفس ذائقة الموت )(3) . ومنه قول المتنبي : فكل غزو إليكم بعد ذا فله وكل غاز لسيف الدولة التبع 2 ـ وتأتي فاعلاً ، نحو قوله تعالى ( يوم تجد كل نفس ما عملت )(4) . 3 ـ نائباً للفاعل ، نحو قوله تعالى ( ثم توفى كل نفس ما كسبت )(5) . 4 ـ مفعولاً به ، كقوله تعالى ( والله لا يحب كل كفار أثيم )(6) . ـــــــــــــــ (1) الإسراء [12] (2) النحل [89] . * سليك بن سلكة : هو سليك بن عمرو بن يتربي ، وهو الحارث بن عمرو بن كعب الشيمي ، والسلكة أمة ( أمة سوداء ) ، كان السليك أحد صعاليك العرب العدائين الذين لا تلحق بهم الخيل ، ومنهم الشنفري وتأبط شراً وعمر بن براق وغيرهم ، قال عنه المفضل أنه من أشد رجال العرب وأنكرهم وأشعرهم ، وكان أعرف الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها وأشدهم عدواً على رجليه . (3) العنكبوت [57] (4) آل عمران [30] . (5) البقرة [281] (6) البقرة [276] .كلومنه قول زهير : فكلاً أراهم أصبحوا يعقلونه صحيحات مال طالعات لمخرم 5 ـ نائباً عن المفعول المطلق ، كقوله تعالى ( فلا تميلوا كل الميل )(1) ، وقوله تعالى ( ولا تبسطها كل البسط )(2) . ومنه قول قيس بن الملوح : وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظان كل الظن أن لا تلاقيا 6 ـ وتأتي اسماً مجروراً ، كقوله تعالى ( ويوم نبعث في كل أمة شهيداً )(3) . ثانياً : وإذا أضيفت ( كل ) إلى الضمير كانت توكيداً معنوياً لرفع التوهم عن الشمول والعموم ، ويتبع المؤكد في إعرابه . كقوله تعالى ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً )(4) . وقوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )(5) . ومنه قول المتنبي : من قال لست بخير الناس كلهم فجهله بك عند الناس عاذره ثالثاً : وإذا أضيفت ( كل ) إلى الاسم الظاهر وكان من لفظ الموصوف تأتي صفة تفيد بلوغ الغاية القصوى في ما تصف . كقولنا : محمد عالم كل العالم ، ومنه : أطعمناه شاة كل شاة . رابعاً : إذا اتصلت ( كل ) بما المصدرية الظرفية أفادتها الشرطية دون إعمال الجزم ، كقوله تعالى ( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله )(6) . وقوله تعالى ( كلما دخلت أمة لعنت أختها )(7) . ـــــــــــــــ (1) النساء [129] (2) الإسراء [29] (3) النحل [89] . (4) يونس [99] (5) الحجر [30] (6) المائدة [64] . (7) الأعراف [38] .كلومنه قول عمر بن أبي ربيعة : كلما قلت متى ميعادها ضحكت هند وقالت بعد غد ومنه قول الشاعر * : أو كلما وردت عكاظ قبيلة بعثوا إليَّ عريفهم يتوسم وإذا جاءت ( ما ) بعد كل ولم تتصل بها فهي ما الموصولة ، نحو : هذا كل ما عندي .كل