"الأسلحة النارية وآثارها من وجهة نظر الطب العدلي"
بقلم الباحث القانوني حسن سعيد رضا .
هناك أنواع عديدة للأسلحة النارية وذخيرتها وفهم تلك الأنواع الأساسية وذخيرتها جوهري لفهم وترجمة الإصابات التي تحدثها .
يتكون السلاح من أنبوب من الحديد الصلب والذي يتراوح طوله من 5،2 إلى 90 سم. تدخل الطلقة في نهاية من نهايتها (المؤخرة) وتكون الناحية الأخرى من الأنبوب مفتوحة (الفوهة) ينطلق المقذوف والطلقة ، من المؤخرة إلى الفوهة إلى الهدف . في داخل أنبوبة السلاح توجد أخاديد لولبية تكسب المقذوفة دوراناً يمكنها من الإنطلاق في خط مستقيم لمسافة طويلة ، الأجزاء المرتفعة بين الأخاديد تعرف بالمرتفعات ولهذه الأجزاء أهمية قصوى إذا تترك هذه المرتفعات خدوشاً متوازية على المقذوفة تساعد في التعرف على السلاح الذي أطلق المقذوفة . عيار السلاح هو القطر الأقصى لأنبوب السلاح الناري مقاساً من هذه المرتفعات بالملي مترات .
المقذوفات بعض المقذوفات تحتوي على متفجرات في داخلها مما يجعلها خطراً كبيراً عندما تبيت في جسم شخص ما . اذ ان محاولة اخراجها او حتى تصويرها بالذبذبات فوق الصوتية ربما تنفجر فتكون خطراً على المصاب والفاحص .
(1) عندما تنطلق المقذوفة من فوهة السلاح الناري تتبعها الغازات الدافعة بقوة كبيرة
هذه الغازات تتمدد بعد خروجها من فوهة السلاح تتعرض للضغط الجوي . إذا وصلت هذه الغازات في حالات خاصة يكون السلاح فيها قد أطلق قريباً من الهدف خاصةً إذا كانت فوهة السلاح ملتحمة به فإنها تتمدد وتقود إلى انشطار في الأنسجة . كما إن الغازات بطبيعتها الكيمياوية مثل غاز أحادي أوكسيد الكاربون يقود إلى تفاعل كيمياوي مع خضاب الدم (الهيموكلوبين) فيتحد معه مغيراً لونه ، كما إن البارود غير المحترق والكاربون يؤثران على الجلد أيضاً * وشم البارود : البارود . المادة الدافعة ، يقود إلى وشم الجلد بحبيباته غير المحترقة والتي تدخل إلى الجلد وتقود إلى وشمه ، تعتمد درجة هذا الوشم على محتويات المسافة بين فوهة السلاح والهدف (سطح الجلد). إذ كلما قربت المسافة زاد الوشم ووضح
جروح الدخول في الأسلحة النارية
1- جرح الدخول في التماس : في حالة إلتصاق فوهة السلاح بالهدف تنفلق الأنسجة بما في ذلك الجلد ويحترق الشعر ويسودّ من الكاربون غير المحترق وتنتشر حبيبات البارود غير المحترق وغير كامل الاحتراق كوشم حول دائرة فوهة السلاح . كما تتخلف كدمات رضية في الجلد من ارتداد فوهة السلاح ، تنتشر هذه الكدمات الرضية تحت الجلد ، يمكن أن تنخلع
بعض الأنسجة من أربطتها . يتغير لون الجلد في ذوي البشرة البيضاء ولون الأنسجة إلى
لون الكرز بتأثير اتحاد غاز أحادي أوكسيد الكاربون مع خضاب الدم ، نفس هذه العلامات بدرجة أقل قليلاً تكون موجودة في جرح الدخول إلى مدى 5-6 سم. في المسدسات و12-15 سم. في الأسلحة طويلة الأنبوب .
2- جرح الدخول في مدى ما تلحقه اليد (حالات الانتحار) : يظهر الجرح كجرح منشطر ذو شكل نجمي وحوله علامات وشمية قليلة متناثرة .
3- المدى الطويل : أكثر من 60-95 سم. ينفلق الجرح انفلاقاً بسيطاً بسبب اصطدام الطلقة الدائرة بسطح الجلد كما تظهر علامات حول الجلد من جراء مسح المقذوفة للجلد عند دخولها فيه ، يكون جرح الدخول متخسفاً عند مروره بالعظام .
يجب أن نتذكر أن المقذوفة يمكن أن تصيب شخصاً ما في مكان مغطى بالملابس . وفي هذه الحالة . فإن بعض العلامات مثل الوشم والتلون بالكاربون واحتراق الشعر لا تظهر بالجلد ويمكن أن تنشطر الملابس من تأثير الغازات ويظهر عليها اللون الأسود والكاربوني والوشم في البارود غير المحترق .
. لا يظهر في جرح الخروج أي من الظواهر التي ذُكرت في جرح الدخول . بل يظهر خرق في الجلد إذا لم تبقَ المقذوفة داخل الجسم . يعتمد شكل وحجم وقياسات ذلك الخرق على حجم المقذوفة وزاوية اختراقها للجلد والقوة الدافعة لها وما تحمله المقذوفة معها من خارج وداخل الجسم مثل شظايى العظام . يكون جرح الخروج التماس أصغر من جرح الدخول ومماثلاً له في المدى المتوسط وأكبر منه في المدى البعيد
. سير خط المقذوفة : هو الخط الموصول بين جرح الدخول والخروج إذا استمر سير خط المقذوف دون أن يغيّره اعتراض جسم صلب . يمكن الاستدلال بهذا الخط على المصدر الذي أتت منه المقذوفة .
. جروح البندقية ملساء الأنبوب : جرح الدخول : عند الالتصاق يكون غير مختلف عما ذُكر عن جرح الدخول في القذائف المفردة في الاصابة من البندقية ملساء الأنبوب تنتشر الحبيبات كلما بعد المدى .
جرح الخروج : عادةً لا يوجد في الجروح التي تتأتى من المقذوفات الحبيبية إلا في حالة الاصابة الملتصقة في الرأس أو داخل الفم إذ يمكن أن تخلع القحف بالكامل كجرح خروج .
(كيف يمكن التفريق بين حوادث الانتحار ، القتل العمد والحادث العرضي في الاصابات بالأسلحة النارية)
1 الجرح الانتحاري لا يمكن إحداثه بالأسلحة الصغيرة (المسدس) في مدى أكثر من مدى ما تلحقه اليد . يمكن أن يستعين المنتحر باستخدام أصابع قدميه . كما يحدث في انتحار العسكريين بالبندقية .
2 وجود السلاح في داخل مكان الحادث . أو ممسوكاً بيد المنتحر في حالة التشنج (1)
الرمي والذي يحدث نادراً في حالات الانتحار .
3 الأمكنة الخاصة التي تكون فيها الجروح الانتحارية بالأسلحة النارية هي في الجبهة بين العينين وداخل الفم وفي الصدر في مكان القلب .
4 الجروح النارية خارج هذه الأمكنة خصوصاً إذا بالظهر يوجب الشك في أن الحالة غير انتحارية .
5 تعدد الاصابات النارية في حكم التأكيد لحوادث القتل . كون الحادث عرضياً يتم استبعاد كونه انتحارياً أو جريمة قتل عمد .