* غالبية المتقاعدين يشعرون بالاحباط وهم يتنقلون بين المصارف والمكاتب الأهلية
* ضرورة اعتماد بصمة العين للحد من مشاكل بصمة الابهام
بغداد الاخبارية / تحقيق / دريد ثامر
شكا غالبية المتقاعدين العراقيين ، خصوصاً كبار السن من
صعوبة إستلام رواتبهم التقاعدية حين وصول موعدها وعدم ظهور بصمة إبهامهم في الجهاز القارىء لها ، وقالوا لصحيفة (( بغداد الاخبارية )) أن معاناتهم ما زالت مستمرة ولا توجد حلول مناسبة لها تنهي هذه المعاناة ، وأضافوا أن قارىء البصمة لا يستجيب عند إستعماله من المتقاعدين من كبار السن ولاكثر من مرة بسبب هشاشتها ، رغم وضع جميع الاصابع فيه نتيجة عوامل الزمن التي أصابتها ، ودعوا الى ضرورة إيجاد بدائل لهذه المحنة التي يعيشونها كونهم يعتمدون على هذه الرواتب ولا سبيل لغيرها ، ولكنهم صاروا يتنقلون ما بين المصارف والمكاتب الاهلية من أجل الحصول على هذا الراتب التي ربما قد يتعدى نيله عدة أيام .
معاناة لا تنتهي
فقال المواطن مهدي عبد السلام محمود ( متقاعد ) معاناة المتقاعدين في العراق ومن كلا الجنسين ، مستمرة من ناحية قلة رواتبهم في ظل إرتفاع غير طبيعي في الاسعار من جهة ، ومن صعوبة الحصول عليها لعدم إستطاعة قارىء البصمة إيجاده لكبر بعضهم في السن ، كي يحصلوا على هذه المبالغ الضئيلة من جهة أخرى ، فتبدأ حينها رحلة البحث المتعبة عن مكان لاستلامها وقد تستغرق هذه العملية أكثر من يومين أو ثلاث ، وهذا الامر أصبح بحاجة الى حلول سريعة وناجعة كي لا يتعرض المتقاعد رغم سنه الكبيرة وغالبيتهم يعانون من أمراض مزمنة الى هذه المعاناة المريرة كلما حان موعد إستلام رواتبهم .
اليدوي والبصمة
أما المواطنة لطيفة عليوي حسن ( 78 عاماً ) فقالت بعد وفاة زوجي قبل (15) عاماً ، كنا نستلم من المصارف عن طريق صكوك يدوية مباشرة ، فتحول الامر الى بصمة و (كي كارت) وأصبح الامر أسهل وأفضل ، مما كان عليه في السابق ، حين شهدت المصارف تكدساً كبيراً للمتقاعدين أمامها عند الاستلام ، ولكني واجهت معاناة لم تكن في الحسبان ، وهي صعوبة ظهور بصمتي في الجهاز ولاكثر من مرة ، ما ولد لدى شعوراً بالاحباط وأنا أتنقل بين المصارف والمكاتب الاهلية ، كي أجدها وأحصل على هذا الراتب الذي يعيلني لما تبقى لي من العمر ، وكنت أتمنى أن تحل هذه الاشكالية من الجهات المعنية كي لا نضطر الى مراجعة دوائر الدولة بطوابيرها وإزدحاماتها كي نستفسر على رواتبنا وأسباب عدم ظهورها .
التعاطف مع المتقاعدين
بينما تقول المواطنة علا باسم محمود ( طالبة جامعية ) أن والدي يتذمر كثيراً قبل يوم واحد من موعد أطلاق راتبه التقاعدي ، حيث تزداد محنته عند الذهاب الى المنافذ الاهلية القريبة من منزلنا، وهو يعلم بصعوبة ظهور بصمة إبهامه في كل مرة ، حتى أصبح معروفاً لدى غالبية المصارف أو المنافذ بسبب هذا الامر ، ، فتعاطفهم مع المتقاعدين من كبار السن بسبب حالتهم الصحية ، ظاهرة مستمرة ، ولم يستطع والدي إنقاذ نفسه الا بعد أن قام بعمل وكالة لي بديلاً عنه من إجل إستلامه كي يستريح من هذه الهموم التي رافقته دائماً .
مسألة عادية
غير أن المواطن هادي عبد الرضا خالد ( صاحب منفذ أهلي لتسليم الرواتب ) قال عدم ظهور بصمة بعض المتقاعدين الذين يزورون منفذنا في مواعدهم ، أصبحت مسألة عادية ، وكنا في السابق عندما لا تظهر لدينا ، نطلب منهم مراجعة دوائر الدولة والاستفسار عن عدم ظهورها ، أو إن جهازنا قد حصل فيه عطب أو خلل ما ، وبعد إن إزدادت هذه الحالات ، قمنا بتكرار العملية أكثر من مرة في وضع جميع أصابعهم في الجهاز كي يحصلوا على رواتبهم ، وفي كثير من الاحيان بسبب هذا الامر يتعطل غيرهم وهم ينتظرون دورهم ، ولكننا وجميع الموجودين يتعاطفون معهم ويكون عامل الانتظار موجود لديهم في عملية إمكانية ظهور البصمة لهؤلاء الذين قضوا وأفنوا سنين عمرهم في عملهم من دون تعب أو كلل ، ولا يمكن أن نتذمر منهم في أول حالة عدم ظهور البصمة ، بل نعاودها مرات ومرات حتى تظهر ليعود الى منزله وهو يحمل في يديه راتبه كي يستطيع العيش منـه .
