إن الجدال والنقاش بين الزوجين أمر لا بد منه، فأي حدث أو موقف يمكن أن يسبب نقاشاً طويلاً تبقى نتائجه غير متوقعة إن لم يعرف كل من الزوجين ما يسمى بفن الجدال. في كثير من الأحيان، الصراخ والكلمات المؤذية التي تقال أثناء النقاش تتراكم في العلاقة الزوجية كما يتراكم الغبار على الأسطح وتتحول إلى شعور بالامتعاض أو إلى جروح تبقى دفينة في النفس لعقود. يوجد بعض الخطوط العريضة التي يستطيع من خلالها كل من الزوجين أن يعارض بدون إيذاء الآخر:
1.حتى عندما تكون في قمة غضبك فكّر جيداً بالأذى المحتمل الذي يمكن أن تقوم به إن تركت نفسك خارج السيطرة. التحدي لكل منكما هو أن يعبّر عن نفسه بدون أن يؤذي جوهر العلاقة. لا يوجد مكان في الزواج الصحي لشريك يريد أن يربح جدالاً ما مهما كلف الثمن.
2.ركّز على إظهار احترام كل منكما للآخر. بغض النظر إن وافقت شريكك أم لا، أو فهمت عليه ما يريد قوله أو فهم عليك ما تقوله أم لا، على كل منكما فقط أن يحترم بأن للشريك الحق في أن يكون له آراء وأفكار مختلفة.
3. تذكر أن الشتائم، اللعن، التهكم، السخرية، الصراخ والدفع أو اللطم أو أي إهانة عاطفية أو فيزيائية لن تساعد في إيجاد حل للمشكلة أو التوصل لنتيجة، بل فقط ستهدم حجر الأساس في علاقتكما.
4.تجنب استخدام كلمات مثل: "دائماً" و "أبداً"، كأن تقول مثلاً: "أنت دائماً تتأخر، بحياتك لم تكن على الوقت في أي شيء" أو "لقد تعبت من انتظاري الدائم لك". إن كلمات "دائماً" و "أبداً" تغلق كل أبواب التواصل بدلاً من فتحها.
5.حافظ على النقاش محصوراً بالمسألة التي بين يديكما. في كثير من الأحيان يتحول الجدال إلى "تأريخ" رسمي. عندما يتحول النقاش من القضية الحالية إلى شيء ما حدث في الماضي وربما لم يحدث تقل إمكانية إيجاد حل للقضية الحالية. تعامل مع الأحداث الحالية بدلاً من تقليب الماضي الذي يمكن أن يكون قد تغيّر.
6.استمع كل منكما للآخر وللنهاية. لا تقاطعه عندما يتحدث بل اتركه يتحدث عن كل ما يفكر به وللنهاية، قد يبدو ذلك صعباً عندما تكون غير صبور، أو يائس أو هائج. ولكن عندما تسمع كل كلمة يقولها فستحصل بذلك على جميع المعلومات التي تحتاجها للوصول إلى حل.
7.خذ استراحة عندما يحتد النقاش. اذهب للحمام أو امشي خارج الغرفة أو قم ببعض التمارين الرياضية كي تساعدك على التخلص من القلق والتوتر الذي تعاني منه وتهدأ قبل أن تعود للنقاش من جديد.
8.اعتذر حالاً عندما يزلك لسانك وتقول شيئاً ما ربما يؤذي مشاعر شريكك. قل: "لم أكن أقصد ذلك، أنا آسف، لم أقصد أن أرفع صوتي بهذا الشكل، دعني أحاول من جديد".
9.تمعن في الحل الوسط "ربح- ربح". فبعض القضايا تكون مهمة لأحدكما أكثر من الآخر، لذلك فلا بأس إن دفعت الآن الفاتورة ، فهذا سيولد لديه الرغبة في المرة القادمة عندما يملك رأياً مخالفاً في قضية مهمة لك أكثر منه بأن يدفع الفاتورة، فتكونان أنتما الإثنين رابحين.
10.عندما يصبح الأمر الذي تتجادلان من أجله صعب الحل فيما بينكما، لا تتردد بالإستعانة بشخص خبير كوسيط. ما زال هذا الأمر صعب التفكير به في مجتمعنا ولكن عندما يصل الجدال على أمر جوهري لمرحلة يصعب حلها، يمكن لشخص خبير وخارج الموضوع أن يصفّي الجو ويخلق خيارات جديدة ويصنع قرار.
إن الطريقة الصحية التي تستطيع بها أن توصل الرسالة للشريك بدون إيذائه تخلق جواً من الأمان والحماية داخل العلاقة الزوجية، فلا تصل لمرحلة تجاهد فيها كي تسامح شريكك على الإهانة التي وجهها لك أثناء الجدال.