هنا

[علي جاسم الكعبي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قالوا لاستقبال القبله :
واما الاستقبال فهو صرف لظاهر وجهك عن سائر الجهات الى جهة بيت الله .
أفترى ان صرف القلب من سائر الامور الى أمر الله ليس مطلوبآ منك هيهات فلا مطوب سواه وانما هذه الظواهر تحريكات للبواطن وضبط للجوارح وتسكين لها بالاثبات في جهه واحده حتى لا تبغي على القلب فانها اذا بغت وظلمت في حركاتها الى جهاتها استتبعت القلب وانقلبت به عن وجه الله ,
فليكن وجه قلبك مع وجه بدنك , واعلم انه كما لا يتوجه الوجه الى جهة البيت الا بالصرف عن غيرها فلا ينصرف القلب الى الله تعالى الا بالتفرغ عما سوى الله تعالى , وقد قال النبي - صل الله عليه واله - (( اذا قام العبد الى صلاته وكان هواه وقلبه الى الله انصرف كيوم ولدته امه )) . انتهى الكلام
اقول :
هذا عند التوجه لله تعالى باستقبال قبلته والتي هي بيت الله الحرام وهي الكعبه ,
تعالوا لنرى نكته عظيمه اضافها الله تعالى لقبلته وشاءت قدرته ان تكون قبله للمسلمين بعد ان كانت قبلتهم بيت المقدس
قوله تعالى: {
{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } (144)
}

لماذا ذكر الله تعالى وان الذين أوتوا الكتاب ليعلموا انه الحق من ربهم .
قد يقول قائل قد شرف الله الكعبه بولادة الامام علي - عليه السلام - وان صح لكن هناك شيء اعظم من ذلك . وهو ان تكون قبلة المسلمين جميعآ الى مكان ولادة امير المؤمنين علي - عليه السلام - والسر يعلمه الذين اوتوا علم الكتاب . هو ان تستقبل القبله وتصرف وجهك وقلبك عن سائر الجهات وانت تحمل الولايه لعلي ابن ابي طالب - عليه السلام - وان تقتدي به باقواله وافعاله وعبادته واخلاقه . الاستقبال وحده لا يصح بدون ان تاتي الله تعالى بغير ولاية علي -عليه السلام - وتسير على ما سار عليه . ان كنا نؤمن بان كل شيء خلقه الله ودبره فهو بمشيئة ارادته ولغايه يعلمها الله تعالى واولوا العلم .
بينك وبين الله هل هناك شك او ريب من مشيئة الله تعالى ان يربط قبلته وان يجعل بيته محل ولادة سيد الاوصياء وامام الموحدين وقبلة قلوب العارفين علي - عليه السلام - وان يجعل صدق الايمان مرهون بولايته واطاعته وحبه , قال النبي محمد - صل الله عليه واله - { برز الايمان كله للشرك كله }
ما نقوله حقيقه واضحه لاكن قد غابت عن قلوب الغافلين المنافقين قال النبي محمد - صل الله عليه واله - (( ياعلي لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ))
النفاق هو تاتي الى الله بدون ولاية علي - عليه السلام .
لانه اعلم بعلم الدين وتفسير الكتاب والسنه ومعالم الحلال والحرام , ومن ازاحة الشبه وازالة البدع , كل ذلك ببيان وحجه يبلغ اليها افهامنا وتقبلها عقولنا ,
الحمد لله الذي اوضح به دينه وفتح به عن باطن ينابيع علمه وجعله مسلك لمعرفته والباب المؤدي الى معرفته الحقه . وان ذلك من فضل الله تعالى علينا ولكن اكثرهم لا يشكرون ولا يعلمون
والحمد لله رب العامين