التزامات عديدة
وشعرت بالحزن المواطنة مها غريب حامد ( متقاعدة ) وهي ترى بعض المتقاعدين وهم يخرجون من المصارف لاستلام رواتبهم التقاعدية ووجوهم تعلوها الحزن والتحسر ، ربما كانت لديهم التزامات مالية مع غيرهم ، ويجب الايفاء بها وعدم تأخيرها ، كاقساط المولدة أو بعض الحاجيات التي تم شرائها بالاقساط أو سلفة قاموا بالاشتراك فيها للاستفادة من مبالغها لمواجهة صعوبة المعيشة ، ولكن غالباً ما تتبخر أحلامهم وبسرعة الرياح عندما يطيح بها جهاز قارىء البصمة ، وبما أن البطاقة الذكية أثناء إخراجها قد أخذوا من المتقاعد بصمات (10) أصابع وبصمة العين ، فلماذا لا يتم الاستفادة من هذه الخطوة وإدخل بصمة العين في حالة عدم ظهور بصمة الابهام لدى غالبية المتقاعدين ، وبهذا يمكن حل هذه الموضوع بكل سهولة من دون رحلة المتقاعد المكوكية بين المصارف والمنافذ وهم مرضى وعجزة ولا يستطيعون المشي طويلاً .
ما هي أجراءات التقاعد الوطنية ؟
أعلنت مديرية التقاعد الوطنية الاعتماد قريباً على بصمات العين والوريد للحد من مشاكل بصمة الابهام التي يعاني منها المتقاعدون كبار السن عند تسلم رواتبهم .
وقال مصدر مسؤول في المديرية في تصريح خص به (بغداد الاخبارية) ان المديرية تسعى لحل جميع مشاكل المتقاعدين بما يخص موضوع إستلام رواتبهم الشهرية وأهمها مشكلة كبار السن والعجزة الذين يعانون من مشاكل عدم إنصياع جهاز البطاقة الذكية لبصمة الابهام الخاصة بهم كونهم كبار في العمر ولا تستطيع ماكنة البطاقة الذكية قراءتها .
مبينا أن المديرية ستعكف قريباً على العمل وفق البطاقة الذكية على الاعتماد على بصمة العين وبصمة الوريد للمتقاعدين لكي يتسلمون رواتبهم الشهرية , مؤكدا أن المديرية تعمل على تسليم رواتب المتقاعدين خارج العراق من خلال الاعتماد على الفيزا كارت والتقنيات الحديثة . إذ يعاني أغلب المتقاعدين في العراق من إجراءات الحصول على رواتبهم التقاعدية عبر فروع مصارف الرشيد والرافدين وحتى مكاتب دفع الرواتب الشهرية المنتشرة في مناطق بغداد والمحافظات كون أن جهاز قارئ البصمة والذي من خلاله يتم تسلم رواتبهم لا يعمل مع أصابعهم بسبب هشاشة تلك الاصابع وإنعدام ملامحها في بعض الاحيان , الامر الذي يزيد من معاناة تلك الشريحة بسبب تلك الاجراءات الفنية البسيطة والتي يتأخر معها الحصول على رواتبهم ليومين وأكثر , بينما أكدت مديرية التقاعد العامة إن مشكلة تأخر رواتب المتقاعدين بسبب أخطاء أجهزة قارئ البصمة ستزول قريبا بعد الاعتماد على الية حديثة بقراءه بصمة العين بدلا من بصمة الابهام .
خلاصة الكلام
المتقاعدون من كبار السن والمرضى ، يجدون أن أكثر المراجعات والتأخيرات في صرف رواتبهم وإستحقاقاتهم كان سببها البطاقة الالكترونية أو ما يسمى بــ ( البصمة ) ، فكثير منهم وبفعل عامل الزمن والضعف الشديد تختفي بصمتهم , فتؤدي الى تأخيرهم في عملية صرفها ، لذلك وجب على ضرورة الالتفات لهم بعين العطف ومعالجة مشكلتهم بطريقة أو بأخرى ، وهنا لا تقع عملية اللوم على البطاقة الذكية، فهي حقاً وسيلة رائعة لتسهيل إيصال الرواتب والمستحقات المالية إلى الناس باستثمار معطيات العصر الالكتروني الرقمي ، من خلال إستخدامه على مدار الساعة في إستلام المبالغ بكل يسر وأمان وسهولة ، بعيداً عما كان سابقاً من وصولات وتواقيع وروتين وظيفي ومعاملات ورقية كثيرة ، غير إن البطاقة الذكية لدينا ، لها شروط في تطبيقها ، ومن دونها لا يمكن أن تؤدي واجبها بصورة كاملة ، وفي مقدمتها وجود عنصر بشري يصرف المبلغ، وخط أنترنت متوفراً بسرعة جيدة ، ناهيك عن توفر الطاقة الكهربائية، ولابد أيضا أن يكون المستلم غير مسن إلى درجة متقدمة ولا مصابا بالسكري والضغط ، وإلا فإن إستلامه لراتبه التقاعدي سيكون أشبه بالمعجزة التي تتحقق كل شهرين ، وهذه المعاناة يجب حلها رأفة بهؤلاء الذين قضوا زهرة شبابهم في تأدية واجبهم ، حتى بلغوا سن التقاعد القانوني ، ليجدوا بعض الراحة والامان وليس المعاناة بعد هذا العمر الطويل .
منقول
رد مع اقتباس