شخصية الانسان في نظر القرآن :


ان الانسان في نظر القرآن خليفة الله سبحانه وتعالى في الارض والذي سجدت له الملائكة ، وما من شيء خلقه الله سبحانه إلاّ وسخره له . في الآية 13 من سورة الجاثية نقرأ :
( وسخّر لكم ما في السّماوات وما في الأرض جميعاً منه ) .
وجاء في الآية 70 من سورة الاسراء ايضاً :
( ولقد كرّمنا بني آدم ) .
وجاء في نهاية هذه الآية : ( وفضّلناهم ) .
ان هذه الآية تبين لنا عظمة شخصية الانسان التي كرّمها الله سبحانه واودع فيها المواهب الالهية ( من المادية والمعنوية ) وجعل الانسان سيداً لكل الموجودات .
وجاء في الآية 38 من سورة التوبة خطاب الله جل وعلا الموجّه للمؤمنين :
( أرضيتم بالحياة الدّنيا ) .
ويعني : ايها الانسان لا تكن دنيوياً فانت اسمى وارفع من ان تبيع نفسك للدنيا . ولنضرب مثالاً آخر :
لو انك تملك سيارة فخمة جديدة فانك لا تستخدمها في الشارع الترابي ، حيث تقول : من المؤسف استخدام هذه السيارة في هكذا طريق كيف وانت خليفة الله سبحانه في الارض واعلى الموجودات شأناً أليس من المؤسف ان ترتكب الذنوب المضلة والذنوب الماحقة ؟!
وبالحقيقة لو عرفنا انفسنا وامعنا النظر في شخصياتنا لمنعنا ذلك من اقتراف ايّ ذنب ، ولكن لو تصورنا انفسنا بانها منحطة وفارغة ولم نقيمها فسوف نفعل كل فعل منحط .
ونقرأ في الآية 54 من سورة الزخرف :
( فاستخفّ قومه فأطاعوه ) .
ومعناه : ان البرنامج الاستعماري والاستثماري لفرعون الذي وضعه لقومه جعلهم بلا شخصية وأدّى بهم الى الانحطاط والاستخفاف بأنفسهم وجعلهم بالتالي يتبعون فرعون ، فلو كانوا يمتلكون شخصية قوية وثابتة فمن المحال ان يضحوا بانفسهم في سبيل حياة فرعون الملوثة ، ولكن احساسهم بالحقارة صيّرهم عبيداً لغير الله جل وعلا .




معرفة النفس في نظر الروايات :
قال امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
1 ـ إنّه ليس لانفسكم ثمن إلاّ الجنة فلا تبيعوها الاّ بها » (1) .
2 ـ « قبيح بذي العقل أن يكون بهيمة وقد امكنه ان يكون إنساناً » (2) .
3 ـ « ما تكبّر إلاّ وضيع » .
4 ـ وقال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« القلب حرم الله فلا تسكنوا حرم الله غير الله » .
5 ـ وقال امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
« عجب لمن ينشد ضالته ، وقد أضل نفسه فلا يطلبها » (3) .
6 ـ وقال امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أيضاً :
« قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر الله » (4) .
7 ـ وقال الامام علي ( عليه السلام ) ايضاً :
« العارف من عرف نفسه فاعتقها ونزهها عن كل ما يبعّدها ويوبقها » (5) .
8 ـ وقال امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أيضاً :
« ولبئس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمناً » (6) .
إنّ هذه المجموعة من الآيات والروايات ينتج عنها : ان الانسان يمتلك كرامة ذاتية و اكتسابية . فيجب عليه ان يحترم شخصيّته ويصون كرامته حتى يبتعد عن جملة من الذنوب والخطايا ، فاعطاه شخصّية لنفسه وللآخرين ركن من اركان الهداية والتربية .
____________
(1) نهج البلاغة الحكمة 456 .
(2) الأخلاق للشيخ الفلسفي ج 2 ص 12 .
(3) غرر الحكم ج 4 ص 340 .
(4) غرر الحكم ج 4 ص 507 ـ ميزان الحكمة ج 8 ص 229 .
(5) غرر الحكم ج 2 ص 48 .
(6) نهج البلاغة خطبة 32 .

المصدر
من هنا