(بيروت-Mbc.net) إنّ لعلاقة العقل بالجسد إمتيازات خارقة قد ترتبط في حالات عديدة بما هو أبعد من الحركة وإصدار الأوامر العصبية لتنشيط أعضاء الجسد وتذكيرها بدورها.
إذ يمكن للعقل أن يرفض علاجاً أو يقبله، وبالتالي هو من يقرر شفاء الجسد من مرض ما أو عدمه. كيف يكون ذلك؟
أثبتت صور الرنين المغناطيسي للدماغ أنّ عدم الاقتناع بمدى فاعلية الدواء يخفّف أو يلغي أحياناً، مفعول ذلك الدواء في الجسم. فهدف هذه الدراسة التي أجراها باحثون من إنكلترا وألمانيا، تبيان العلاقة ما بين توقعّات المريض وفعالية الدواء، من خلال تصوير الرنين المغناطيسي للدماغ.
من هنا يمكننا الحديث عن تأثير "الغفل"، أي الإستجابة السلبية أو الإيجابية، وكأنّك تستخدم عقاراً مزيّفاً وكاذباً. يرتبط هذا التأثير بقة الشخص في العلاج أو عن الإِدراك المسبق لما يفترض أن يحدثه عقار تجريبي ما، وكثيراً ما يستخدم "الغفل" في الدراسات التجريبية للأدوية، فمثلاً يكون هناك مجموعتان من الأفراد المجموعة الأولى تتناول الدواء الحقيقي والمجموعة الثانية تتناول"الغفل" وذلك لمعرفة مدى التأثير الحقيقي لدواء التجربة على متناوليه.
وينطبق هذا "الغفل" على تأثير الأطعمة أو الكافيين على نشاطنا، إذ قد يشرب أحدهمالقهوة الخالية من الكافيين من دون ان يدرك ذلك ويشعر بالنشاط وتأثيرات القهوة العادية.
إذاً، يمكن الإستنتاج أنّ الشفاء من أي مرض يتطلّب منا إنخراطاً ذهنياً في عملية الشفاء، مما يساعد على تخطّي المراحل الصعبة بإيجابية وعزم على التخلص من المرض.