غمامة ٌ...ورحلةُ عُمْر
******************
في ابتسام الفجر... مِن رَحِمِ النّدى
شهدتْ سمائي للغمامة موْلِدا
وعلى خصائلها أراقتْ عَسْجَدا
نعسانة الأحداقِ ساجِيةَ الرّموشْ
والخدّ بانَ مع الشّفاهِ مُورّدا
وَحَبَتْ أمام الشّمسِ تسرحُ في المَدى
لاحَتْ لها في رحْلةِ العمْرِ القصيرِأليفةٌ
شرقيّةُ القسماتِ ترْفُلُ في جبينِ الكوْنْ
وتفتّحتْ في مُقْلتيْها وردةُ العُشّاقْ
وَهجُ الضُّحى زاد الجُفونَ تَوَقُّدا
وبلهفةٍ فَرَشَتْ لها رِمْشَ الحنينِ مُسَهّدا
لم تَدْرِ أنّ سحابةَ الشّرْقِ التي بانتْ سرابْ
عَصَرَ الأنينَ بخافِقيْها واخْتفى
كجميلِ حُلْمِ مثلما كان بَدَا
لا شوقَ يحبسُهُ ولا يثنيهِ نَوْحٌ أو نِدا
سكِرتْ بخمْر الوهمِ في غَبَشِ المساءْ
وتَفَتّتَ نُدَفًا وشتّتَها فَحيحُ الرّيحْ
لا صوتَ شيّعَها ... ولا رجعَ الصّدَى
( علقمة اليماني )