كم يخصّص المراهقون من أوقات فراغهم للقراءة؟ ليس الكثير وفقاً لما أظهرته أحدث الإحصاءات. فقد بلغ معدل القراءة لديهم 6 دقائق يومياً. لماذا؟
الموقف من القراءة هو عامل، و لكنه ليس الوحيد، إذ إن قمّة الاهتمام بالقراءة تحصل في أولى سنوات المدرسة المتوسّطة، و لكنها بعدها تبدأ بالتراجع. و ليس من الصعب معرفة سبب حصول هذا الأمر، إذ إن تعلم القراءة بالنسبة لأغلب الأطفال هو مصدر للجوائز، فهو علامة على نموّ الطفل و اكتسابه مهارة يملكها إخوته الأكبر سناً و بعض أصدقائه. لهذا السبب، لا بدّ في هذه السن من أن يحب فكرة فهم و تفضيل القصص . و لكن كيف يفسّر التغيير من ناحية القراءة في سنوات الدراسة المتوسطة و ما بعدها.
- توقعات أعلى للفهم: القصص تصبح أطول و أكثر تعقيداً. فالكتاب بالنسبة لأطفال الصف الأول قد يكون صورة مع جملة أو مقطعاً، و لكن مع وصولهم الى الصف الثالث، يُطلب من الطلاب أن يقرأوا فصلاً كاملاً من كتاب.
- خيارات أقل: مع تقدم الطفل في السن، يواجهون نصوصاً أكثر يجب عليهم قراءتها، و نادراً ما تتاح لهم فرصة استبدال كتاب لا يستمتعون بقراءته بآخر.
- أنواع أكثر: ففي السنوات الأولى من المرحلة المتوسطة، تتألف القراءة عند الأطفال في أغلبها من القصص، و هو نوع مألوف يعرفونه مسبقاً من الأفلام و التلفاز. و لكن لاحقاً، تبدأ القراءة بالتوسّع الى انواع أخرى كالسير الذاتية و قصص جديدة و أنواع أخرى مختلفة ربما عن المجتمعات و المعتقدات. هذا التجدّد في الأنواع يجعل من الفهم أكثر صعوبة.
- أهداف مختلفة: و لعله الأهم، إذ إن الأساتذة يطلبون من طلابهم أن يمضوا بقراءتهم نحو أهداف جديدة. فالأطفال الصغار يقرأون ليفهموا و يستمتعوا بالرواية، أما الأولاد الأكبر سناً، فقد يقرأون لتحديد حقائق محددة في إطار بحثي، أو قد يقرأون ليتعلموا و يتذكروا موادّ امتحان معيّن.
و لكن لماذا هذا التراجع في الرغبة بالقراءة؟
الاحتمال الوحيد هو أن الطلاب لا يميّزون بين مختلف أنواع القراءة، إذ إنهم يرون القراءة التي تطلب منهم في المدرسة على أنها عمل، و ليست نشاطاً لملء وقت فراغهم و الاستمتاع، و هذا الموقف كفيل طبعاً بتغيير نظرتهم و رغبتهم في القراءة.
لهذا السبب، يجب إيضاح الاختلاف بين القراءة للمدرسة و القراءة للتسلية. فالقراءة للتسلية تمنحهم حرّية خيار الكتاب الذي يريدونه، على عكس القراءة التي تُطلب في المدرسة.