لحا الله قوماً ما تلين قلوبهم
لصب شكا مما يلاقي فأسمعا
فما أكثر العشاق ماتوا صبابة
وحزناً وشوقاً في الهوى وتفجعا
حكايا الهوى في البيد مازال نفحها
لعمرك في أجوائها متضوعا
فمنها أحب الصمة ابنة عمه
فهام بها مذ أيفعا وتولعا
وشبَّا وفي القلبين حب مبرح
أسالته أعراف القبيلة أدمعا
وأغلى أبوها المهر إذ جاء خاطباً
ولم يرض للقلبين أن يتجمعا
وزوجها من عامر وهو بحتر
قبيح فكاد القلب أن يتصدعا
فأزمع هجراناً وما كان راضياً
ومل مصيفاً في حماه ومربعا
وخلف زوجاً لم يكن قد أحبها
ويأبى بها يوم النوى أن يشفعا
هواه بريا بابنة العم لم يزل
تعاوده الذكرى لحب تقطعا
بنجد ونجد موطن الحب والهوى
وكانت مراحاً للشباب ومرتعا
(حننت إلى ريا ونفسك باعدت
مزارك من ريا وشعباكما معا)
وفي الدرب عاد الحب في القلب صاخباً
(وعادت بنات الشوق يحننَّ نُزَّعا)
تذكرت نجداً حين رحت مودعاً
(وقلَّ لنجد في الهوى أن تودعا)
وأنت رضيت الهجر في الحب طائعاً
(وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا)
يذكرك الطير الحبيب وربعه
إذا ما تغنى أين كان وسجعا
وكل محب بالوصال ممتع
فإن سيم بالهجران يوماً توجعا
(بكت عيني اليسرى فلما زجرتها
عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا)
ذهبت بغزو في البلاد مجاهداً
وأقسمت ألا يا قشيري ترجعا
وأيقنت أن حالت فياف تباعدت
وقامت جبال دون أن تتطلعا
(فليست عشيات الحمى برواجع
إليك ولكن خل عينيك تدمعا)
فتلك بلاد قد غذتنا بحبها
(فما أحسن المصطاف والمتربعا)
قضيت حنيناً في بلاد بعيدة
ولا من بكى حزناً عليك وشيعا
م