بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


إن لجدية الإعلام من كل أمة أو طائفة مقاييس ومنها أن يأتي بما هو الأهم وما هو الأنفع والأقوى في دعم القضية الأساس للطائفة وتمام فروعها، والعمل بهذه المقاييس يوجب علينا أن نفتح منافذنا الإعلامية (المرئي، المسموع، المقروء) على الإمامة المعصومة للسادة الطاهرين سلام الله عليهم وما يتفرع عنها ومنها، وبهذا ستحمل على إعلامنا وظائف أربع لا يساويها في الأهمية شيء:
1 معارف أهل البيت عليهم السلام، لأن لهذا تأثيرا قويا في ميل القلوب إليهم ففي الحديث " لو علم الناس محاسن كلامنا لاتبعونا "، ومن أوضح المحاسن في كلامهم ما يجتمع في أدعيتهم الطويلة التي لم تعهد من أحد سواهم صلوات الله وسلامه عليهم حتى عرفت باسم: "" القران الصاعد ""، وكذا بعض حججهم في التوحيد والعدل، بل حججهم في المسائل الفقهية بما تحمله من سماحة وسهولة وحجة قوية وما إلى ذلك في شؤون الدنيا والآخرة ..
2 مناقبهم ومثالب خصومهم لا بطريق القذف بكل موجود على الأذهان بل يجب أن تقدم في دراسة ونقد أي بالمنطق الذي يستهوي الجميع فإن هذا ما يشد الأفكار ويلفت الأنظار إلى السادة من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تكلم بهذا علي عليه السلام:"ولو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم من سيرهم كذا وكذا كان أصوب في القول وأبلغ في العذر "، وتكلم به الصادق من أولاده عليه السلام:" أحيوا أمرنا ".
3 مشروع تربية فنانين وممثلين على المستوى الشيعي العربي لدعم المسلسلات الهادفة بهدف الأخلاق والعقيدة ..
4 التركيز على مكونات أخرى للثقافة والفكر الشيعي إذ لدينا وجوه علمية مرجعية وتحقيقية وخطابية وفكرية وأدبية لا زال الإعلام مجافيا لهم وإن من لم يعرف منهم حتى الآن أكثر بمراتب ممن عرف بل لا زال الأفضل والأسمى مغمور ومستور في قم والنجف وسائر النواحي !!
رأي أهل الحرص على مستقبل القضية الحسينية أنه:
يجب على الرواديد الإتزان في الشكل والأداء لئلا تموع القضية الحسينية بفعل المبالغة في الشكليات و الموسيقى و ما يستخدم لجلب الجماهيرية إلى شخص الرادود لا إلى صاحب المناسبة حيث رأينا أن الناس بدأت تـُـقبل وتـُـدبر على بعض المجالس حسب حضور الرادود وعدمه وكأنما صاحب المناسبة هو الرادود لا من عقدت له الذكرى؟!

فكرة البديل فكرة فضفاضة:
لقد تعامل المثقفون المسلمون والشيعة خاصة مع فكرة البديل معاملة خاطئة والخطأ ليس في أصل الفكرة بل في الإسراف منها و الإرتقاء بها إلى درجة الضروريات حتى قد بنى هذا التعامل في أذهان النشء ضرورة أن يكون لدى التشريع بديل عن كل ممنوع؟!
ونحن نعرف أن البدلية أمر لا يتفق من التشريع إلا إذا كان نفس التحريم مقدمة وخطوة لتصحيح مسيرة ما عندما لا يفكر في نسفها من أساسها كما في النكاح فقد حرم الزنا وغيره من صور الشذوذ الجنسي كمقدمة لتصحيح طريقة الجنس فأبطل الفروض الخاطئة وطرح الفرض الصحيح ومع ذلك فإن الإصطلاح عليه بالبديل واضح المسامحة لكن علينا أن نقول عنه أنه نموذج صحيح مكان نموذج خاطئ وحسب..
وحينما يحرم الغناء فليس هذا التحريم خطوة على تصحيح سيرة لا بد من أن تبقى قائمة بنفسها وأن يكون الاستبدال في نماذجها فقط بل هي تختلف عن مثال النكاح لأن الغناء سيرة خاطئة بنفسها وذاتها..
إذن نحن نقول من الضروري أن يمتنع الناس من الغناء تحفظا عن آثاره النفسية والإجتماعية إلا ما استثني ولكن ليس من الضروري أن يكون صوت وأداء الرادود بديلا عنه . .
فالرادود صوت يمتد بقضية محددة وله مركزية يحوم حولها وهو جانب أهل البيت عليهم السلام وكل ما يقدمه الرادود يجب أن يكون في هذا الإطار.