روتانا-إيمان المولدي
حب .. كلمة لا تتعدى الحرفين لكنها ومع هذا قد تقلب حال أي رجل .. من شقي إلى سعيد أو من سعيد إلى شقي .. وفي حالات قد يكون الحب نعمة وفي حالات أخرى يصبح نقمة .. على حسب الظروف والمحيط والأحداث ..
لكن هل يا ترى إذا أحب الرجل حبه الأول والذي ربما لم يكتمل ليُكلل بالزواج .. هل يبقى هذا الحب مخبأً في الذاكرة .. أم يتبخر مع مرور الزمن وكأنه لم يكن .. سؤال قد يشغل بال الكثير من النساء اللواتي قد يزعجهنّ أمر حب زوجها الأول ؛ وقد يسبّب لها أزمة في حياتها ولهذا استفزَّنا الموضوع وقرّرنا الخوض فيه واكتشاف خباياه وحلّ اللغز المُبهم ..
يقول فهد وهو شاب متزوج منذ سنتين بخصوص هذا الموضوع ، إن الحب الأول ليس بالضروري أن يكون أقوى حب وأعمق حب لذا فممكن جداً نسيانه مع مرور الوقت خصوصاً إذا كان البديل أروع شكلاً ومضموناً .
وفي نفس السياق يطرح أحمد فكرته قائلاً أن الحب القويّ والذي لا يمكن نسيانه قد لا يكون الأول ففي أحيان كثيرة نكتشف أن أول حب أو أول فتاة تعرفنا عليها لم تكن حباً حقيقي لكنها مرحلة اكتشاف للحب.
وعمر فيقول أن النسيان سيكون صعب خصوصاً إذا كانت الحبيية القديمة شخصية جميلة وصعب تعويضها بشخص ثاني.
أما علي بن محمد فيعتبر أن الحب أساساً مجرد كذبة ووهم نفسي لا أكثر ، لذا فلا أحد يتعلق بأحد ، كما ويعتبر أن الرابط بين الزوجين هو العشرة وليس الحب !!! .
رأي غريب طبعاً ولكننا نحترمه.
وعن رأي النساء بهذا الموضوع تقول مريم وهي فتاة جامعية متزوجة منذ فترة قصيرة : أنها تعلم أن زوجها كان على علاقة بزميلته لسنوات عدة ولم يشأ القدر أن يجتمعا .. وهذا ما يزعجها دائماً و تضيف أنها وصلت لمرحلة أنها إنْ لاحظته يستمع لأغنية حزينة تشك أنه يفكر بها وإن كان سعيداً تشك أنه تواصل معها .. ولهذا فهي تعتبر أن حياتها معه تعيسة و غير مستقرة .
أما نوف فتقول أن النسيان موجود عند الرجل والمرأة على حدّ السواء كما يجب أن تكون الزوجة أو الحبيبة الجديدة ذكية بما يكفي لتصنع له ذاكرة جديدة خالية من الحب القديم.
للنظر بالموضوع بطريقة أكاديمية توجهنا للدكتورعبد الله عبد العزيز السلمان مدير مركز التنمية الانسانية للاستشارات التربوية والاجتماعية بالرياض ، وسألناه هل يستطيع الرجل أن ينسى أول حب في حياته، حتى وإن تزوج بغيرها؟
فأجاب : أظن أنَّ المشاعر القديمة تبقى ولو كتجربة ولو أحب الثانية أكثر فسيكون الحب الأول خبرة متوارية .. لكنها لاتنتهي تماما كأي تجربة يمر بها الإنسان ولكنها لن تُستدعى إلا إذا جاء مايثيرها ..
بمعنى أن الحب الأول سيبقى ذكرى إذا وفّق بحبٍ أقوى ولو تعرض حبه الثاني لنكسات فقد يتذكر جماليات الحب الأول إن لم يكن انتهى بكراهية أو صراع .
ومن الضروري التنبيه لهذهِ النقطة وهي أنه هناك تفاوت بين الناس فليس هناك قاعدة عامة، فهذا الموضوع يستند على عدة عوامل من بينها شخصية الفرد بحد ذاته ونشأته والمحيط الذي يعيش فيه .. والخ.
ويبقى الحب كغيره من المشاعر التي قد تبقى بالذاكرة والقلب وقد تمحى مع مرور الزمن ، وقد تأتي تجارب وذكريات أخرى تحل ّمحل ّالحب القديم ... ويبقى النسيان نعمة من نعم الله علينا والتي تساعدنا على بدأ حياتنا من جديد .